تجارب ومواقف غريبة

ساعات في الظلمات

بقلم : عل عام مشغول – الجزائر

وفي ذلك اليوم خلدا الى النوم باكرا

قصتي هي حكاية قريبة من الخيال أنا نفسي لم أصدقها رغم أنها حدثت لأقرب الناس إلي . تبدأ حكايتي بعد زواج أعز أصدقائي من امرأة حسناء وكانت أسعد أيامه أيام زفافه ولكن هل ستدوم هذه الفرحة فبعد زواجه الذي حسده عليه الجميع سافر إلى إحدى المدن الساحلية لينفرد بزوجته في عالمه الخاص , فبعد وصولهما متعبين الا أن فرحتهما كانت كبيرة ولكن لم يعلما ما كان ينتظرهما .

وفي ذلك اليوم خلدا الى النوم باكرا لتستيقظ زوجته في منتصف الليل على صوت مخيف فرأت زوجها معلقا إلى السقف فصرخت صرخة حتى كادت حنجرتها تطير من مكانها وسمعت صوتا يقول جئت من عالم الظلمات وليس لكم مقام هنا , وضاق نفسها وذهبت في غيبوبة ليوقظها زوجها في الصباح فأفاقت مفزوعة ورأت كل شيء عاديا فظنت أنه كان مجرد حلم .

وفي الليلة التالية حدث لزوجها نفس الأمر الذي حدث لها وفي الصباح أرجع الأمر إلى خياله فقط , وغاب الأمر ليلتين لكنهما كانا يسمعان رياحا يأتي معها صوت خافت لم يميزاه لأنه كان بلغة مختلفة وأظنها لغة الجان .

وفي ليلة مظلمة يكسر ظلامها وميض البرق ويكسر صمتها صوت الرعد وكأنها ليلة من أفلام وبعد يوم شاق للزوجين ناما مبكرا من شدة التعب وذهبا في نوم عميق ليستفيقا في آن واحد بعد منتصف الليل ليخيل الزوج لزوجته على صورة الجان وتخيل له جان أيضا , ففزعا وكل فر إلى جهة , فذهب كل إلى حتفه ليقيد كل منهما في سقف الغرفة ويعذبا أشد العذاب من ضرب بسياط من نار أو تجريح لجسدهما وكل هذا جراء كلمة يقولانها : إنني أنا عبدك وأنت سيدي وأنا من سكان الظلمات .

فالرجل صبر على الألم لكن زوجته نطقت بنصف الكلام وحدث لها شيء لا يصدق وفي الغد أصبحا وكانت امرأته قد ازدادت جمالا وحسنا مما كانت عليه وهو مشوه بآثار العذاب , وفي يومها عادا إلى البلاد ولم يحك قصته , قال بأنه تعرض الى حادث وذهب الى الامام ليروي له ما حدث , فقال له التزم بذكر الله وفعل , لكن في تلك الليلة نام مستريحان نوعا ما ليفيق على زوجته تريد أن تخنقه وتقول أنت لست لي أنا لي زوج وأنا حامل منه . وأفلت منها بصعوبة لشدة قوتها فبدأ بالصراخ وفر من الغرفة ليستفيق كل من بالمنزل مفزوعين وبعد أن هدأ وروى لهم ما حدث وعاد معهم إلى الغرفة ليجد زوجته في حالة عادية في نوم عميق .

وفي الصباح ذهب مع زوجته الى أحد الأئمة ليحدثه بالقصة كاملة ليعلم أنه تعامل مع سادة الجن وأن امرأته أصبحت نصف من الجان وهو فيه مجرد من المس لأنه لم ينطق بشيء وسأله عن العلاج فقال له الرقية الشرعية والاغتسال بالسدر والماء المرقي وغيره والالتزام الشديد بالأذكار والسنن والاكثار من القرآن , فبالنسبة له كان الأمر سهلا ولكن لزوجته كان الأمر أشبه بسلخ الانسان حيا , فبدأ الإمام برقي زوجة الرجل ومع تلاوة القرآن أحسس الموجودون أن الغرفة تهتز وبعد ذلك الأضواء بالاشتعال والانطفاء وحدهما وفجأة يكلمهم شخص من العدم .. ودخل في نقاش مع الإمام فعلم منه أنه جاء بسحر معمول ولن يخرج مهما كان لأنه اذا خرج سيحرق وتشل المرأة . ولكن كلام الله أقوى وأصدق وانطلق الإمام في تجويد القرآن وبصوته الجوهري عذب الجان واستمر معه تقريبا يوما كاملا حتى خرج وحرق فعلا وشلت المرأة ثم رقي الزوج بعدها لكن مسه كان عاديا وأنهى أمره بسرعة وأوصاهما بالمداومة على الرقي وقراءة القرآن لأن شفاءهما كان نسبيا فقط ويلزمه الوقت وفعلا بعد المداومة عادت الزوجة إلى الحالة الطبيعة والزوج أيضا .

تاريخ النشر : 2015-09-12

guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى