تجارب ومواقف غريبة

شقتنا المسكونة

بقلم : فاطمة احمد البابلي – مصر

أيدي خفية امسكت بيدي وبدأت تسحبني إلى داخل الدولاب

هناك قصص كثيرة تحول حول الجن و الاشباح و العفاريت نقرأها و هنالك ناس لا يخافون و يقولون انها قصة من نسج الخيال , لكن هذه القصة عشتها انا بنفسي ومنذ ان عرفت هذا الموقع و انا من اقرأ لكن الآن انا من اكتب قصة عن بيتنا المسكون بالجن ..

أولا نحن نسكن بمصر بالقناطر الخيرية في عمارة ملك لجدي ونسكن في الطابق العلوي منها و بنات عمي و أمهم تسكن تحتنا و عمي الآخر هو و أولاده يسكنون في الطابق السفلي لكنهم انتقلوا للعيش في منطقة قريبة فجعلت أنا و أخوتي الصغار و بنات عمي مكانا للعبنا و الكبار منا كانوا يدرسون فيه ..

كنا قد سافرنا إلى السعودية لسنتين وحين عدنا ذهبنا أول يوم وبتنا مع خالتي ثم صباحا توجهنا إلى بيتنا , وكنا سعداء لأننا وصلنا بيتنا الجميل ومع أهلنا الذين لم نرهم منذ سنتين , و طبعا حينما صعدنا وجدنا الشقة مليئة بالتراب و الغبار لأنها مغلقة فنزلنا عند بنات عمي ريثما تقوم أمي بتنظيف الصالة وغرفة نومي .

بعدها صعدنا أنا و أخوتي إلى الشقة و لعبنا قليلا و نحن نشاهد التلفاز , قالت أمي أقرؤوا معي آية الكرسي , ولم يخطر على بالي أن الشقة مسكونة أو أي شيء من هذا القبيل و ذهبت لأنام مع أختي الصغيرة و أمي مازالت تنظف , فنمت و حلمت بأن أمي تنظف غرفتها ولكن لم تكن منتبهة لوجودي وكان الدولاب يتحرك كان احد بداخله , فظننتها أختي الصغيرة تختبأ مني , ففتحت الدولاب ويا ليتني لم افعل , فحين فتحته لم أجد أحدا لكن الغريب أن الملابس ما زالت تتحرك , فمددت يدي لأرى ماذا يحركها , فشعرت كأن أيدي خفية امسكت بيدي وبدأت تسحبني إلى داخل الدولاب … وبدأت أصرخ وكلما حاولت سحب يدي يسحبونها أكثر حتى كدت أن أدخل الدولاب , فقرأت أية الكرسي ورددتها ثلاث مرات حتى تركتني هذه الأيدي الخفية و اختفت الحركة من الدولاب وحينما مددت يدي مرة اخرى لم يكن هناك شيء فأستيقظت على صوت بنات عمي و أمي وهم يتكلمون عن الجن , فحكيت لهم الحكاية فردت أمي و فسرت هذا الحلم بان الأيدي كانت للجن و اني حين قرأت أية الكرسي اختفوا .. وانه جن كافر .. و قصت لي حكايتها ..

ففي ذات ليلة كانت تنظف ونحن نشاهد التلفاز فذهبت ونظفت الحمام وأغلقته ونظفت المطبخ كذلك , وبينما هي مستمرة بالتنظيف عادت إلى الحمام لتبل الممسحة بالماء , ففوجئت بأن ترى قطع براز صغيرة في كل الحمام و كأنها لحيوان أو طيور .. فأستغربت و ظنت أنها تهيؤات و نظفت الحمام مرة اخرى ووضعت الماء المعقم في دلو في ركن الحمام وأخذت الممسحة و ذهبت لتنظف غرفتها … وحين انتهت من تنظيف البيت ذهبت لتضع الممسحة في الدلو فتفاجئت برؤية قطع براز اكبر مما كانت عليه في الحمام , فنظرت الي الشباك و لكنه مغلق بسلك صغير الثقوب , و الغريب في الأمر انه تحت الشباك نظيف تماما و لكن بعد منطقة تحت الشباك بقليل قطع البراز .. ثم نظرت إلى السقف فوجدته من السيراميك فاستعجبت أكثر .. إذ من أين يمكن أن يأتي البراز والشباك مغلق والسقف من السيراميك الذي لا يمكن ان يتسرب شيء منه .

والأغرب أنها حينما أرادت أن تحرك الدلو من الركن وجدت خلفه قطع براز أيضا .. و لكن كيف ؟ .. فهو لم يتحرك من مكانه فكيف جاء البراز خلفه , فلم تنظفه لتريه لبنات عمي صباحا , و قالت لنا حينها أن نقرا آية الكرسي

أمي أصلا كان شخص يعمل لها سحر قديما قبل أن نسافر , وحين جاء شيخ الى بيتنا كتب ورقة مكتوب عليها “اتركوا ساكن هذا البيت وشأنه” و بعدها آية الكرسي , وعلق هذه الورقة على المرآة و قال لأمي بأن لا تزيل هذه الورقة مهما حدث . لكن مع مر الزمن هذه الورقة ضاعت أو رماها احد في القمامة . ولحسن الحظ لم يحدث شيء لأمي لأنها كانت تحفظ القرآن كاملا لكن الشقة أصبحت مسكونة .

أمي أخبرتني بأنها لم تقل لنا ان البيت مسكون لكي لا تخيفنا وأنها لم تنم بل ظلت تقرأ القرآن بالبيت و تبخره حتى الصباح .

وحين نظرت بنات عمي على الحمام وجدوا المنظر المقرف فأستعجبوا . وحكت ابنة عمي لنا أنها أحيانا كانت تسمع من يناديها ليلا بأسمها و كان الصوت مخيفا ولا يختفي هذا الصوت إلا بعد آذان الفجر وكانت ايضا تسمع صوت اقدام تجري و تختفي بآذان الفجر و قالت بأنها لم تقل لنا لكي لا تخيفنا . ولكنه تصرف أحمق منها .

بعدها بأسبوع تقريبا تعطلت غسالة زوجة عمي فقالت لها أمي أن تغسل في غسالتنا , فوضعت الملابس دخلها و شغلتها و نزلت منزلها , و بعد فترة صعدت و فتحت الباب لتري الماء يغمر المكان وينزل على السلم , فذهبت لترى مصدر الماء فتبين أنها الغسالة , لكن كيف و أمي غسلت فيها من قبل ولم تسرب الماء .

وأمي كانت تعطي المفتاح لزوجة عمي لأنها لا تنسى أين تضعه , لكنها بعد أن نزلت من الشقة و أقفلت الباب وجدت أن المفتاح ضاع و بحثت عنه في كل ركن من شقتها ولكن لم تجده , و أظن أن اختفاء المفتاح من فعل الجن أيضا .

الحمد لله إننا خرجنا من تلك الشقة ولكن ما زالت الكوابيس تراود بنت عمي ولا تختفي إلا بعد الفجر . ولكن أنا الحمد لله في مكة طول عمري ولا اذهب مصر إلا في الإجازات الصيفية و ستنتقل بنت عمي و زوجة عمي إلى مكان آخر و ستظل شقتنا المسكونة هذه في ذاكرتي محفورة و لم أنساها أبدا .

تاريخ النشر : 2015-12-05

guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى