أدب الرعب والعام

غوامض في حياتنا…!

بقلم : آلين سليمان بن حسين – السعودية
للتواصل : [email protected]

غوامض في حياتنا...!
لا يسمع سوى صوت الرياح الموحشة تحرك تلك البضع وريقات

حياتنا ليست كما نظن .. إنها أعمق وأكثر تعقيدا مما نتصور!

الحياة ليست ما نعيشه ونراه يوميا .. ليست بحدود أبصارنا وعقولنا فقط .. هذه الحياة التي نظنها بسيطة لطالما أدهشت غيرنا .. وأثارت التساؤلات في عقولهم .. بل لطالما وقف العلماء حائرين أمام أسرارها وألغازها

الحياة ليست حدود يومياتنا .. فغوامضها فقط أكثر من عدد أيامها!!

سطر قلمي عدة أقصوصات تعبر عن بعض هذهـ الغوامض .. أترككم معها…..

قبل أن تبدأ .. إن لم تكن من محبي الأقصوصات الغامضة بالنهايات المفتوحة فلا تكمل ما بعد هذا السطر ……

***

تفقد المكان وفي عينيه نظرات حائرة بينما عشرات الأسئلة تدور في عقله لا أثر .. كل شيء طبيعي في الغرفة لولا مكان تلك الجثة والدماء المتناثرة حوله .. غرفة مغلقة بالكامل

تذكر عندما وصله اتصال من احد ضباطه يخبره فيها أن هذه الجريمة تستلزم حضوره شخصيا وبصورة عاجلة

تمتم ..إنها معقدة فعلا..

نظر لفريق البحث الجنائي آملا أن يزودوه بجديد ولكن سرعان ما بادره أحدهم عندما فهم سؤال عينيه

– لا أثر للبارود سيدي

هز رأسه وعاد يتلفت في الغرفة يبحث عن طرف خيط ليصب جل اهتمامه عليه .. كغريق يبحث عن بقايا حطام سفينة ليتشبث بها حتى وإن كان تشبثه بها لا يوصله إلى البر! .. الفشل كان حليف من حوله

نافذة موصدة كما الشرفة أيضا .. الباب مغلق من الداخل وما زال المفتاح بداخله .. وتلك السلسلة المثبتة على الباب ذات الخمس حلقات معلقة في مكانها على الجدار ولولا كسر الباب لما استطاع أحدهم الدخول لا أثر لاقتحام لا وجود لبصمات أي شخص سوى المجني عليه ولا شيء يدل على مسحها

الضحية نائم على السرير وقد استقرت رصاصة فضية غريبة من نوعها في صدره

…..

في مكتبه

امسك بالكيس الذي تقبع بداخله تلك الرصاصة وتأملها مطولا..من أين أتت هذه الرصاصة!!

بل ما هو السلاح الحديث الذي قد يحتضن رصاصة غريبة كهذه

تساءل في سره .. هل للقاتل قوى خارقة! سخافة أن أفكر بشي كهذا.!! ولكن … فعلا كأنه شبح أو كائن من بعد آخر ….. أو كأن القاتل جاء من العدم ليعود للعدم!!!!

***

هدوء قاتل .. ظلام دامس برد قارص

لا يسمع سوى صوت الرياح الموحشة تحرك تلك البضع وريقات التي تشبثت بغصن الشجرة القابعة في فناء ذلك المنزل الكئيب!!

منزل صغير لا أثر للحياة فيه يقشعر له بدن كل من عبر من أمامه قبع في ذلك الفناء الشديد السواد حالك الظلام والذي قد تلون بابه الحديدي باللون الأخضر إثر تشابك الأشجار المتسلقة حوله مما يدل على أنه لم يفتح منذ زمن طويل..

منزل يحوي غرفة ضيقة مظلمة مليئة بالأغراض المكدسة والغير مرتبة مع سرير قديم ركن في زاوية الغرفة مطبخ صغير قذر ودورة مياه بينما في آخر المنزل وقف درج متهالك بالكاد يتماسك يشعر من يراه وكأن أي خطوة عليه ستجعله يخر من أوله

يبدو أنه كان من أفخم وأرقى المنازل في زمنه!

في أحد زوايا غرفة الجلوس .. جلست تلك على كرسيها الهزاز تنظر بعينيها الرماديتان الواسعتان للخارج من تلك النافذة ذات الزجاج المعتم القديم نظراتها تلك بلا فائدة ؛ فلا يكاد يرى ما بالخارج من كثرة الغبار المتراكم عليه

ولكن أظن أنها ترى شيئا ما فهذا واضح من تلك النظرات المهتمة! قد تكون ترى ما بالخارج بوضوح أو ترى شيئا لا نتصورهـ .. من يعلم!!

شعر بني طويل يصل إلى ما بعد منتصف ظهرها بشرة بيضاء ناعمة ملامح هادئة وطفولية بشكل فاتن ….

شكلها لا يليق بوجودها في هذا المكان المقرف الخالي من الإضاءة إلا من مصباح صغير قديم في منتصف غرفة الجلوس ضوءهـ تلون باللون البرتقالي المصفر ذلك الضوء الذي قد ينطفئ في أي لحظة

…………………

في الليلة ذاتها كانت الأم في البيت المقابل لهذا المنزل المريب تخوف أبنيها بهمساتها المعتادة قائلة

_أخلدا للنوم بسرعة … قبل أن يظهر لكما شبح المنزل المقابل ليأخذكما إلى المجهول..!!

***

في ليلة مظلمة ماطرة .. لا يشق سكونها سوى صرخات اختلطت بصوت طرق زخات المطر على نافذة ذلك الكوخ الخشبي لتنتج موسيقا ساحرة غريبة من نوعها!

ليلة مخيفة حلت على تلك القرية .. ليلة اختلطت بها رائحة المطر برائحة الدماء…

من كان يظن أن هذه الليلة ستكون ليلة وحشية هكذا؟!

في وسط الغابة وتحديدا على أطراف تلك القرية كان ذلك الكوخ!

..كوخ امتلأت جدرانه بمادة حمراء اللون بينما ألقيت على أرضيته بقايا شيء ما كانت صباح هذا اليوم أجسادا لأشخاص!!

رفع فأسه ليضرب ضربته الأخيرة والتي ستنهي تفاصيل هذه الليلة الحمراء .. وبالفعل هوى به بقوة لتتناثر نفس تلك المادة الحمراء على ملابسه ووجه أرخى يديه وأسقط الفأس من يده وقد أضناهـ التعب وتسارعت أنفاسه .. نظر حوله يتأمل هذه اللوحة الحمراء التي رسمها بنفسه مع فأسه وهو يتمتم

“لم أنهي إنتقامي بعد .. ما زالت البداية!!”

***

استيقظت على إثر خطوات وأصوات مزعجة صدرت من الخارج

تحولت على الجهة الأخرى وهي تتوعد إخوتها الصغار وتمتمت بتذمر

-تلك العفاريت الصغيرة ما الذي أيقظها في هذا الوقت من الليل

انتظرت علَ تلك الأصوات أن تهدأ ولكنها أبت ذلك واستمرت ، بل في تزايد!

قامت من فراشها وألقت بلحافها أرضاً بقوة عبرت عن جزء صغير من غضبها الجم والذي ستصبه عاجلا على أول عفريت صغير يقابلها

فتحت الباب بعنف وخرجت بسرعة ولكنها توقفت فجأة عندما رأت الأضواء مطفأة ولا وجود للأطفال في غرفة الجلوس أو الممرات

توجهت إلى غرفتهم .. فلم تجد أحدا منهم كما الأمر في باقي الغرف .. جميعها فارغة لا أحد بالمنزل سواها!

أين هم .. تساءلت بقلق

سارت بهدوء متوجهه إلى حيث مصدر الصوت وقد ارتسمت علامات التعجب على ملامح وجهها

الصوت يعلو ويزداد حدة .. كلما اقتربت ازدادت الأصوات غرابة بدلا من أن تتضح!

ساقتها قدماها إلى غرفة منعزلة في آخر المنزل مغلقة لم يدخلها أحد منذ فترة طويلة ، ولكنها الآن مفتوحة وإنارتها مضاءة..

-أمي!!

نادت تلك ولكن بصوت منخفض يرتجف .. وبالتأكيد لم يأتها رد

تشجعت وتقدمت خطوتين أخرى ونظرت للداخل

كان هنالك شخص ما يبحث بين الأغراض المكدسة على الطاولة ، ظهره لها ويبدو أنه لم ينتبه لقدومها

شعر طويل أسود أجعد ولكن لا يخفى لمعانه ، جسد نحيل بل هيكل عظمي يقف أمامها الجزء العلوي جسد إنسان ، بينما قدماه منحنيتان بشكل غريب ، كما أن لون جسده يميل للون البني …..

التفت لجانبه الأيمن وهو يبحث بداخل كيس ليتضح وجهه لها ، جلد التصق على جمجمة ولكن جمجمته ليست كجمجمة شخص عادي

أنف بارز بشكل غير مألوف عينين غائرتين ، لم يكن وجه انسان ، كما أنه ليس وجه حيوان أيضا!!

أملى عليها عقلها أن تنفذ بجلدها من هذا الكائن المخيف بما أنه لم ينتبه لوجود شخص ما خلفه

ولكنها قبل أن تطبق تلك النصيحة الذهبية التي أملاها عليها عقلها رفعت مستوى عينيها قليلا……

ابتسامة بشعة مريبة ، تكاد أطراف شفتيها أن تلامس عينيها ، شعر أسود طويل شديد النعومة جسد نحيل

هذا ما رأته فوق الخزانة التي لم يخطر ببالها أن تلقي نظرة عليها فور وصولها ولكنها انشغلت بدلا عن ذلك بالنظر إلى ذاك المخلوق الغريب ، ولم تكن تتوقع أبدا أن تجد مخلوقاً أبشع منه يراقبها بابتسامة مخيفة من فوق الخزانة

تراجعت للخلف ولكن لم تعد قدماها تحملانها بعدها

نظرت مرة أخرى لتلك المخلوقة التي كانت تجلس بالأعلى ولكنها لم تجدها

لحظة أين ذهبت

نظرت أمامها ورأتها أخيرا .. تجري لا إنها تسير على أربع (يديها وقدميها) بطريقة غريبة ومرعبة متجهة إليها….

تاريخ النشر : 2015-11-03

guest
58 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى