تجارب ومواقف غريبة

الغرفة المغلقة

بقلم : أمال – الجزائر

واضطرت حماتها للبقاء معها كي تهتم بها وبصغيرتها

كثير هي القصص حول الأماكن المسكونة , وغالبا هذه القصص تحدث في أماكن قديمة عفا عنها الزمن أو في أماكن أخرى شهدت ما شهدته من ألم ودماء ودموع.

حدثت هذه القصة في مشفى الولادة الحكومي بولايتنا حيث (عقبال الجميع) ولدت أختي بعملية قيصرية واضطرت حماتها للبقاء معها كي تهتم بها وبصغيرتها الموضوعة في الحاضنة .

المهم تلك الليلة وفي غرفة الأطفال حديثي الولادة كان هناك العديد من الممرضات والأطباء ونظرا لأن الغرفة قد أمتلئت عن آخرها كونها ضيقة فقد اضطروا إلى فتح الغرفة القديمة وتنظيفها وتعقيمها.

فجأة وعند منتصف الليل عندما كانت حماة أختي ترضع الطفلة دخلت عليها ممرضة تحمل طفلا صغيرا , كان وجهها شاحب من الخوف وترتجف بشدة , فأخذت حماة أختي تهدئها وسألتها : ما الخطب ؟ ماذا هناك ؟ ..

فردت الممرضة قائلة : ” كنت أطمئن على هذا المولود الذي وضع في الغرفة القديمة وحيدا حين سمعت بكاءه ورأيت امرأة عجوز قبيحة تضع يدها على رأسه وهو لا يكف عن العويل , وعندما صحت بتلك المرأة اختفت فجأة في غمضة عين فدخلت وأخذت الصغير ولقد شعرت ببرد شديد وكانت قدماي ثقيلتان وعندما حملته شعرت بأنفاس كريهة عند رقبتي وكأنها أنفاس شخص ميت , فبدأت بقراءة القرآن وأنا أضم الصغير إلي حتى شعرت بخفة في قدمي فخرجت دون النظر خلفي وجئت هنا.

وفي صباح اليوم التالي اتخذت إدارة المشفى قرارا بغلق تلك الغرفة القديمة وعدم فتحها مجددا.

حماة أختي سألت بعض عاملات النظافة المسنات : لماذا هذه الغرفة كانت وأصبحت مغلقة ؟ ..

فردت إحداهن بنبرة يشوبها الألم: لقد قلت لهم .. قلت لهم ألا يفتحوا أماكن أغلقت على الألم .. ولولا ستر الله لمات ذلك الملاك كما مات من قبله .

ولما سألتها عن العجوز فردت : سيدتي لا تسألي أسئلة قد لا تودين معرفة جوابها.

تاريخ النشر : 2015-12-14

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى