أدب الرعب والعام

عاشق من الجحيم

بقلم : رمضان سلمي برقي – مصر
للتواصل : [email protected]

فجأة وجدت أمامها شاب وسيم إقترب منها وأوبلها بالغزل

إرتدت ” الجميلة ” قميص النوم الأحمر والقصير جدا، والذي يظهر تضاريس جسدها البارزة ، وقفت أمام المرآة كعادتها ليلا ونهارا ، نظرت إلى ملامحها البكر وتقاطيع وجهها البريئة ، وصفوان الشباب في بريق عينيها ، فأطمئنت على حالها .

وبدأت بوضع الكحل حول عينيها الكحيلتين ، ثم إنتهت وبدأت وضع أحمر الشفاه لتزين شفتيها المنتفختين ليزدادان إغرائا فوق سحرهما .

نظرت إلى جسدها الفائر بتمعن وإنبهار وكأنها المقابلة الأولى مع جسدها .

عضت على شفتيها بإعجاب مما ترى من فراهة جسدها .

ثم بدأت تتحسس تضاريس جسدها الفائرة بطريقة شرهة وغريبة وكأن يديها ليست ملكها .

ثم توقفت فجأة وسألت نفسها : ماذا دهاني وما الذي أفعله ؟

ثم إبتسمت قائلة : ماذا لو رآني ” شابا ” وسيما بهذه الهيئة المثيرة ؟ بالتأكيد سيوبلني بسيل من قصائد الغرام والهيام ، ههههه ،

ولربما حملني فوق ذراعيه ورمى بي فوق سريري ثم ..!

أوووه ، ماذا يحدث ، وماذا أفعل بجسدي ، لقد أصبحت أتلفظ وأتحدث كالعاهرات ، تبا لحماقتي .

ثم أبعدت يديها .

ثم بدت ملامحها تتبدل ، وأحست بأنها تقمصت شخصية رجل معجب بها ، وبدأت تنظر إلى نفسها داخل المرآة وكأنها رجلا وأمامه ” الفتاة الجميلة ” ، وبملابس نومها القصيرة المغرية .

وبدأت يداها تتحرك بدون إرادتها لتتحسس جسدها منطقة تلو الأخرى ، وتدهس تضاريسها البارزة بدون رحمة ، وبشراهة المتحرش المتعطش ، وسط إنهيار لا إرادي من ” الجميلة ” .

بدأت تستسلم تلك الجميلة لمداعبة يداها اللتان قد فقدت السيطرة عليهما ، وبدأ لسانها ينطق بعبارات الغزل وكأنها رجل متشوق قائلة : مازلت جميلة ومثيرة يا صغيرتي ، وكلما مرت الأيام إزددت جمالا ودلعا ، أنا أحبك بل أعشقك ، تعالي بين أحضاني ، فأنا الذي سيمتعك بالحياة وسيحقق لك جميع أحلامك ..

وبدأ ذراعيها يطوقان جسدها الملفوف الذي قد إرتفعت حرارته ، وسط جحوظ عينيها وجمود ملامحها ودقات قلبها التي تتسارع إلى المجهول .

فجأة ، طرقت الباب إختها الكبيرة ، فتوقف كل شيء ، وعادت ” الجميلة ” لوعيها ، وشعرت بالخوف والقلق مما حدث .

وإستطردت أفكارها لتطمئن حالها قائلة : لقد أسرفت في إندماجي في دور الرجل المعجب ، حتى كدت أن أتحرش بنفسي ، هههه ، سأفتح الباب لأختي .

دخلت الأخت الكبرى وسلمت عليها . وقالت لها : ما بك يا صغيرتي ، وجهك شاحب ؟

ردت الجميلة : حقا شاحب كيف هذا ، ثم هرعت إلى المرآة ، وسألت أين ذلك الشحوب ؟ لا يوجد أي شحوب ! فبشرتي بيضاء كاللبن الصافي الذي لن ولم يعكر أبدا ، أنت تمزحين معي يا أختي ؟ أنا أعرف أنك تمزحين ، كيف حالك وحال زوجك وطفلك الجميل ؟

الأخت الكبرى : نحن بخير حبيبتي والحمد لله ، ولكن كيف حالك أنتي ؟ تعالي بجانبي وإبعدي عن المرآة ؟

جلست الجميلة بجانب أختها على السرير قائلة : أنا كما أنا جميلة ، بل وأزداد حلاوة يوما بعد يوم .

الأخت الكبرى : ولكن يا حبيبتي حالك هذا لا يعجبني ، والجمال ليس كل شيء .

الجميلة : وما به حالي يا أختي ؟ وما ذنبي فقد ولدت جميلة ؟

الأخت الكبرى : لقد أخبرتني ” والدتنا ” بما وصلت له حالتك .

الجميلة : وهل أخبرتكِ أني فقدت عقلي وأصبحت مجنونة ، أم لم تخبرك بعد ؟

الأخت الكبرى : حبيبتي ، ما زلتي فتاة لم تتزوجي بعد ، لماذا ترتدين تلك الملابس العارية أثناء النوم ، والملابس الضيقة والشفافة والقصيرة بالخارج ، ولماذا دائمة التبرج ؟ ولماذا تكثرين الوقوف أمام المرآة ليلا ونهارا ؟ أخاف أن يمسك شيطان أو تصابين بمكروه ، أو يعشقك جان ، خذي حذرك يا حبيبتي ، وتوقفي عن كل هذا ، أرجوك عودي إلى رشدك ؟

الجميلة وقد ضايقتها نصائح الأخت قائلة : إذا أمي قالت لكِ أني فقدت رشدي ، إذا لما لا تعجلون بإرسالي إلى المصحة النفسية ؟ أما الخزعبلات التي تقولينها فأنا لست مؤمنة بها .

غضبت الأخت من أسلوبها وغادرت المنزل داعية لها بالهداية .

أحست ” الجميلة ” بالرغبة في النوم ، فقامت بتشغيل الأغاني بصوت هادئ كعادتها حتى تنام .

وسرعان ما تاهت في غيابات النوم العميق . فجأة ، وجدت أمامها ” شاب ” وسيما ، إقترب منها وأوبلها بعبارات الغزل ثم ضاجعها كمعاشرة الأزواج ، وهي لا حول ولا قوة .

إستيقظت بالصباح مجهدة ، ولكنها سعيدة بما حدث لها بالمنام ، وباتت تتزين كل ليلة وترتدي القصير وتنم مبكرا ليزورها .

وتكرر الحلم أكثر من مرة ، وتمنت لو أنها تحلم به طوال العمر ، وبات ” وسيم الأحلام ” يشغل كل تفكيرها ، وأصبحت منجذبة له تماما ، ودون أن تسأل نفسها من يكون ، وماذا تفعل .

إنقطعت زيارات ” وسيم الأحلام ” الحميمية ، فإفتقدته ” الجميلة ” كثيرا وإرهقت نفسيتها من التفكير والإنتظار .

وجاءت الليلة الموعودة ، تزينت كالعادة ، وإرتدت قميص نومها القصير والمثير ، وإستلقت على سريرها ، وبدأت تتمنى ” وسيم الأحلام ” أن يأتي لها ويضاجعها .

فجأة ، دخل ” الوسيم ” مخترقا الباب الموصد ، فعندما رأته صعقت خوفا ، فنظر إليها قائلا : لا تخافي يا صغيرتي فأنا العاشق المتيم بك وبجمالك ، وأريدك لي لوحدي هذه الليلة وما بعدها ، سنحظى بألذ لحظات الحب معا .

فجأة ، أصبحت بلا حول ولا قوة ، وأصبح جسدها خارج عن سيطرتها ، فأنقض عليها ” الوسيم ” ليقطف ورودها وبرائتها ويصل بها إلى قمة النشوة .

وتكرر اللقاء الجنسي بينهما مرات ومرات حتى تعودت عليه وكأنه زوجها. أصبحت تنتظره كل ليلة .

سألت نفسها ذات مرة : هل هذا إنسي أم جان ، وما الذي أفعله وكيف تجرأنا على فعل هذا ؟

ولكن سرعان ما وجدت إجابة بداخلها ونصيحة بالكتمان والصمت على ما يحدث والرضا بالمتعة في الخفاء .

مرت الأيام وأصبح يضاجعها في معظم الأوقات حتى أمام عائلتها ولكن دون ظهوره ، وتدهورت حالتها النفسية ، وأصبحت لا تخرج من البيت ، ولا تذهب للدراسة ، حتى لاحظ الأهل ما يحدث ، وذهبوا بها إلي بعض المعالجين .

قال لهم المعالج الآخير : أنه ” جني ” يعشقها ويضاجعها ويعتبرها زوجته .

وبسؤاله عن سبب عشقها أجاب الجني : تتزين لي دائما ، وتقف أمامي بالمرآة لفترات طويلة ليلا ، ولبسها العاري جذبني إليها .

صدمت ” عائلتها ” مما قيل ، وعرفت ” الجميلة ” خطأها وأبدت ندمها . وتم منع الجني منها ، وبدأت جلسات علاجها مع أحد المعالجين ..

تاريخ النشر : 2015-11-29

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى