تجارب ومواقف غريبة

أنا والجني .. حكاية عشق وعذاب

بقلم : مصطفى – الولايات المتحدة

وكثيرا ما كنت اجلس ليلا في سطح منزلنا أراقب دلك الجبل

حصل ذلك قبل 8 أو 9 سنوات … كنت اسكن في حجرة فوق السطوح .. هو صراحة منزل العائلة ولكنني كنت أفضل دائما الوحدة .. ولذلك انعزلت في حجرة لوحدي في الطابق الثالث .. لا يزعجني احد ولا ازعج احدا .. وكان في مقابل منزلنا سفح جبلي يمتد لمسافة طويلة … وكثيرا ما كنت اجلس ليلا في سطح منزلنا أراقب دلك الجبل … فقد كان مخيفا وكان به طريق صعب ينزل منه الناس , وسبب سلوك الناس لهذا الطريق هو وجود منطقة مسكونة وراء الجبل .

في ذلك اليوم جلست كالعادة أراقب الجبل .. واستمتع بمنظر الليل وهدوء المكان .. فجأة رأيت نورا من بعيد وكأنه ينزل من الجبل .. شد انتباهي ذلك النور … فأعرته انتباهي .. بعد لحظات خيل إلي وكأن دلك النور رجل طاعن في السن يحاول نزول الجبل ولكنه بالكاد يستطيع ذلك … كان المشهد غريبا .. ولكن الحادث لم يكن غريبا .. فعادة ما ينزل شخص من ذلك الطريق … فقررت أن أساعده …

وهكذا نزلت من البيت قاصدا الرجل .. ولما اقتربت منه بمائة متر بدا الأمر مختلفا .. بدا وكان الرجل ليس رجلا .. وكأن ذاك النور قد تحول .. لم يتضح لي في البداية ولكنني بدأت أرى شبح فتاة .. كنت أريد الرجوع ولكنني لم استطع .. وكأن شيئا يدفعني إلى إكمال خطواتي .. ندمت كثيرا على خروجي .. أردت أن أصيح فلم استطع .. حتى اقتربت على بعد عشرة أمتار .. كان المنظر واضحا .. فتاة جميلة جدا بيضاء ذات شعر اسود … كانت تنظر إلي بعمق شديد … وكانت نظرات مخيفة جدا .. وكأنها تنضر إلى روحي وتستلها من داخلها .. كان منظرا مرعبا لن انساه .. في تلك اللحظة ظهر شخص آخر إلى جانبها ( لا أريد ذكر تفاصيل ) ولحسن الحض أن أبي كان عائدا إلى البيت من عند صديقه .. فرآني لكنه لم يكن يرى ما ارى .. كان يرى نورا فقط كما كنت أراه انا في البداية … فصاح بي مصطفى .. وكأني كنت نائما فأستيقظت .. ولكنني صرخت وسقطت مغشيا علي .. اسرع أبي إلي يجري ومعه اثنان من شباب الحي سمعا الصرخة …

اختفت الجنية ومن معها واقبل أبي يوقظني … وكان قد رأى النور وفهم ما جرى لأنه كان يعلم بوجود جن هناك … اخذني للبيت وكنت في حالة يرثى لها ..فقد كان كلام الجنية لي حول العشق والغرام .. ونظراتها المفزعة لي وكأنها تسحرني بذلك الكلام .. وكأنها تنتزع روحي من مكانها ولو لم يصل أبي في تلك اللحظة لكانت نزعت روحي وأصابتني بالجنون ..

في ذلك الليل لم انم .. كلما غفوت سمعت صوتا يناديني قادما من الجبل .. كان صوتا مفزعا ومرعبا .. لم يكن احد يسمع الصوت إلا انا وكأنه قادم من أعماق عقلي ومن داخله ..

في صباح ذلك اليوم قرر ابي اخذي الى فقيه الحي فقد كان صديقا له .. عله يتلو علي بعضا من القرآن الكريم ..

وهكذا .. ما أن هل الفجر حتى كنت أنا وأبي نخطو اولى خطواتنا في مصارعة الجن والشياطين .. لم نصلي ولكننا انتظرنا حتى اتى الفقيه من الصلاة .. فقد خاف أبي ان يلتهي بالصلاة واغيب عنه وانا حتى تلك اللحظة لم اكن أعي على نفسي ..

سلم ابي على الفقيه وابتعد عني خطوات وكلم الفقيه .. ولكنني سمعت الفقيه يقول له ليس هذا وقتا مناسبا للقراءة فلازال الوقت ليلا والجن تكون اقوى بالليل .. ونصحه بالعودة في العاشرة زوالا …

وهكذا عدنا اليه في العاشرة .. سألني الفقيه بعض الاسئلة وبدا القلق واضحا على وجهه .. اخذني وادخلني غرفة معه لوحدي … واطلقت زوجته البخور وهي تنظر الي بغضب شديد .. بدأ الفقيه يقرأ علي وعندنا لم اعد أذكر ما حدث .. ولكنني استفقت فجأة فرأيت الفقيه مغشيا عليه ورأيت الفتاة التي رأيتها في الجبل .. كانت غاضبة جدا وأمرتني ألا اعود الى هذا الفقيه النكرة ( علمت منها فيما بعد انه كان مشعوذا وكان يستغل كونه اماما للجامع في ممارسة الشعوذة ولم يكن اهل الحي يعلمون ذلك ) ..

استطاع ابي وابناء الفقيه ان يكسروا الباب لانهم سمعوا صراخ الفقيه واحسوا وكأن البيت سينقلع من مكانه .. فكسروا الباب ولكن الجنية كانت قد ذهبت .. بقي ابي يحادث الفقيه بعضا من الوقت ثم اخذني وعدنا ادراجنا للبيت بخفي حنين ..

لم اكن صغيرا في السن .. فقد كنت رجلا ذو 26 عاما .. وكنت اعرف ما يحيط بي وافهم واعرف كل شيء .. فعدت الى البيت مع ابي .. في تلك الليلة نمت لوحدي في حجرتي فوق السطوح رغم اصرار امي على ان أبيت مع اخوتي .. ولكنني كنت عصي السمع ونمت لوحدي .. في الليل سمعت شخصا يناديني … بقي النداء لاكثر من نصف ساعة .. ثم احسست وكأن شيئا تحرك من الجبل قاصدا نحوي .. اختبأت في ملايتي وندمت على مبيتي لوحدي .. لكنني صراحة الآن لا الوم نفسي لأني لم اكن في كامل وعيي .. احسست وكأن باب المنزل فتح .. وكأن شخصا صاعدا على الدرج .. ثم احسست به واقفا عند قدمي وانا نائم … ثم احسست بشخص ثان وثالث يدخلون البيت … رفعت الملاية لأرى فوجدت الجنية الجميلة واقفة عند قدمي ومعها شخص ثان مفتول العضلات شاخصا ينظر الي .. واما الشخص الثالث فقد كانت هرة صغيرة وكانت عيناها تشعان نورا ابيضا كالحليب .. اقتربت الجنية مني وجلست وبدأت تكلمني عن الحب والعشق .. أما أنا فكنت لا أعي على نفسي وكأنني كنت احلم .. بعد برهة دخلت أمي ورأت كل شيء فصرخت وسقطت واختفى الجن وجاء ابي واخوتي وحكت لهم امي كل شيء ..

لم يكن باليد حيلة فالشخص الوحيد الذي كان باستطاعته مساعدتنا لم يعد يكلم ابي خوفا من الجنية .. ولم نكن في البداية نعرف احدا .. وقرر ابي ان لا انام بعد ذلك وحدي ..

أيها الإخوة ان ما سيحصل لي بعد ذلك لمما تسير به الركبان وتتناقله الألسن .. فإلى اللقاء في الجزء الثاني من قصتي الغريبة والتي ما زالت لها آثار حتى الآن في حياتي رغم أنني شفيت من كل شيء .

تاريخ النشر : 2015-12-25

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى