اساطير وخرافات

(حسينة) .. شبح الشجرة

بقلم : كوريا الخطيرة – الجزائر – ولاية عنابة

(حسينة) .. شبح الشجرة
سكبوا عليها الوقود وأشعلوا فيها النار ..

في ليلة من ليالي الشتاء كان البرد قارسا والرياح تقلب الجو خارجا رأساً على عقب , وفجأة ودون سابق إنذار إنقطع التيار الكهربائي , وعم الظلام أرجاء البيت وحل سكون رهيب . وانا كنت أرتعد برداً وخوفاً , بعد لحظات أتت امي بشمعة وانارت شموع البيت كله وجلسنا في غرفة المعيشة نتحاور حتى يعود التيار الكهربائي , فطلبنا من جدتي ان تروي لنا قصة نمضي بها الوقت . فقالت سأحكي لكم قصة عن شجرة الزيتون الكبيرة التي تقع في نهاية القرية .

قالت أن تلك شجرة ملعونة ويسكنها شبح حزين لامرأة عجوز . يروى ان تلك المرأة إسمها -حسينة- كانت تعيش وحيدة في بيت به مزرعة صغيرة قد تركها لها زوجها الراحل في القرية وتعيش من منتوج المزرعة وتبيع منه أيضا , وعُرف أن تلك المرأة كانت طيبة القلب ومحبوبة بين أهل القرية . وفي أحد الايام ظهرت ظاهرة إختفاء الاطفال الصغار من القرية بينما هم يخرجون ليلعبوا فلا يعودون لمنازلهم , وبعد البحث المكثف لم يجدوا لهم أثرا , وكان كل يوم يختفي طفل من القرية فيبحث الاهالي مع تفتيش الشرطة دون جدوى فلا يتوصلون لأي دليل يوصلهم للأطفال الصغار .

(حسينة) .. شبح الشجرة 
شجرة القرية الملعونة ..

فذهب ظن الاهالي الى ان السيدة ـ حسينة ـ هي من تقوم بخطف الاطفال وتقوم بتعذيبهم وتقتلهم .. يروى أن السيدة حسينة كانت تكره الاطفال لمجرد انهم طائشون ويلعبون كثيرا امام منزلها ويقذفونه بالحجارة الا انها لم تكن سيئة مع الاولاد او حتى الكبار , لهذا فقد ظن اولياء الاطفال ان كره حسينة للآطفال جعلها تخطفهم وتعذبهم شر تعذيب وتقطعهم وتأكل لحومهم .. هذا كان نسج خيال الاهالي رغم ان حسينة بريئة وسبب اختفاء الاطفال في الواقع راجع الى ظهور مجرم سفاح يدعى -عزيز- هو من كان يقوم بخطف الاطفال وأخذهم الى قرى أخرى وبيعهم كعبيد من أجل كسب المال فيأتي متنكرا كأنه تاجر خضار وفواكه ويركز على إنتباه اهل القرية والتهائهم في البحث عن اولادهم ويقوم بخطف طفل كل يوم بخداعهم أن يشتري لهم الحلوى وهكذا يذهب الاطفال معه لسذاجتهم بخداع بسيط .

نعود الى السيدة – حسينة – المسكينة التي تلقت تهم كبيرة من اهل القرية وحاولو ان يتهجموا عليها إلا أن الشرطة لم تتركهم لعدم وجود دليل يثبت أن السيدة حسينة هي الفاعلة , رغم أن الشرطة فتشت بيتها وقامت باستجوابها ومراقبتها عدة مرات لكنهم لم يجدوا دليل .. وبينما الاهالي قلقون بشأن حسينة المسكينة المجرم السفاح عزيز يقوم بعمله بكل خفة .

في أحد الايام بينما كانت الشرطة تحقق في القضية استغل الاهالي الفرصة لمهاجمة حسينة , فأخرجوها من بيتها وأضرموا ناراً شبت ألسنتها ولهيبها ارجاء البيت والمزرعة , وأخذوا السيدة حسينة الى شجرة الزيتون التي تقع في طرف نهاية القرية وربطوها بحبل متين فسكبوا عليها الوقود وأشعلوا فيها النار حتى ماتت المسكينة محروقة مقيدة عند شجرة الزيتون .

(حسينة) .. شبح الشجرة
روي ان الشجرة سكنها شبح السيدة حسينة ..

وبعد أيام من تلك الحادثة عادت ظاهرة إختفاء الاطفال وأدرك عندها الاهالي انهم إرتكبوا خطأ لن يغفره الله لهم .. مسكينة السيدة حسينة تم حرقها عند شجرة زيتون . ومن يومها الشجرة اصابها العقم وذبلت ولم تنتج زيتوناٌ رغم ان الاهالي يتندمون على اقترفوه من جرم .. لكن القصة لاتنتهي هنا فقد روي ان الشجرة سكنها شبح السيدة حسينة ومن يقترب من الشجرة تصيبه اللعنة ويموت بسببها حرقا ..

يروى ان راع من القرية نفسها , كان أحد اطفاله ضمن المخطوفين وكان من المشاركين مع بقية الاهالي في اشعال النار وقتل حسينة .. كان يرعى ماشيته وأنهكه التعب فتوجه صوب شجرة الزيتون ليرتاح , نام الراعي دون أن يدري وبعد أفاق من نومه وجد أن المساء قد حل فأخذ ماشيته واتجه نحو بيته ومزرعته , وعندما كان يحاول إدخال ماشيته للمزرعة سقطت سيجارة مشتعلة بالخطأ من فمه مما جعل الحشيش يلتهب وانتشرت ألسنة النيران في بيته والمزرعة ومات حرقا مثلما حصل مع حسينة .

فكانت هذه عبرة لكل اهالي وعرف الاهالي ان الراعي اصابته اللعنة وشبح السيدة حسينة عاد لينتقم منهم , ومن يومها كل من يجلس بجانب الشجرة يموت حرقا .. ومنذ ذلك الوقت لم يعد الاهالي يتركون اولادهم يلعبون بجانب شجرة الزيتون حتى الكبار لايمكنهم ان يقتربوا صوب الشجرة لشدة خوفهم .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

وفجأة عاد التيار الكهربائي وصخرت أختي الكبرى حريييييييييييق في المطبخ , فهرعنا الى المطبخ
فوجدنا ان أختي كانت تريد فقط إخافتنا وكادت قلوبنا أن تقع أرضا .

أنا شخصيا لست متأكدة هل القصة حقيقية لكنني اميل الى تصديقها , و تبقى لكم الحرية في التصديق او التكذيب ..

تاريخ النشر : 2015-08-15

guest
57 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى