أدب الرعب والعام

مائدة شاي التاسعة – 3 –

بقلم : محمد فيوري – مصر
للتواصل : [email protected]

كان الدكتور نادر يدخل الغرفة ليتحدث مع زينه

بالعودة  إلى الوقت الحاضر والحالي كان الدكتور نادر الجراح الكبير في طريقه إلى المستشفي لمتابعة حالة خاصة جداً حالة شقيقته التوأم ” زينه ” البالغة من العمر أربعون عاماً ..

 فمنذ اللحظة الأولي واعتراف معتوقه له بكل شيء ، أصبحت الصورة  كاملة أمامه وواضحة تماما وشعر بالارتياح                                        

 وصل الدكتور نادر إلى غرفة مكتبه الخاص بالمستشفى في تمام  الثامنة ونصف مساء ، ليطلع على أخر التقارير قبل الجلسه اليوميه المعتادة لحالة المريضه ” زينه ” ليجد ” السيدة ” معتوقة جدتها ” والسيدة ” حبيبه والدتها ” بانتظاره ليخبرونه بمفاجأة  ساره جدا عند سماعه لها كاد أن  يطير من شدة فرحته ، فأنها ليست مفاجأة لإثبات نجاحه الذي طال إنتظاره  لسنوات  فقط  .

 بل تتعلق أيضا بزوجة المستقبل ..

***

لكي نتعرف على تلك المفاجأة التي أسعدت نادر و الجميع ، لابد أن نعود بالزمن خمسة  أعوام إلى الوراء ، و للحظة إعطاء الدكتور نادر الموافقة من وزارة الصحة ، لكي يقوم بمتابعة أبحاثه وتجاربه الناجحة و المستمرة ، المختصة بمجال المخ والأعصاب ، فتلك الأبحاث تتطلب فريق عمل رفيع المستوى وأجهزة طبية باهظة الثمن قد يصل سعرها لملايين الدولارات ، فكانت وزارة الصحة تشارك بجزء والجزء الأخر كان ينفقه الدكتور نادر من جيبه الخاص ، حينها اجتمعا مع فريق العمل وأبلغهم بمواصفات الحالة المطلوبة ، غيبوبة ” Coma ” ، وأن تكون  لشاب أو فتاة  ما بين العشرين والثلاثين من العمر وإعلام جميع المستشفيات عند حضور حاله شبيهة

بالفعل أتصلت مستشفى في اليوم الثاني بفريق العمل الذي يترأسه الدكتور نادر ، لأخبارهم بوصول حاله تنطبق عليها المواصفات بأسم ” زينه يونس” فتاة شابه العمر خمسه وثلاثون ، تم تشخيص حالتها بدقه وتوجد بقسم العناية الفائقة .. فتوجه الدكتور نادر على الفور إلى المستشفى وقسم العناية الفائقة ، وبعد الكشف عليها تأكد بأنها الحاله المناسبة تماماً ليجري عليها اختباراته و أبحاثه التي لا تتطلب أي تدخل جراحي لمثل هذه الحالات ، فطلب مقابلة اهلها فورا ، فحضر السيد ” يونس ” والسيدة ” حبيبه ” ليخبرهم  بأن حالة إبنتهم ” زينه ” حرجة للغاية ..

***

“زين يونس” التوأم الوحيد ” لزينه يونس ” يعمل مهندسا لدى شركة كبرى للتنقيب عن البترول بالصحراء

كانت شدة العلاقة بينه وبين زينه لا توصف بالكلمات ،  فهي علاقة داخليه متصلة مباشرة بالشعور والأحاسيس لكلا الجسدان و كأنهما يمتلكان روحا واحدة وجسدا واحداً ، فعلاقة التوائم لبعضهما دائما مليئة بالغموض لا يفهم  ألغازها و خباياها أحدا .. غير التوائم

في تلك الليلة  كان ” زين ” متواجدا بموقع العمل وسط الصحراء ، فبعد يوما طويلا وشاق أنهى عمله في تمام الثامنة مساء ، لينطلق  بسيارته ذات الدفع الرباعي متجها إلى وحدة المبيت المتواجدة أيضا داخل الصحراء والتي تبتعد ساعة ونصف عن موقع العمل

منزل عائلة زينه                                              

الثامنة ونصف تماما : ” المطبخ ”  أحضرت زينه مائدة كبيره متحركة قامت بتزيينها لتضع فوقها تورتة  بها شموع وبدأت بتنسيق الورود حولها وهي تتحدث مع ابنة خالتها ”  شهد ” التي  بدأت هي الآخري بتحضير فناجين الشاي لوضعها علي المائدة بالترتيب وبالوسط إبريق كبير ، لضيافة العائلة الكبيرة المتواجدة  بالريسبشن ، علي رأسهما الجدة معتوقه صاحبة ال ” 75 ” عام

الصحراء

الثامنة  55 دقيقه : يجد ” زين ”  وهو في طريقه إلى وحدة المبيت شاحنة كبيرة محمله بالمواد البتروليه بها عطل يطلب سائقها وهو يشاور له بيده المساعده   ، فيتوقف زين ويحضر كشافا وينزل من سيارته ويتجه سيرًا على الأقدام ناحية الشاحنة ليتفحص مع سائقها سبب العطل .. التاسعه تماما تنفجر الشاحنه وتضيء ظلام الصحراء الدامس … ليفارق ” زين ” الحياة في الحال ..

منزل عائلة زينه  

الثامنة  55 دقيقه : ” الريسبشن ”  تنفخ الجدة معتوقه شموع عيد ميلادها وسط هتافات العائلة والأحفاد ، لترتسم البسمة الجميله على شفتي زينه الرقيقة وهي تعانق جدتها …. لكن …. بدت بسمتها  تهدأ شيئا فشيئا لتصبح متقطعة ممتزجة ما بين السعادة  والحزن  ، فتركت الجميع وتوجهت إلى غرفة  ” زين ”  فتحت الباب وأشعلت الضوء وهي تنظر لصورته المعلقة على الحائط . أخذتها بيدها وجلست بهدوء  لتنهمر دموعها ..  وتغمض عيناها .. مع دقات التاسعة …

 تدخل عليها إبنة خالتها ” سمر ” تجدها فاقدة للوعي فتحاول إفاقتها سريعاً ، لكن دون فائدة ..

***

أبلغ الدكتور نادر السيد يونس والسيدة حبيبه بأن حالة إبنتهما حرجه للغايه ، فأربعون في المائه من المصابون بحالات ” الغيبوبة ” من الممكن أن يفيقوا منها ، ما بين أسبوعان إلى مدة قد تصل إلى أربعون عام ، ولكن بمضعفات قد ينتج عنها إتلاف بعض الخلايا بالمخ أو بالكلي أو أجزء حيوية بالجسم ، ليكمل المريض بقية حياته غير قادرًا على الحركة  أو بفقدان دائم للذاكرة … لكن مع التقدم العلمي في الطب  والابحاث التي يجريها هو بنفسه ، من الممكن أن تحافظ على جميع خلايا الجسم مهما طالت مدة الغيبوبة ، لكن بالصبر و بالالتزام وإتباع قوانينه لما يقوم به هو وفريق عمله ستشفى الحاله سريعاً … وافقا السيد يونس والسيدة حبيبه بأن تكون حالة ابنتهما زينه تحت رعاية الدكتور نادر والفريق البحثي .. فأمر الدكتور نادر بنقل زينه الى جناح معد خصيصا لمتابعتها ، وطلب حضور كل شخص كان متواجدا معها  في الساعات الاخيره قبل إصابتها بالغيبوبه ، لاعطائهم كورس مكثف في المعامله معها ، ولأتباع التعليمات  قبل دخول الغرفه عليها يوميا ..

***

كان الدكتور نادر له وجهة نظر مختلفه عن غيره في مجال المخ والأعصاب ، فوجهة نظره تلك هي سبب نجاحاته وتقدمه ، لأنه كان ينظر للأمور ” الغير طبيعية أولا ”  التي لا يوجد لها تفسيرا  قبل أن ينظر  للأمور ” الطبيعية “

فمعظم الأطباء يفسرون حالات الغيبوبة بإنها حالة نوم عميق وفقدان للوعي يصاب بها المريض ولا يستجاب لأي مؤثرات خارجية ، أما هو فأنه يرى مريض الغيبوبة يشعر بكل ثانيه تمر ويشعر بكل شيئا  يحدث من حوله  خلال  ” جسمه الأثيري ” ولابد أن تكون المعاملة والتواصل مع المريض كأنه شخص مستيقظ تماما منذ اللحظات الأولى لإصابته بالغيبوبة .. حتى لا يحدث ضرراً بالذاكرة إن طالت المدة . كالتحدث معه وإخباره بكل جديد يحدث يوميا .

***

حضر أفراد عائلة ” زينه ” بأعمارهم المختلفة لمقابلة الدكتور نادر ، الجدة معتوقه والأب والام و خالة زينه منيره وزوجها ياسين والأبناء ( سمر 25 عاما وسيف 22 عاما ) وخالتها الأخرى سميره وزوجها يحيي والأبناء

( شهد 28 عاما وشادي 24 عاما ) .. تحدث الدكتور نادر معهم جميعا وعرف مدى العلاقة بين كل فرد وزينه ، وعلم أيضا برحيل شقيقها التوأم ” زين ” والذي قرر أن يأخذ هو بنفسه مكان ” زين ”  بطريقته الخاصه لكي تتم المتابعة على أكمل وجه .

طلب الدكتور نادر إحضار المائدة الكبيرة التي قامت بتزيينها بيدها وإحضار فناجين الشاي نفسها وأعدادها ، لكي يتم وضعها علي المائدة مع الإبريق بنفس الترتيب أمام المقاعد ، ونفس نوعية الكيك والشموع والحلوى ، ليجتمع جميع أفراد العائلة يوميا أمام المائدة بغرفتها الكبيرة المجهزة بالجناح الخاص ، من الساعه التي اصيبت  أثنائها بالغيبوبة وهي التاسعه ، إلى الساعه التي وصلت خلالها العناية الفائقة وهي العاشره .. ” ويدخل عليها أفراد العائله الغرفة بالترتيب ”  كما حضر ياسين وعائلته أولا حفل عيد الميلاد وفتحت لهما زينه  الباب بالترحيب ثم ” شهد ” ثم  يونس وحبيبة ” اللذان ذهبا ليحضران الجدة معتوقه من منزلها المجاور ”  ثم يحيي و سميره وشادي ..    

***

كانت غرفة زينه الكبيرة المجهزة هادئة و مظلمة طول اليوم ، يتوسطها سريرها المجهز بأحدث التقنيات والذي ينقل إشارات المخ والقلب والضغط ومتابعة الاعضاء الحيوية  لاسلكيا إلى غرفة أخرى تحت مراقبة الفريق البحثي على مدار اليوم ، وكانت المائدة التي قامت بتزيينها تبتعد مسافة أربعة أمتار عن السرير .. مع دقات التاسعه تماما يشعل فريق العمل إضاءة قوية زرقاء اللون موجهة على المائدة من الأعلى فقط ..

ليدخل الغرفه ياسين وعائلته أولا يتحدثون معها لبضعة دقائق ثم يذهبون للجلوس أمام المائدة ، بعد ذلك تدخل شهد تتحدث معها لبضعة دقائق وتذهب لتجلس بمكانها المخصص على المائدة والشيء نفسه مع بقية العائله ، ليبقى مقعد زينه خاليا ، فبعد أن يجتمع الجميع على المائدة تبدأ ساعتهم أليوميه وهما يتبادلان الحديث سويا لمساعدة زينه على الشفاء ، كان الدكتور نادر يدخل الغرفة ليتحدث مع زينه ويعرف بنفسه ووجوده لمساعدتها ، ويخبرها أيضا بتفاصيل الحادث الاليم الذي أودى بحياة شقيقها في الصحراء ويواسيها …. لتنطفيء الإضاءة مع دقات العاشره معلنة انتهاء الجلسه  فيذهب الجميع ، ليغلق الباب ورائهم ويعم الهدوء مرة اخرى بالغرفه  ..

***

وجد الدكتور نادر من الأيام الأولى للتجربة نتائج مبشرة ، وجد أن إشارات المخ أثناء تلك الساعة ، كانت تختلف تماما عن بقية اليوم ، وهي إشارات كالتي تحدث أثناء الأحلام  ، فتلك الأخبار أعطت دفعة إيجابية للجميع بأن زينه ستشفى وتعود .. كان يأمل الدكتور نادر أن تعود زينه إلى طبيعتها خلال الأشهر الاربعه الأولى .. لكن .. مرت الأسابيع والشهور والسنوات  دون فائدة ، فمع بداية السنة الثانية بدأ ألبعض يفقد الأمل ويشعر بالملل ، لتصبح زيارتهم اليومية ” أسبوعيه أو شهريه ” لكن ثلاثه منهم لن يفقدوا الأمل يوما واحدا ” الجدة معتوقه .. الام حبيبه .. الدكتور نادر “

ولعدم إلتزام الأهل بالزيارات قرر الدكتور نادر والفريق الذي يترأسه تغير الكثير من الخطط الموضوعة ، مع بقاء الغرفة مظلمة طوال اليوم عدا الساعه اليوميه المعتادة ، فالزيارة الآن أصبحت مقتصرة على الجدة معتوقه والام حبيبه و نادر … ومع الأيام بدأت النتائج الإيجابية تأتي متتالية ، فمع نهاية السنه الرابعه كانت أشارت المخ المقروءة لزينه تعبر عن السعادة  والحزن  والتفكير .. وكانت تحدث فقط عندما يتحدث إليها دكتور نادر أو جدتها معتوقه  ..

لإيمانهم الشديد بعودتها ، لكن ألام حبيبه كانت تأتي كل لليلة تبكي وتنتظرها تفارق الحياة لتودعها … فمنعها الدكتور نادر من الزيارة ودخولها الغرفه وهي تحمل بداخلها إنفعلات سلبيه ،  وكان يسمح لها فقط بالدخول عند التأكد من إنفعالاتها .. لتجلس حبيبه أمام  المائدة مع ألام معتوقه .. ينتظران الدكتور نادر ينهي حديثه مع زينه ، ليعود ويجلس معهم على المائدة ، ليستمع منهم إلي حكاياتهم اليومية عن حياة زينه وكيف عاشت طفولتها

***

كانت تنهمر الدموع من عيني زينه حينما يحدثها نادر عن شقيقها التوأم زين ويخبرها بتاريخ الحادثة والمكان والشهر والساعة والثانية … وكانت تبتسم عندما يعترف لها بحبه الشديد وإنه ينتظرها مهما طالت السنوات ليتزوجها ، كان يعدها يوميا إن عادت سيعوض لها كل شيئا افتقدته في حياتها ، سيكون هو خطيبها الذي تركها ويكون هو شقيقها التوأم الذي افتقدته بل .. تعبره زين نفسه ..

***

سميره منيره حبيبه ، ابنة خالتك شهد ياسين يحيي يونس  قولي أنا زينه ، أنا زينه  ، أنا زينه ابنة يونس ، أنا زينه ، أنا زينه ابنة حبيبه .. بدت زينه أيضا تصدر صوت همهمه وطقطقه عند سماعها أسماء العائله على لسان جدتها معتوقه وتتجاوب معها وفي بعض الأحيان كانت تفتح عيناها وتغمضها سريعا مره أخرى ..     

***

السنة الخامسة .. اللحظات الأخيره قبل الافاقه .. الثامنة تماما

عمك شهد الصحراء توائم ياسين أنفجار شاي إبنتي زين قبور مائدة سميره نادر توائم شموع الصحراء سمر تاسعه وحيده معتوقه عمك شهد توائم بكاء خالتك يحيي ملجأ بحبك ابنة زينه حبيبه مات الصحراء توائم كيك شاحنه ريشه زين  طلاسم  عودي شموع سيف رسالة زواج خصلات إبريق نادر ابنتي  توائم عمك شادي  كؤوس عودي يونس 

أنا نادر .. أنا نادر  .. زينه زينه زينه …….. أنا زينه

***

وصل الدكتور نادر إلي غرفة مكتبه الخاص بالمستشفى في تمام  الثامنة ونصف مساء ، ليطلع على أخر التقارير قبل الجلسه اليوميه المعتادة لحالة المريضه ”  زينه ” ليجد ” السيدة ” معتوقة جدتها ” والسيدة  ” حبيبه والدتها ” بانتظاره ليخبرونه بمفاجأة سارة جداً عند سماعه لها كاد أن يطير من شدة فرحته ، ليترك كل شيء في يده وينطلق سريعا متجها إلى غرفة زينه ، ليفتح الباب ويقف مكانه دون حركه وهو ينظر إليها .. فتتجه نظراتها بهدوء لتنظر إليه

***

تعافت زينه من غيبوبتها تماما التي دامت خمسة أعوام  دون أية أعراض جانبيه ، الفضل يعود إلى الدكتور نادر وفريقه البحثي ، لمراقبة حالتها و أعضائها الحيوية يوميا و طوال الوقت دون كلل أو ملل ،

 

بعد مرور شهر

اجتمع الجميع مرة أخرى حول المائدة  يتوسطها مقعد زينه لتبدأ تروي لهم لليلة واحدة من 1825 لليلة كانت تشعر بها وكأنها تقذف بقلب الجحيم ، فمعظم للياليها كانت كالجاثوم والكوابيس المفزعة والهلاوس ، تشعر بكل شيء من حولها تسمع رنات الفناجين على المائدة تسمع كلمات من يأتي ليتحدث إليها خلال الساعة اليومية .. لكن .. أصواتهم كانت مفزعة فكل صوت وكل كلمة و اسم من الأسماء كانت تترجم في مخيلتها لهلاوس تنسج معها أحداث وقصص مليئة  بالرعب و الفزع تشعر بأن الجميع توائم مجرد جثث وأشلاء في الصحراء ، تجلس أمام المائدة معهم غصبا تشعر دائما إنها نادر الذي يحاول مساعدتها في الوقت نفسه وتوأمها في الوقت نفسه ، توأمها الذي  تبحث عنه بين جميع غرف الملجأ .. و عمره عشرة أعوام ..

يقف الدكتور نادر فجأة فتكف زينه عن الكلام وتنظر إليه لينظر إليها بذهول لمدة يتخللها السكون والصمت بين الجميع ،  ليترك الجلسة ويخرج من الغرفة … لتصب معتوقه الشاي بفنجانها وتستمع إلى زينه ، وهي تكمل حديثها …

***

بعد مرور عام كامل تم حفل زفاف الدكتور نادر على زينه يونس ، بحضور جميع أقاربها ، عدا الأب يونس الذي فارق الحياة منذ السنة الثانية لإصابتها بالغيبوبة.   

لكن … كيف علمت زينه بأن زوجها الجراح الكبير تربى بالملجأ ، فهو سر لم يفصح عنه يوما واحدا  لجنس مخلوق  …

تاريخ النشر : 2015-12-06

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى