أدب الرعب والعام

زائرتي الحسناء

بقلم : عدوشه – الاردن

زائرتي الحسناء
ظن انها خيال او جنية ..

استلقى نوار وحيدا متكاسلا على الاريكه في منزله الجديد . صوت رنين الهاتف .. اهلا امي الحبيبه قال نوار واخذ يخبرها عن منزله وما فعله , فهو انتقل لمنزل عمه منصور في احدى القرى البعيده بحكم عمله الجديد .
 
‏كان منزله في الطابق السفلي لمنزل عمه ، وله مدخله الخاص وحديقه صغيره تفضي لغابة السرو القريبه . كان منزل عمه فارغا فالرجل وزوجته سافرا لزيارة احد الاقارب .. ‏في المساء صنع نوار لنفسه فنجان قهوه وجلس واخذ يفكر بحلم قد شاهده لفتاه حسناء تزف اليه وهي تبكي ، شعر انها نالت من عقله وكأنه احبها وهي مجرد حلم ، فهذا الحلم تكرر مرات منذ انتقاله للبيت الجديد .
 
‏سمع صوت عطاس في الغرفه ، نظر حوله برعب فهو وحيد ولا احد معه فمن عطس للتو ! ، فتح عيناه جيدا ليجد فتاة احلامه الحسناء امامه فظن انها خيال او جنيه فركض ليختبئ لولا انها قالت له بصوت يفيض انوثة ونعومه : من فضلك اريد منديلا ، رجع للوراء خطوه تم قال : من انت وكيف دخلتي الى هنا ؟

قالت : انا منال ودخلت من الباب ‏..‏ قال لها من تكونين جنيه ام انسانه ؟ .. قالت له انا انسانه مثلك .. تقدمت نحوه وجلست عند قدميه تبكي وتقول ارجوك ساعدني ان وجدني سيقتلني .

-قال لها من سيقتلك ؟ ثم اني متأكد اني اقفلت الباب جيدا .. اجابته ارجوك لا تخف ان هناك جني يلحقني لانني رفضت الزواج بإبن اخيه .. تراجع نوار فورا واخذ يبسمل ويحوقل .

‏-قالت له : قصتي بدات بعد ان تطلق والداي ، سافر ابي وقامت زوجته بحبسي في غرفه مظلمه وكانت تضربني بشده وكان عمري وقتها سنتان ونصف . فإخذتني جنيه طيبه جدا لبيتها ورعتني مع اطفالها وقدمت لي كل ما اطلبه حتى اصبح عمري ١٨ عاما فقرر زوجها تزويجي من ابن اخيه فهربت ووجدت منزلك هو اقرب مكان .

قال نوار : هذا خيال غير معقول هذا جنون ثم الم يبحث عنك احد منذ اختفائك .. فردت ودموعها تبلل وجنتيها الحمراوان ، لا اعلم اين ابي او امي فأنا لم اخرج من منزلي منذ اختفائي .

قامت منال برعب و احتضنت نوار للللقد حضر ارجوك افعل شيئأ ..

وما عساي ان افعل ، قال وهو يهون عليها ثم انقطعت الكهرباء ، واصوات تكسير الصحون في المطبخ ، تكسير زجاج ، طرق ابواب .. اشعل نوار قداحته ليبصرا الطريق .. جلسا خلف الاريكه وهو يسمي ويحوقل وهي تمسك ذراعه وتدعوه للسكوت ، ‎الى ان هدأ صوت الضجيج فسمعا صوتا كان كصوت طنين الذباب القوي ، يدعوها للخروج قبل ان يؤذي الشاب .. خرجت منال لتجثو على ركبتيها وتبدأ بالبكاء ، ونوار صامت لا يتكلم ، ارجوك يا ابي لا تؤذيه فهو لم يفعل شيء ، ثم نهضت لتقول ماما ، جاء صوت امرأه ليبدأ صراخ يصم الاذان غطى نوار اذنيه واغمض عينيه .

قالت المرأه : دعها ارجوك نحن قمنا بواجبنا نحوها ، دعها تخرج لترى عالمها ، لتحب بشرا مثلها ، وتتزوج دعها ، تحيا حياتها .

اجاب صوت الرجل : ولكن لم ينقصها شيء وهي برعايتنا ، وماذا قدم لها البشر ، ان ذهبت لن ترجع لبيتنا مره اخرى ، لن ترى اخواتها وانتي تعلمين .

اجابت المرأه : ان تزوجت بشرا مثلها نستطيع ان نزورها متى شئنا لا تحرمها ارجوك .. صمت صوت الرجل برهه لترد منال وتقول : احببتكم نعم انتم اهلي ، وبتيكم بيتي ولم اعرف غيره منزلا لي ، لكني اريد ان احيا كما انا .

قال الرجل حسنا ، ولكنكي تعرفين انك اذا لم تتزوجي خلال اسبوع لن نستطيع ان نراك او ترينا وستقتلين ، وهل ستجدين زوجا بهذه السرعه ؟
 
خرج صوت نوار من خلف الاريكة وهو يقول : انا اتزوجها ، واعدها امامكم اني لن اخذلها يوما واني سأصونها واكون نعم الزوج .

قالت المرأه : يبدو انك شاب شجاع جدا لتواجه هذا الرعب والجنون لتفوز بها ، برغم اني اعلم انها زارتك في حلمك مرات قبل ان تراك فقد احبتك وقررت الهروب .

واضاف الرجل بصوت عالي مرعب : منااااااااااال هل توافقين .. اجابت نعم .

‏رد الصوت وقال : ابنتي اذا هي لك واتمنى ان تحافظ عليها وتصونها ، ولكن لا يجب ان يعرف اي احد بقصتها سوى امها او ابوها والا بطل هذا الزواج .

هما بالرحيل ولكن منال ركضت احتظنتهما فقالت امها : للاسف ياصغيرتي امك ماتت اوابوكي مازال ع قيد الحياه ويمكنك زيارته الا ذا فقد عقله بعد ان يسمع بقصتك .

رحلا لتعود الكهرباء ، اقترب نوار من منال وقال (يعني انتي ملكي وانا رح اكون زوجك ، بس احلفيلي انك مش جنيه وانك حقيقه مش حلم .. قالت منال : المسني وتأكد اني حقيقه واني بشر .. اقترب ومنها وقبلها على خدهها وقال : حقيقه ولست خيال)

تم زواجهما خلال اسبوع كما يجب وفي يوم الزفاف ودعت منال عائلته واخوتها لتعيش في عالمها مع من اختارته واحبها برغم كل شيء .

انتهت ‏‎

تاريخ النشر : 2015-10-23

عدوشه

الأردن
guest
26 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى