تجارب ومواقف غريبة

واقعة غريبة و غامضة

بقلم : يوسف –  المغرب

واقعة غريبة و غامضة
هبت موجة من الاصوات و الهمسات العالية الحدة من الغابة

اسمي أيمن و ابلغ من العمر 24 سنة من شمال المغرب و أنا اعمل لدى مقاولة مختصة في بناء و تقويم المنازل و الأكواخ الخشبية . تجربتي هذه وقعت لي منذ عام بالتحديد حيث كان طاقم من طواقمنا قد عمل على بناء كوخ لأحد المهاجرين المقيمين في أوروبا , و كان الكوخ بغرفة واحدة كبيرة و كانت للاستعمالات الصيفية و حفلات الشواء حيث أن بيت المهاجر يقع في منطقة جبلية قروية و نائية .

و بعد أن انتهى الصيف و بالتحديد في فصل الخريف شهر ديسمبر هاتف احد أقرباء المهاجر المقاولة و اخبر بأن هناك تشقق خطير في احد أعمدة الكوخ و انه مهدد بالسقوط لذا كان علينا أن نذهب هناك و نصلحه لأن الكوخ كان مازال في فترة الضمان.

حضرنا أغراضنا انا و الطاقم و حيث ان موقع بيت المهاجر بعيد جدا عن المدينة حوالي 105 كيلومتر عميقا في جبال الريف شمال المغرب كان علينا الانطلاق في السادسة صباحا , كان طاقمنا مكونا من 5 بالإضافة إلى سائق الشاحنة , كان الطريق وعرا و جبليا , و صلنا إلى القرية حوالي الثامنة و كان البيت يظهر متأنقا على تلة عالية بجواره غابة كثيفة , كانت المناظر خلابة بشكل لا يصدق .

صعدنا إلى التلة و معنا الأغراض الثقيلة سيرا على الأقدام حيث لا يمكن صعود التلة بالشاحنة , عندما وصلنا قصدت الكوخ لأعاين الأضرار و مدى درجتها , ووجدت العمود الخارجي متشققا جدا و على وشك السقوط , لم اعتقد انه سيكون بهذا الضرر , كان علينا استبدال عمودين خشبيين على الاقل , اخذنا القياسات اللازمة لصنع عمودين آخرين يكونان أقوى و أكثر عرضا من الآخرين , و لكن قبل هذا قررنا تناول وجبة الافطار اولا , افطرنا و تحادثنا قليلا على روعة المناظر و البيوت الجبلية , و حان وقت العمل , اقتلعنا العمودين و وضعنا مكانهما دعامتين حديديتين ريثما نكمل صنع العمودين , كان عملا شاقا , و ما بين شدو جذب و أخطاء هنا و هناك لم نكمل إلا بعد أن قارب وقت العصر حوالي الساعة الثانية زوالا , و انتم تعرفون شهر ديسمبر حيث سرعان ما يحل المساء , لذا قررنا ان نجمع اغراضنا و نرحل قبل ان يحل المساء علينا في هذه المنطقة الخالية و الغابة الموحشة , لكن و نحن نجمع الاغراض نادانا احد الاصدقاء وكان ما يزال داخل الكوخ , فذهبت اليه , كان يشير الى سقف الكوخ , فنظرت و تفاجأت بوجود تشققات اخرى في بعض الواح السقف , كانت كبيرة , لكنني تفاجأت اكثر لأنني لم ارها و انا اعاين الاضرار خاصة انني عاينت كل انحاء الكوخ , كنت افكر اذا ما كان علينا ان نصلحها الآن أو نؤجل اصلاحها الى يوم آخر , لكن الجو كان يوحي بأن هناك مطرا غزيرا قادم خاصة و ان الغيوم كانت تتجمع , لذا كان علينا ان نبقى لإصلاحها قبل هطول الأمطار , لكن احد الاصدقاء و هو سائق الشاحنة لم يعجبه الامر , كان يخبرنا بأن هذا فأل سوء و انه من خطط الشيطان كي يبقينا هنا في هذا الخلاء . لم نعر كلامه الغبي اي اهتمام و أنزلنا الأغراض من جديد , صعدنا انا و صديق الى السطح كي نزيل الالواح المتضررة و كان صديقان بالكوخ يأخذون القياسات بينما الصديقان الآخران كانا ينجران الخشب , كانت الساعة حوالي الرابعة , كان الجو يظلم رويدا رويدا , كنا نعمل بسرعة حيث ان المطر بدأ في النزول , كنت ما ازال و صديقي فوق السطح في انتظار اكتمال الالواح لكنني لا اعلم لماذا كنت افكر بجدية في كلام عماد سائق الشاحنة حول الحظ السيئ لهذا التأخير , انتابني خوف لا اعلم من اين حل و كنت اتطلع الى الغابة و المطر الذي زاد حدة و صار عاصفيا .

و بينما كنت اتلقى الالواح من العاملين في الاسفل فإذا بنا نسمع ذوي انفجار هائل ارعبنا , كان آتيا من الغابة , خلنا ان طائرة قد سقطت , لكن لم يكن هناك اي اثر لأي دخان او أي شيء آخر , كنا كلنا نتطلع في خوف إلى مصدر الصوت و بعدها ببرهة هبت موجة من الاصوات و الهمسات العالية الحدة من الغابة , كانت تأتي من كل مكان و كانت مصحوبة بصرخات فاضطررنا لسد آذاننا , كانت الهمسات غير مفهومة و كانت مجرد وشوشات , كانت مخيفة , و كنا مرعوبين و مسمرين في مكاننا , و بعد قليل زالت الاصوات , كنا ننظر الى بعضنا مندهشين , لكن ما زادنا دهشة هو احد اصدقائنا , كان يتجه بخطى غريبة نحو الغابة . وكنت أناديه لكنه لم يرد , فقفزت من السطح و تبعته راكضا , وعندما امسكت به كان كأنه منوم مغناطيسيا , كنت اصرخ فيه : ” اشرف .. اشرف ” . بعدها نظر إلي و صار يبكي , اخبرنا أن أمه كانت تناديه ليذهب معها , كان خائفا و يرتعد بشدة , و كان عماد سائق الشاحنة يصرخ فينا ألم أخبركم ؟ .. ألم اقل لكم ؟ ..

كنا جميعا تحت تأثير الصدمة و غادرنا من تونا دون جمع حوائجنا حتى إنني نسيت هاتفي هناك , لم نصدق ما حدث و الله حتى يومنا هذا عندما التقي مع أصدقائي نتجنب الحديث حول هذه الحادثة , فيا ترى ما الذي حدث هناك بحق الجحيم ؟ .. أريد تفسيرا ؟ ..

بعد الحادثة اخبرنا المدير بما حصل و تفاجأ جدا , اخبرنا انه يمكن ان يكون اختلالا زمنيا , لكن تلك الاصوات و الصرخات و صديقنا الذي كان تحت تأثير التنويم المغناطيسي حقا سببها اختلال زمني؟؟؟؟؟ ..

هل لديكم تفسير آخر أكثر إقناعا .. لعل احد منكم قد مر بنفس التجربة .. أفيدونا .

تاريخ النشر : 2015-12-25

guest
49 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى