أدب الرعب والعام

الطفلة و السفّاح

بقلم : امل شانوحة – لبنان
للتواصل : [email protected]

الطفلة و السفّاح
غلاف القصة المنشورة باللغة الانجليزية

 بحلول المساء .. كانت عائلة ايلين تنتظر عودتها من المخيّم الكشفي التابع لمدرستها .. لكنهم تفاجئوا بالشرطة تُخبرهم : بأن المشرف على الرحلة اضّطر لوقف التفتيش عنها , بعد أن تأخّر الوقت ..و لهذا أوكل العمل للشرطة , ليتسنّى له إعادة باقي الأولاد إلى منازلهم … 

و قد انتشر هذا الخبر سريعاً بين سكان قريتها الريفية (الواقعة في أوروبا)

و على الفور !! تطوّع بعض شباب المنطقة للصعود إلى ذلك الجبل , مع والديها المذعورين و فرقة متخصصّة من الشرطة , لتبدأ عملية البحث عن الصغيرة المفقودة ايلين (ذات العشر سنوات).

و على سفح الجبل .. كانت ايلين تجوب الأحراش , و هي ترتعد من البرد و الخوف .. لا ينير طريقها سوى مصباحٍ صغير , بإنارته التي بدأت تخفت مع مرور الوقت .. إلى أن لمحت منزلاً خشبياً صغيراً مُحاطاً بأشجار الوادي .. فمسحت دموعها , و نزلت بإتجاه الكوخ المهجور .. و بعد أن وصلت إلى الباب , دفعته عنوة .. ثم دخلت .. و كان همّها الأول : هو دخول الحمام , فهي ترفض الدخول في العراء .. و عندما كانت هناك .. سمعت كأن شخصان يدخلان إلى المنزل : امرأة تصرخ برعب , بينما الرجل يشتمها بقسوة و يأمرها بالصمت … ففزعت ايلين ,و أسرعت نحو حوض الاستحمام و اختبأت خلف ستارته .. و ظلّت المرأة المسكينة تصرخ طالبةً النجدة لبعض الوقت , إلى أن خفت صوتها قبل أن يختفي تماماً ! ..و توقعت ايلين الأسوأ : بأن الرجل قام بخنقها ..

و بعد لحظات .. سمعت وقع أقدامه تقترب منها .. فأطفأت مصباحها .. و اختلست النظر من فتحة الستارة , لترى القاتل و هو يجرّ جثة المرأة فوق أرضية الحمام .. ثم قال بغضب , و هو يحاول إضاءة النور هناك..

– اللعنة على هذا البيت !! أليس فيه شيئاً يعمل ؟!

ثم خرج .. و عاد بعد قليل و هو يحمل قنديلاً , و وضعه فوق المغسلة ..فاستلقت ايلين في الحوض (بخفّة) كيّ لا يرى ظُلّها من خلف الستارة .. أما بيده الثانية , فكان يحمل منشاراً حديدياً صغيراً .. ثم شرع في تمزيق أوصال الجثة .. و كان صوت المنشار و هو يفصل اللحم عن العظم يثير الغثيان , لدرجة ان ايلين أغلقت إذنيها بقوة كيّ لا تسمعه , بينما كان جسدها الصغير ينتفض من شدّة الخوف..  

و بعد دقائق .. سمعت القاتل يُحدّث نفسه (بصوت مسموع) :

– أوه , يالا غبائي ! كان عليّ تقطيعها داخل حوض الإستحمام , لما احدثتُ كل هذه الفوضى ! …….. لا بأس .. عندما اعود , انظف كل شيء .. و الآن !! لأضع الأجزاء المهمة داخل حافظة تبريد , كي لا تفسُد ..

ثم بعد مدة .. عاد و قال بسخرية (وهو يحدث نفسه) :

–  ياه !! ما أجمل عيناك العسليتان .. ليت بإستطاعتي استبدالهم بدل عينايّ القبيحتان !

ثم رمى إحدى عينا الضحيّة بإتجاه حوض الإستحمام , لتتدحرج و تقف قرب قدم ايلين .. و بصعوبة بالغة استطاعت الصغيرة كبح صراخها ,  بعد ان افزعها منظر العين المقلوعة !

و بعد مدّة احسّتها ايلين و كأنها الدهر , انهى السفّاح اخيراً تقسيم الجثة و تفريق كل قطعة منها في كيس نفايات كبير الحجم (اسود اللون) .. ثم حملهم الواحد تلوّ الآخر الى خارج المنزل , و وضعهم داخل صندوق سيارته (المتوقفة بجانب الكوخ) بنيّة رميّ الأكياس بأمكنة مختلفة في أنحاء الجبل

و بعد ان سمعت الصغيرة صوت محرّك سيارته و هو يبتعد عن المكان .. تمسّكت بطرف الحوض , و جسمها يكاد لا يقوى على الوقوف .

لكن قبل ان تخرج من هناك .. دعست رِجلها بالغلط , عين الضحية (المقلوعة) ففقعتها .. و كان صوتها أشبه : بإنفجار بالون ماء ! فصرخت فزعة !! و قفزت الى خارج الحوض .. الاّ ان ملمس الدماء اللزجّ , جعلها تتعثّر لتسقط فوق بركة من الدماء .. فنهضت برعب , و ركضت الى خارج الكوخ , بعد ان اصطبغت ملابسها باللون الأحمر !                                        و ظلّت تركض في الأحراش بسرعةٍ جنونية .. 

 و بعد فترة من الركض المتواصل .. انتبهت لأضواءٍ قادمة من اسفل الجبل , فاختبأت على الفور بين الأشجار , خوفاً من عودة ذلك السفّاح .. و لم تخرج من هناك , الاّ بعد ان سمعت اصواتاً تناديها بإسمها :

– ايلين !!!! اين انت ؟!! عائلتك تبحث عنك !!

و هنا حاولت المسكينة ان تستجّمع قواها , لتصرخ بما تبقّى لها من قوى :

– انا هنا !!!!

قبل ان تخرُّ مغشيّاً عليها .

و في الوقت التي كانت سيارة الإسعاف تنقل ايلين (الغائبة عن الوعي) الى المستشفى (بعد ان هالهم منظر ثيابها المضرّجة بالدماء) .. كان السفاح قد انهى عمله في التخلّص من اكياس الجثة , و في طريق عودته للكوخ لإخفاء الدماء و باقي الآثار ..

و فور وضع الصغيرة على سرير المشفى , استيقظت فزعة و هي تقول :

– اوقفوا السفّاح !!

فاقترب منها المحقق , ليستفسر عن الموضوع

– ايلين !! من فعل بك هذا ؟ و اين هو الآن ؟

و في هذه الأثناء ..كان السفّاح قد انتبه على آثار القدم الصغيرة (الملوّثة بالدماء) و هي آتية من الحمام بإتجاه الباب الخارجي.. و قال بقلق :

– اللعنة !! من كان هنا ؟!

فأسرع نحو الحمام .. ليلاحظ على الفور , تغير وضعية ستارة الحوض .. و ما ان اقترب منه , حتى رأى العين المفقوعة !

– تباً !! كان يختبأ هنا ! و بالتأكيد شاهد كل ما فعلته !

و قبل ان يخرج من الحمام (غاضباً) , داس على شيءٍ قاسيٍ تحت قدميه .. فدنى القنديل منه ليراه

و في الوقت الذي كانت فيه ايلين تُدلي للمحقق بما رأته في ذلك الكوخ.. كان السفّاح يقرأ بطاقتها الكشفية (التي سقطت من ثيابها , اثر تعثّرها) ..

– ايلين فيليكس !! مدرسة الجيل الجديد ..

.. فقال بغيظ :

– يبدو ان عملي لم ينتهي بعد !!!

و بعد شهر من تلك الحادثة ..

عادت ايلين الى حياتها , لكنها لم تعد كما كانت ! فهي تُلازم غرفتها و لا تكلّم احداً .. كما اصبحت تصرفاتها عدوانية تجاه اهلها و زملائها في المدرسة .. اما الشرطة فكانت ما تزال تجوب انحاء الجبل , بحثاً عن ذلك الكوخ (الذي وصفته لهم ايلين) الاّ انهم لم يجدوا سوى الأكياس التي تحتوي على اطراف الجثة , دون ايجاد معظم اعضائها الداخلية ! و التي عرفوا لاحقاً , بأنها تعود لنادلة كانت تعمل في مطعمٍ مجاورٍ لمحطة بنزين .. و المشكلة ان اهل ايلين يرفضون تماماً ان تذهب ابنتهم مع الشرطة لتدلّهم على مكان الكوخ , لأن ذلك برأيهم : سيؤثر سلباً على حالتها النفسية المتردّية .. لكن مالا يعلمونه : بأن السفّاح يُلازم مدرسة ايلين كل يوم في انتظار اللحظة المناسبة لأختطافها و القضاء على الشاهدة الوحيدة , قبل ان تصفّ شكله للشرطة ..و التي على حسب معلوماته : بأنها لم تفعل ذلك بعد !

و في احدى الأيام .. كانت ايلين في حصّة الرسم .. و كان عليهم ان يرسموا قلباً لعيد الحب .. فجلست ايلين بعيدة عن الجميع , تلوّن رسمتها .. ثم اجتمع الطلاب حول طاولة المعلمة ليروها كرّاساتهم .. فأقتربت منهم ايلين ووضعت صورتها فوق رسماتهم , فسألتها المعلمة :

– ايلين ! لما اخترت تلوينه باللون الأحمر الغامق ؟!

فكشفت ايلين عن ذراعها الذي كان ينزف , بعد ان جرحته بالمقص .. فصرخ الطلاب برعب.. فقالت المعلمة (بدهشة) :

– لماذا جرحتي نفسك ؟!

– لأن الدم هو لون القلب الحقيقي .. فأنا رأيته في يد السفّاح , بعد ان قلعه من صدرها .. ماذا ؟ الم تعجبكم رسمتي ؟!

فقالت صديقتها ديانا (بلؤم و عصبية) :

– الم اقل لكم بأنها مجنونة !! عليك أن تذهبي الى المصحّ يا مخبولة !!

فنظرت إليها الطفلة ايلين بغضب..

فقالت المعلمة :

– كفى يا ديانا !! هيا ايلين , تعالي لنطهّر جرحك !

و أخذتها المعلمة الى غرفة التمريض , ليضمّدوا جرحها ..

ثم اتصلت المديرة بأمها لتأخذها الى البيت (بعد ان أرعبت أصدقائها) ..

و بعد ساعة ..

أتت أمها و طلبت من ايلين ان تنتظرها في الرواق , الى ان تُنهي حديثها مع المديرة .. لكن ايلين تنصّتت على الباب , و سمعت هذا الحوار :

– انا اقدّر بأنها مرّت بظروفٍ سيئة , لكن تصرفاتها تسوء مع الأيام .. و اهالي الطلاب خائفون على ابنائهم منها .. فهي البارحة , رمت كتبها على اصدقائها بنوبة غضب , و بالكاد استطعنا تهدأتها ! و قبلها بأيام , رمت حجراً على معلمة الرياضة .. هذا عدا عن الشتائم القذرة , التي لا ادري من اين ..

– اعرف يا حضرة المديرة .. و نحن نحاول علاج نوبات غضبها , و نأخذها جلستين في الإسبوع عند الطبيبة النفسية.. كما اننا ….

– دعيني اكلّمك بصراحة .. في حال بقيت ابنتكم على هذه الحالة , فأنا مضّطرة الى فصلها من المدرسة

 

و هنا .. غضبت ايلين من كلام المديرة , و خرجت بسرعة من المدرسة (دون ان تراها الناظرة) .. لكنها لا تعلم بأن القاتل كان ينتظرها في الخارج .. فأسرع خلفها , ثم ترجّل من سيارته و بيده القماشة المبلولة بالمخدّر..  و بثواني !! اختفت ايلين مجدداً !

و في تلك الليلة ..

استيقظت ايلين لتجد نفسها داخل حفرة في قبو منزل.. فرفعت رأسها الى الأعلى , لترى نفس السفاح و هو ينظر اليها .. فصرخت فزعة !! فقال مبتسماً :

– اخيراً استيقظت

– ساعدوني !!!!!

– لا تتعبي نفسك بالصراخ .. فنحن في مكانٍ بعيد ..

ثم اكمل السفّاح كلامه (من بعيد) , و هو يُعبّأ حقنة المخدّر ..

– اتدرين !! بسبب فضولك الزائد .. لم يعد بإمكاني الذهاب الى كوخي في الجبل .. فالشرطة مازالت تبحث هناك .. و مع اني مسحت كل اثار جريمتي الاّ ان الحرص واجب .. فأنا لن اسمح ابداً !! لطفلة تافهة مثلك ان تتسببّ في اعدامي !

فصرخت ايلين من داخل الحفرة :

– انا لم اخبرهم عنك !! و هم لا يعرفون شكلك

– لا يهم .. ستموتين بكل الأحوال

و قبل ان ينزل اليها (ليخدّرها) رنّ جواله (الموجود في الصالة) ..

– اوووف !! اهذا وقته ؟! …. اسمعي يا بنت !! ايّاك ان تفعلي ايّ شيء .. و الاّ و الله !! سأقتلك دون تخدير ..

ثم يُدني رأسه من فوق الحفرة (حاملاً بيده القنديل) و يقول لها :

– اتفهمين ماذا يعني ذلك ؟!! يعني ستشعرين بالألمٍ الشديد , تماماً كما حصل مع تلك المرأة .. أظنك تذكرين صراخها , اليس كذلك ؟!

ثم تركها و صعد درجات القبو , ليردّ على هاتفه (في الطابق الأرضي)

و بهذه اللحظات .. عرفت ايلين ان امامها فرصة اخيرة للنجاة .. فصارت تبحث حولها (بالأرض الترابية التي هي مسجونة بداخلها) في محاولة لأيجاد ايّ شيء يحميها من السفّاح , و قد سمح النور الخافت من القنديل (الذي تركه السفاح بأعلى الحفرة) ان ترى ذلك المسمار الطويل الصدئ المرمي بزاوية الحفرة.. فأخفته داخل قبضة يدها , التي كانت ترتجف بقوة

و بعد قليل ..عاد السفاح , و هو يقول :

– ممتاز !! و لأنك لم تصرخي , فسأكافأك بأن تموتي دون عذاب .. لكن لا تقلقي .. فأنت لن تختفي تماماً عن وجه الأرض .. لأني  انوي بيع اعضائك الثمينة لصديقي الدكتور , كما فعلت مع تلك المرأة .. فجسدك الصغير يحوي كنوزاً لي .. 

ثم حمل سلّماً خشبياً و انزله في الحفرة و بدأ بالنزول عليه , و هو يحمل حقنة المخدّر .. و قبل ان يلتفت اليها , أسرعت ايلين و غرزت المسمار في رقبته .. فصرخ السفّاح بقوة , بعد ان سقطت الحقنة من يده .. و على الفور !! اخذتها ايلين و حقنت ساقه .. فسقط على الأرض , بينما اسرعت هي بصعود السلم .. فحاول السفّاح بصعوبة ان يقف على رِجله المخدّرة ,     بينما يضغط بيده لوقف نزيف رقبته , و هو يشتم ايلين بغضب !! 

و عرفت الصغيرة بأن في امكانه اللحاق بها , فأخذت القنديل (الذي تركه بأعلى الحفرة) و رمته على جسد السفّاح , ليتحوّل بثواني الى كتلة من النار , و صار يتلوّى من شدّة الألم , محاولاً اطفاء ناره بتمرّغه بالتراب (الموجود بأرضية الحفرة) .. لكن قبل ان ينطفأ تماماً , فاجأ ايلين بأنه استطاع الوقوف , و بدأ يصعد السلّم بإتجاهها .. فتركته و صعدت الأدراج (بإتجاه الطابق الأرضي) بعد ان اقفلت (خلفها) باب القبو بالمزلاج .. ليعلّق السفّاح في الأسفل!

ثم انطلقت هاربة من المنزل , و صدى شتائمه و صراخه المستغيث يتناهى الى سمعها .. و بينما كانت تركض في الشارع كالمجنونة , سمعت دويّ انفجاراً هائلاً (خلفها) .. و يبدو ان النار المشتعلة بجسد السفاح , وصلت الى احدى جرّات الغاز (المتروكة بإهمال في القبو) فأدّت الى انفجاره!

و بعد ساعة من سيرها , تائهة في الشوارع المظلمة ..وجدتها سيارة اطفاء , كانت في طريقها الى منزل السفّاح لإطفائه (بعد ان وصلتهم اخبارية بذلك) .. و على الفور !! اعادوها الى منزلها , ليستقبلها والداها المنهاران (بسبب اختفائها المفاجىء , منذ الصباح)

 

و بعد شهر على مقتل السفّاح ..

كانت امها تجلس مع صديقتها في الصالة , تتحدثان :

– الم تنطق بأيّ شيءٍ , حتى الآن ؟!

– لا !! يبدو ان الحوادث التي عاشتها ابنتي , جعلتها خرساء !

– ارجوكِ لا تبكي .. اكيد العلاج سينفعها .. هي فقط تحتاج لبعض الوقت !

– يارب !! لكن الى ذلك الوقت , علينا ان نُدخلها مدرسة الخرسان ..فمديرتها اعطتني ملفها , قبل ايام

– يالا هذه المديرة القاسية !! هذا بدل ان تراعي نفسيّة ايلين , و ما مرّت به!

– هي تخاف ان يكون تأثيرها سيئاً على باقي الطلاب ..فإيلين تصيبها نوبات غضب بين حينٍ و آخر .. حتى ان اليوم صباحاً , اصابتها هستيريا من نباح كلب جارتنا .. و بصعوبة بالغة , استطعنا انا ووالدها تهدّأتها !

و هنا !! رنّ جرس الباب..

– آه لحظة ! سأعود حالاً

 

و كانت جارتها (عند الباب) تسألها بقلق :

– عفواً عزيزتي .. لكن هل رأيتي كلبي ؟! بحثت عنه في كل مكان !

 

في هذه الأثناء , و في حديقة المنزل الخلفية..

كانت ايلين تطمر بالتراب , كلب الجارة الصغير (المقتول) .. و هي تحدّث نفسها (بلؤم) :

– اخيراً سأرتاح من نباحك المزعج !!

و بعد ان دفنته .. اخرجت دفتراً صغيراً و قلماً من جيبها .. و كان مدوناً عليه , الأسماء التالية :

السفّاح .. كلب الجارة … زميلتي ديانا .. مديرة المدرسة .. امي و ابي

و كان اسم السفّاح محذوفاً .. فشطبت بالقلم : كلب الجارة

ثم قالت (و هي تحدّث نفسها) :

– المهمة التالية … ديانا الغبية !! 

و ابتسمت بخبث !

 

 

النهاية

تاريخ النشر : 2015-11-14

guest
61 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى