غواص في بحر الذكريات
تمر أمامنا الذكريات كما ولو كانت فيلم سينمائي |
تمر أمامنا الذكريات كما ولو كانت فيلم سينمائي نشاهد أحداثه على تنوعها ، أو كصندوق نحتفظ بداخله بأدق أسرارنا بعيدا عن أعين المتلصصين ، فلا توجد قوة على وجه هذا الكون تستطيع أن تمحو شريط الذكريات هذا أو تسلبه منا ،فهو ملكنا وحدنا و نتاج سنوات عمرنا.
و علي الرغم من هذا إلا أننا لا نستطيع إختيار ما نتذكره و ما لا نتذكره ، فالذكريات هي من تفرض نفسها علينا فرضا بحلوها و مرها .
و قد نتعجب عندما نتذكر أشياء قد تبدو بسيطة، كجملة قالها صديق أو عتاب عاتبه معلم أو جملة غزل قلتها أو سمعتها ،أشياء بالفعل بسيطة لكنها حفرت أخاديد عميقة بداخلنا ، بعضها مفرح ما زال قادرا على رسم بسمة على شفاهنا و بعضها قادر على محو تلك البسمة و إحلال دمعة حارة حارقة محلها .
ذكريات نتذكرها و كأنها حدثت بالأمس القريب ، نزيل عنها غبار الزمان و تهفو قلوبنا لنعيشها مرات و مرات ، و الأخرى نتوق إلى محوها من كتاب حياتنا و حتى من شطحات خيالنا ، لكن هيهات ثم هيهات فأوجاعنا ما زالت بداخلنا كامنة و بمجرد تذكرها تعود للنزف من جديد! ذكريات عن أماكن عشنا فيها و قضينا أحلى أيامنا ثم تركناها و لكن ما زال الحنين إلى جدرانها يقتلنا شوقا و عشقا .
ذكريات عن أشخاص تقابلنا معهم و صعدوا إلى قطار الزمان بجوارنا لكنهم في لحظة فارقونا و تركونا و نزلوا من القطار في محطتهم الخاصة ! و لكن ما زالت أصداء أصواتهم و ضحكاتهم ترن داخل آذاننا حتى همساتهم ننصت إليها بشغف و نتلذذ بأرواحهم التي تحلق دوما في سماء ذكرياتنا.
البعض منا لا يحتاج أكثر من الرجوع للوراء و إغلاق عينه حتى يبدأ شريط الذكريات بالعرض ،والبعض الآخر قد يحتاج أن ينظر إلى ألبوم صوره ليعود بذاكرته إلى الوراء ،فهذه صورته و هو يبكي في أحضان أبيه بعد أن جرحت يده و تلك صورته و هو أمام كعكة عيد ميلاده التي صنعتها أمه خصيصا لأجله و صورة أخرى له وسط رفقاء المدرسة وجميعهم شعرهم أشعث من أثر اللعب .
ذكريات سردناها و قصصناها لأقرب الناس إلينا وأخرى أخفيناها حتى عن أنفسنا و وضعناها في أبعد دهليز داخل ذاكرتنا خوفا من يراها أحد.
أسمح لي عزيزي القارئ أن أطرق باب قلبك وعقلك لنغوص معا في عالم الذكريات بحلوها ومرها .. هذه أسئلتي أطرحها عليك وأتمنى أن تجبني عليها بصراحة قدر الإمكان ، ولك أن تجيب عليها جميعها ، أو بعضها ، أو تتكلم بصورة عامة بعيدا عن الأسئلة المطروحة :
1- هل أنت من الناس التي تسترجع ذكرياتها باستمرار؟
2- لمن تبوح بخبايا ذكرياتك؟
3- ما هو اليوم الذي لا تنساه أبدا خلال مشوار حياتك؟
4- ما هي الذكرى التي تتمنى محوها من سجل ذكرياتك؟
5- ما هي الذكرى التي يتهلل وجهك حينما تتذكرها؟
6- من الشخص الذي ما زال أسمه يترد صداه في عقلك رغم أنه رحل عنك منذ زمن؟
7-و من الشخص الذي تتمني أن يصبح مجرد ذكري داخل صندوق ذكرياتك؟
8- ما الصورة التي تقف أمامها طويلا في ألبومك؟
9- هل تود مشاركتنا أحد تلك الذكريات القابعة داخل دهاليز ذاكرتك؟
10 – بشكل عام , وأنت تقلب ذكرياتك , هل تعتقد بأنك كنت أفضل حالا في الماضي أم الآن ؟
تاريخ النشر : 2015-06-09