زائر كل ليلة

حينما بدأت أدرس مرحلة الثانوية العامة أعطاني والدي غرفة لي لأدرس فيها و أصبحت أنام لوحدي في الغرفة .

و في يوم من الأيام صليت الفجر و عدت للنوم فشعرت أن روحي تخرج من جسدي و كنت اشعر فعلا أنه ملك الموت يقبض روحي ، و بدأت أندم و أتحسر و أقول لا أريد الموت و لست مستعدا للموت ، ثم شعرت كأن روحي قد عادت و ردت إلى جسمي و شعرت بفرحة عارمة عندما استيقظت من النوم لأني لم أمت .

منذ هذه الحادثة بدأت أخاف من النوم لأني قلت لنفسي إذا سلمت أول مره فلن أسلم بالثانية ، فأصبحت أنام رغما عني و أصبحت كل ليلة أشعر أني استيقظت و أريد أن أقوم فيأتي شخص (لا أراه) يثبتني و يحاول خنقي فأقوم بإغماض عيناي و اقرا اياتا من القران و لكن لا استطيع قراءتها بصوت عالي .

و كان الرعب يزداد كل ليلة أكثر من قبلها مع اني كنت اقرأ القران قبل النوم و لكن خوفي الشديد منه اعتقد أنه كان هو السبب ، و استمر هذا الحال بي ما يقارب الشهر كل ليلة اسمع ان باب غرفتي قد فتح و الغرفة بدأت تهتز و يبدأ الرعب ، حتى جاء يوم و قلت اقسم بالله سأصارعك هذه المرة ، و في نفس الليلة أتى (و كان كل مرة يقف عند رأسي) فبدأت فعلا احرك يدي بتثاقل شديد و لكن مع هذا أشعر انني اثبت يديه ، و اقسم بالله في مرة من المرات شعرت اني أدخلت يدي داخل فمه فكانت يدي كأنها داخل فم انسان فشعرت باسنان ولعاب ، و حاولت كثيرا ان احرك راسي لانظر الى وجهه لكني لم أستطع .

و قمت باحدى المرات قبل ان انام بوضع وساده فوق بطني و قلت في نفسي عندما يأتي سألقيها عليه و اردت ان أرى أيضا اذا كانت ستتحرك الوسادة في الواقع ، و عندما اتى لم استطع القاء الوسادة باتجاهه فقمت برميها جهة يدي اليسرى و لكني عندما استيقظت كانت الوسادة على جهة يدي اليمنى ! .

لا اعرف ماذا حدث بالضبط لكني أشعر أنني بدأت استمتع بزيارة هذا الضيف ثقيل الظل كأنه اصبح تحدي علي أن أتغلب عليه ، في بداية قدومه كنت فقط اغلق عيني و اقرا قران ثم بدأت أصارعه بنفسي و كأنه زاد ثقتي بنفسي .

على كل منذ اللحظة التي بدأت أقاومه فيها استمر يأتي ما يقارب الثلاثة أسابيع ثم لم يعد يأتي … و لا أكذبكم القول .. فقد اشتقت إليه .