تجارب ومواقف غريبة

قصص من الأجداد ** سكنت داخل الفؤاد

بقلم : منتخب بلغاريا 1994 – سلطنة عمان

قصص من الأجداد ** سكنت داخل الفؤاد
المخلوق ذو رأس الثور (الفرعون) ..

كم كانت حكايات الاباء والاجداد أنغاما تسلينا في ليالي الشتاء الباردة ، لتدفىء حرارتها كل كآبة ولو كانت شاردة .. هنا سأحكي لكم قصص من ذاكرتي المختزلة عبر السنوات لأفتح صفحاتها بين أيديكم عل فيها تكون لكم المسرات .

1] خرافة الغريب :

لم اعرف من الاجداد إن كان إنسانا أم شبحا أم جنا أم ماذا ؟ ولكن في صغري تخيلته شبح يأتي على طوف خشبي ، ولكنهم كان يقصون علينا أنه كان يأتي من البحار ليخطف الصغار أو من ساقه الحظ العاثر ولم يقدر على الخلاص منه .

تقول إحدى القصص أن صيادا ذهب مع إبنيه لشاطئ البحر لأمور تخصه ، وترك الولدان على الشاطئ بعيدا عنه قليلا ، وبعد مدة قصيرة أتاه أحدهما يركض ويصرخ وأخبر أباه انه رجلا أتى من الشاطئ وأختطف شقيقه وذهب به في عرض البحر ، فأدرك الرجل أنه ذلك المسمى (الغريب) فكم أختطف آخرين قبله ، وعزم على إسترداد إبنه لعلمه انه سيأتي كعادته لإختطاف ضحية أخرى من الشاطئ أو من غيره .

وفي أحد الأيام مكث له وراء إحدى الصخور الكبيرة على الشاطئ منتظرا قدومه ، ولم تمضي فترة طويلة حتى قدم ذلك الغريب على طوفه ، ونزل للشاطئ لتفقد الضحية القادمة ، ولم يشعر إلا بالرجل يمسك به ويهدده بإرجاع إبنه وإلا الموت ، فرضخ الغريب مرغما على طلب الرجل تحت تهديده واخذه لمكان إبنه ورجعا به سالما .

ولكن لحظة لم يقف الامر عند هذا الحد فقد اخذ الرجل موثقا من الغريب أن لا يقرب هذا الشاطئ والشواطئ المجاورة بسوء وإلا فإن العقاب كما أخبره به ، وهو ما حدث بالفعل .

ملاحظة : خرافة الغريب كانوا يخيفوننا بها حتى لا نبتعد عن الكبار فنختطف او يصيبنا مكروه .

2] الفرعون :

وهو جني يتشكل برأس ثور .. القصة حقيقية : إحدى الجدات كانت في جلسة نسائية أمام بيتها في القرية مع جاراتها وكانت معها إحدى بناتها وهي صغيرة جدا لم تصل حد الإدراك ، ولم تمض مدة حتى ظهر لها ذلك المخلوق ذو رأس الثور (الفرعون) وكان يركض بسرعة نحوهن .

ومعه بدا عويل النساء وصياحهن ومحاولة الهروب ، ولكن الطفلة الصغيرة لم تكن تفهم شيئا ولم تحرك ساكنة رغم ذلك ، ولكن بسرعة خاطفة أمسكت بها الجدة وأدخلتها لداخل البيت وبعدها أختفى الفرعون ، فقد كان يعلم أن لا فرصة له في العراك في بيت لا يعلم من فيه . وهكذا نجت الجدة وابنتها وجاراتها من براثن ذلك الوحش .

ملاحظة : القصة حدثت لجدتي والطفلة هي خالتي .

3] أم السناسل (أم السلاسل) :

هي جنية تسحب سلسلة حديدية غليظة يسمع صوتها من بعد تخيلناها عجوزا شمطاء تسحب شعرها أو هكذا كما وصفت لنا، والويل لمن يسوقه القدر لمواجهتها .

أحد الرجال ( وهو متوفى ) خرج لوحده من قريتنا للقرية المجاورة بعد المغرب ، وفي منتصف الطريق وفي وادي موحش كانت المفأجاة ! إلتقت به وطوقته بسلسلتها الحديدية ، والرجل بين الرعب والألم ونهايته الموشكة وهو يقاوم ويقاوم للفكاك منها ، ولحسن حظه كان يحمل خنجرا معه ، ولم تكن أم السناسل أثناء عراكها معه قد أحكمت وثاقه ، فأستل خنجره وغرزه في جسدها العفن فسقطت صريعة للموت وبعد أن حل الرجل وثاقه أكمل طريقه ، ولكنه بعدها سقط طريح الفراش بعد أن اعترته حمى شديدة ، ويقال هذه لعنة الجن فمن يقتل أحدا منهم يصاب بالحمى (ربما في أحسن الاحوال) .

4] الجنية المصلية :

كان جدي عائدا لبيته عند العصر ، ولمح تلك التي تصلي في الخلاء في منطقة غير مأهولة ومتجهة للقبلة ، فعلم أنها جنية ولحسن حظه لم تلمحه وواصل طريقه من خلفها بهدوء دون أن تراه .

5] الجنية وولدها :

عندما حان وقت صلاة المغرب ونزل جدي مع الرجال للصلاة ، وكان أخوالي يلعبون مع الجيران ، وفي لحظة بدأ الجميع يسمعون صراخ طفل ولا يرون شيئا ، وعلا الصراخ الخفي ، وعلا معه رعب الناس صغيرهم وكبيرهم ، فأسرع جدي بعصاه يلوح بها بالضرب في إتجاه صوت الصراخ وهو يضرب ويضرب في الهواء فقد علم جدي أن إبن للجن كان يلعب مع أولادهم من حيث لا يردون وقد أتت الام لأخذه قبيل الغروب .. يا للهول طفل يلعب معهم بالساعات وهم لا يدرون عنه ، لا أتخيل أن يحصل لكم هذا الموقف .

ملاحظة : هذه القصة شهد عليها أناس كثيرون ولكم التصديق من رفضه .

الرعب عندهم كعزف على قيثارة ** وكحبيب عندهم قد طال انتظاره

يأخذهم احساس المتعة والإثارة ** لن اعرف لكم كيف حكي اختصاره

** مسك الختام ** ومني السلام **

تاريخ النشر : 2015-07-09

guest
51 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى