تجارب ومواقف غريبة

هل هو من الجن المؤمن ؟

بقلم : عباس محمد – الكويت

احسست بأحد معي كأنه يقف في وسط الغرفة ..

أنا شاب بعمر التاسعة عشر خريفا مغترب من قبالة عشر سنوات ، أنا هادئ الحال دائماً وكلماتي لا تخرج كثيرا لكن هذا ليس كل شيء فقصتي قد لا تصدق لكنها حقيقية ، وانا مسؤول عن كل كلمة اكتبها وهي ليست من وحي الخيال أبدا .

منذ حوالي ثلاث سنوات كنت حينها في السادسة عشر من العمر وجدت ميولا الى الأفلام المخيفة وكنت أشاهدها باستمرار وقبل مُشاهدتي لها كانت تراودني كوابيس كثيرة ومخيفة لدرجة انني استيقظ كما لو انني ساموت مثّل : هناك شخص يريد قتلي ، أنا في وادي وهناك من يرمي التراب فوقي ، امرأة عجوز تشنقني وشكلها مخيف جدا ، رجال سود يرمونني الى البحر ، وغيرها الكثير من الكوابيس المخيفة … مع العلم انني مواضب على الصلاة والأذكار والحمدالله .

وفي يوم من الأيام شاهدت فيلما كعادتي ليلا وذهبت للسرير لكي انام وليس لدي اي خوف من الفيلم لأنني اعتدت الأمر ، وضعت رأسي على البطانية وانا نعس ثم أغمضت عيناي وما هي الا لحظات حتى احسست بأحد معي كأنه يقف في وسط الغرفة ، خفت كثيرا وبات قلبي يدق سريعاً فمددت يدي الى اللحاف وغطيت رأسي بالكامل وانا اتلوا آيات من القران الكريم … وفجأة احسست بنفسه يقترب على ظهري كان نفسه مسموعا كما لو انها آلة صوت طحين القمح الكبيرة هنا أنا تجمد الدم في عروقي وخفقان قلبي بات مسموعا لعقلي .

كنت اريد ان يناديني احدهم او يفتح الباب ويضيء المصابيح حتى يذهب لكني تذكرت ان الجميع كانوا يغطون في نوم عميق ، وهو يقترب وانا ارتجف من الخوف يقترب و يقترب أكثر فأكثر ، ماذا علي أن افعل هل أبقى تحت اللحاف ام اخرج رأسي !! .. استجمعت طاقتي الباقية وقررت النهوض ، وما هي إلا لحظات حتى نهضت ونظرت ورائي مباشرة وهنا كانت صدمة لن أنساها ما حييت …

نهضت وكان وجهي مقابل وجهه تماما ،،، بالطبع تتساءلون كيف كان شكله .. كان رجلاً جميل الوجه لحد لا يصدق مبتسما ابيض البشرة كبير العينين ولحيته خفيفة وليست طويلة ولديه شامه سوداء من جهة انفه الأيسر ، نظرت مباشرة إلى وجهه وهو ينظر إلي وكنت اريد ان اصرخ لأحد لكن لساني تلعثم وتوقف عن النطق وبت ارتجف اكثر من ذي قبل وعيناي مفتوحتان على مصراعيهما .

بقي يحدق في وجهي وانا لا أستطيع التحرك ثم مد يده الى صدري ناحية قلبي وهنا الكارثة ! ..

قال : (ليس هناك داع للخوف مني) .. نعم نعم سمعته لقد تفوه بكلمات عربية ، حينما وضع يده على قلبي بدأت اهدأ قليلاً وارتحت وخف تسارع نبضاتي فاحسست هنا بشيء من الطمأنينة قد اصابتني و لا اعلم لماذا ، وبعدها بحوالي خمسة ثوان أغمضت عيني برمشة وفتحتها كي أراه اختفى من أمامي ، وأخذت التساؤلات تشتاحني وعلامات الاستغراب أخذت مكانها … من هذا الشخص ، وماذا يريد مني ، اذا كان شيطانا لذهب حينما نطقت بآيات القران فكلنا تعلم ان الجن يختفي حين تتلوا الآيات او يحترق لكن هو لا لقد بقي مكانه لا يبارحه .

خفت ان اخبر والداي ولا يصدقاني او يتهموني بالجنون ، لكني لست مجنونا وانا على يقين مما رأيته لأنني رأيته بام عيني … ومضى على تلك الظاهرة كما اسميها حوالي ثلاثة أسابيع والكوابيس لا تفارقني بل زادت وأصبحت اخاف النوم ، بات السهر طويلاً يتعبني وظهرت هالات سوداء حول عيناي .

وفي ليلة من الليالي بعد الحادثة بشهر كنت على سريري والنعاس يأخذني وانا اقاومه لا اريد النوم كي لا ارى كابوسا مرة اخرى ، وماهي الا دقائق حتى سمعت صوت تلاوة كلمات من الكتاب الكريم القرآن وكان صوتاً جميلاً بكل معنى الكلمة ، جلست في سريري ثم شاهدت الرجل نعم كان هو لأنني لم أنساه أبدا كان كما لو انه جالس على كرسي وبيده القرآن الكريم ويتلو سورة الجن {قل أوحىَ إليَّ أنهٌ أستمعَ نَفَرٌ مَن الْجِن فَقَالُوا إنَّا سمعنَا قرآنا عجيبا يَهْدِي إلى الرشدِ فآمنا بهِ ولنْ نشركَ بربّنَا أحدا } ثم توقف وقال لي : نم نوما هنيئا …

قرصت نفسي ظننته حلمًا لكني توجعت وعرفت أنني لست في حلم استدرت ونمت يومها لم اشاهد تلك الكوابيس أبدا ، وفي صباح اليوم الثاني استيقظت وعقلي يفكر بذاك الرجل نظرت إلى مكان تواجده وجدت كتاب قرآن لا يشبه الذي عندي فشكله من الطراز القديم وعليه ورقة مكتوب عليها (هبَة) أمسكت الكتاب ووجدت علامة على سورة فتحت الكتاب وإذ هي سورة الجن استغربت لوهلة ، وأخذت أبحاثي تطال كل تلك المدة إلى وقتنا هذا وعرفت أن هناك جن مؤمن هو الذي استمع إلى الرسول(ص) وهو يتلوا القرآن الكريم وآمنوا بالله …

الحمدالله منذ ذالك الحين لم يراودني اي كوابيس وانتظرت ذالك الرجل كثير ليس لهدف ما بل لأخبره أنني لست خائفا منه ومازلت انتظر إلى الآن .. .. … أضع قصتي تحت أشرافكم لعلي اسمع ما يطمئن قلبي …

تاريخ النشر : 2015-09-19

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى