تجارب من واقع الحياة

هل الموت هو الحل؟

بقلم : BYUNA

كم من مرة افكر بأنهاء حياتي لكنني اتذكر ربي و اعدل

أنا في 15 من عمري و قريباً سأدخل السادسة عشر. أبي توفي و انا في الرابعة ، إلا ان امي اهتمت بي وكذلك بأخي الذي يكبرني بستة اعوام و اختي الصغيرة التي تصغرني بعامين ، اغرقتنا بحنانها و عملت لتؤمن لنا راحتنا. نحن نعيش في بلدة تقريباً جميع سكانها من عائلتنا و كنا فيما مضى نحن الأطفال نتجمع فترة العصر للعب سواء كنا فتيان او فتيات ، لكن هنا المشكلة فعندما كنت في الخامسة مجموعة من الفتيات اخبرنني ان العب معهن لعبة و أنا لصغر سني و عدم فهمي لأمور الحياة تحمست الى ان اخبرنني قوانين و منهاج اللعبة الذي يدعو للريبة، قالت لي اكبرهن انني يجب علي ان ارافق احد الفتيان و نلعب معاً و حذرتني انه و حتى ان بدأ بلمسي او تعريتي فلا يجب علي فعل اي شيء لأنها قوانين اللعبة؟! تخيلوا كيف يمكنني فعل شيء كهذا؟ لقد تقززت و اخبرتهم انني لا اريد ذلك و لكنهن اجبرنني بل اناحداهن هددتني ان لم افعل ذلك فسوف تجعل احد العمال الهنود يسرقني و لأنني كنت خائفة قبلت !! لم اعلم ان حياتي ستنقلب الى جحيم ، حسناً ربما نقول ان اولئك الفتيات قد اجبرن.. كلا اصغرهن كانت في الثانية عشر في ذلك الوقت ..

حسناً بعد ذلك اخذني احد الفتية الكبار الى منزلهم و كنت اعتقد اننا سنلعب فقط لكنه ادهشني عندما سحبني لخلف الكنبة و نزع بنطاله فجأة امامي، تخيلوا كيف سيكون المشهد لفتاة في الخامسة من عمرها؟! و انا من الخوف بدأت الدموع تتجمع في عيناي و قلت له انني لا اريد و هممت بالمغادرة لكنه صدمني عندما امسك بنطالي و حاول نزعة.. انا في تلك اللحظة صرخت و توجهت الى المنزل و كنت خائفة من اخبار امي او اخي لذلك كتمته في نفسي،، صحيح انني لم اكلم اولئك الفتيات من بعدها لمدة شهر تقريباً و لكن عندما نلعب جميعنا يبدأ احد الفتية بدغدغدتي ربما هذا تصرف شائع.. لكن هل من الشائع ان يلمسني في اعضائي الحساسة؟ ربما يكون بغير عمد و لكنني متيقنة انه كان يتعمد ذلك لانه لا يلمسني الا في تلك الاماكن، لن اقول لكن جميع الأحداث التي جرت لي عندما كنت صغيرة لأن هناك الكثير الكثير من المواقف، لكن ما اردتكم ان تعلموه انني تعرضت للتحرش الجنسي اكثر من ٧ مرات من فتيان و فتيات و هذا فقط و انا لم اتجاوز الحادية عشر، جردونني من ملابسي، تلمسوا مناطقي الحساسة، حتى الفتيات من نفس جنسي هل هذا معقول بحق الإله!!!

حاولت ان انسى او بالأحرى ان اتناسى و قد نجحت في ذلك، و لكن الآن قد عاد لي هذا الكابوس من جديد … الحمد لله انا على قدر كبير من الجمال “على حسب كلام من رآني و أمتدحني” و انا طويلة و لكن ليس بذلك الطول المخيف، و الحمد لله انني من الاوائل في فصلي و المدرسة بشكل عام، و غالباً ما يتم مدحي امام الفتيات الأخريات لما ذكرته من صفات و لاخلاقي ، و لكنهم يتذمرون انني فتاة منطوية بشكل كبير و خجولة و انني لا اخرج من بيتي الا قليلاً ؟! حتى انني اصبحت اتقزز من الذي يعانقني.. حتى أمي.. تتخيلون معي كيف لفتاة تتقزز من احتضان امها؟ .

اصبحت مهووسة بترك مسافة بيني و بين اي شخص.. لكن احمد الله بدأت صديقاتي بكسر هذه الحواجز و صرت الآن منفتحة قليلة على المعانقة بحكم ان صديقاتي غالباً ما يعانقنني في المدرسة. اصبحت ارتاح كثيراً في المدرسة.. لكن (يا فرحة ما تمت) فقد بدأ ايضاً هذا الكابوس في المدرسة ، و اصبح لدي العديد من ” المعجبات” سواء في فصلي او في فصول عليا او فصول دنيا، قلت ربما فترة و ستمضي ولكن لا، لقد زاد عددهن و اصبحت اشعر بالقلق مجدداً ، فقط في فصلنا هنالك اكثر من ٤ فتيات معجبات بي و احدهن في الحقيقة تجرأت و قبلتني!! يا الهي اردت الصراخ لكنني تماسكت و حمدت ربي انه كان في وقت الفسحة و ذهبت بأقصى ما لدي من سرعة لأغسل وجهي بالصابون، و فتاة اخرى تجلس بجانبي و في منتصف الحصة تقترب بشكل كبير من وجهي و تهمس ” انا احبك” و ” انتي جميلة جدا” ولا تختار هذا الا في وقت شرح الاستاذة لكي لا اهرب منها!! صرت اخاف الجلوس بجانبها لأنها تخيفني بحركاتها و كلامها.. و هناك آخريات و واحدة جديدة لم اكن اعلم انها معجبة بي.

في يوم من الأيام كنت واقفة بجانب السبورة و اتكلم مع صديقتي اذ بي اشاهد اثنتين من صديقاتي يلتفن حولي و يعانقنني!! انا ابتسمت و بادلتهن العناق لكن ما فاجئني احداهن تهمس في اذني، استغربت حركتها لأنهن يعلمن مقدار كرهي لأي احد يهمس في اذني او يتنفس في رقبتي و لكن هي همست لي ” اثبتي و انظري نحو فلانة انها معجبة بك و نحن كنا نراقبها منذ زمن!!” و ختمت كلامها بقبلة على وجنتي و انا اصطبغت كلياً باللون الاحمر ، بالرغم ان صديقتي انتهت من كلامها الا انها لم تفك العناق الى ان ظهرت تلك الفلانة و صرخت” ابتعدي عنها” و انا هنا شتمت في عقلي على حظي السيء و ابتعدت عنهن بابتسامة متعبة..

حتى عنما امشي في رواق المدرسة فتيات يصرخن لي من بعيد “أنتي جميلة” و أحيانا يجلبن لي الورود و الهدايا و عندما ارفض بأدب يعدن بعد ايام ليعطينني اياها مرة اخرى، حتى عندما اكون امرح مع صديقاتي تأتي احدهم و تهمس في اذن صديقتي من دون علمي او انتباهي و بعد ذهابها تخبرني صديقتي ان تلك الفتاة معجبة بي و انني جميلة.

لقد تعبت حقاً و للأسف لم يقتصر الامر في المدرسة ، جحيمي هذا انتقل الى حيثما اذهب!! حتى في المراكز التجارية الكبيرة ، فذات يوم امي قررت الذهاب لشراء مستلزمات البيت و الطعام و انا حيث كنت اشعر بالملل ذهبت معها و اختي الصغرى ترافقنا، و من عادتي عند الذهاب للتسوق ابتعد عن امي و اختي و اخذ لي عربة تسوق و اجمع ما احتاج ثم اذهب لهن عندما ينتهين، و في تلك المرة كرهت نفسي لبقائي وحدي، فأختي الصغرى ذهبت مع امي الى جهة الاطعمة اما انا فتوجهت لقسم العناية بالبشرة، و حسناً في البداية لم انتبه لمن يلاحقني لأني لا اكترث و تجاهلت كل من حولي، لكن بعدها بدأت اشعر بشخص يتبعني حيثما اذهب من ركن لآخر و عندما انظر إليه يتظاهر بأنه يعاين إحدى المنتجات، بدأت اشعر بالقلق لاسيما و ذلك الركن كان فارغ تقريباً لذلك انا تظاهرت انني اخذت ما اريد و توجهت بسرعة لركن الاطعمة و لسعادتي كانت امي و اختي امام عيني لكنهن يعطينني ظهرهن بحكم ان امي كنت تعاين احدى المنتجات، و لكي انبه ذلك الملاحق ان امي لا تبعد عني الا قليلاً ناديتها و لوحت لها بيدي و قالت لي لا تبتعدي كثيراً و انا أومأت لها ، شعرت بالسعادة لأن ذلك الملاحق اختفى لدقيقة، بقيت مكاني اعاين تلك المنتجات ، و إذا بذلك الملاحق يقف بجانبي يتظاهر بأنه يعاين ذاك الشيء، لم افعل اي شيء و تجاهلت و انا ادعوا بداخلي ان يذهب سريعاً و اذ بي احس شيء ما يتلمس اسفل ظهري، و انا من خوفي تجمدت في مكاني، و في النهاية كان نفس الشخص يتظاهر انه يمشي من خلفي ليذهب للجانب الآخر و انا حدقت به بصدمة، ما لبثت ان ابتعدت عنه تماما و التصقت بأمي، حرفياً التصقت بها و هي تعجبت اذ انني نادراً ما ابقى معهن وقت التسوق، و الى وقتنا هذا و انا لم اجرؤ ان اخبرها عما حدث ذاك اليوم.

موقف اخر حدث عندما كنا ذاهبين لمركز تسوق كبير لكنه كان مقسم لعدة مبانٍ منفصلة اذ ان هناك مبنى للأزياء و مبنى للأجهزة و الادوات المنزلية و مبنى لمستلزمات الطبخ و الاغذية و العناية بالبشرة قلت لأمي انني اريد الذهاب لتفقد الازياء و هي لم تمانع أعطتني مبلغ من المال و امرت اختي بالذهاب معنا، بعد تسوقنا لما يقارب نصف ساعة اكتشفت ان هنالك شاباً يلاحقنا و أينما نخطو، خطواته تكون خلفنا تماماً ولأنني تعايشت مع هذا فأنا تجاهلته تماماً و لكن اختي عندما لاحظت شعرت بالخوف و قالت لي لنذهب لكنني قلت لها توقفي لحظة و اخذت اعاين العطور الموجودة هناك، و لكنه تمادى بالفعل اذ انه وقف امامي مباشرة و ينظر لعيني لذا انا تنهدت و قلت لأختي ادخلي في الممر و لنذهب للمحاسبة، و بينما نحن نسلك طريقنا و اذا بأختي تنظر خلفي و اذ بالرجل يمشي خلفي تماماً لا تفصل بيننا الا خطوات هي شهقت و امسكت بالعربة التي تحمل الملابس و حقيبتي و اسرعت تركض للمحاسبة و لأنني كنت انتعل كعباً عالي لم استطع الركض، بدأت امشي بسرعة و انادي اختي بصوت منخفض و لكن هيهات لقد اختفت من امامي ، انا من خوفي اسرعت في مشيي ولم التفت للخلف و فجأة اذ بي اشعر بيد ذاك الرجل تمسك كتفي و من صدمتي استدرت له بعينين متوسعتين من الصدمة هو قال ” انتظري لحظة” و اخرج شيء من جيبه ولأنني كنت خائفة لم أبالي بأي حذاء عالي و ركضت بكل سرعتي ، اذ بي اجد اختي قد انتهت من المحاسبة، كنت على وشك شتمها لتركي وحدي لكنني قررت السكوت تلك اللحظة.  

عندما خرجنا قاصدتين السيارة رأينا امي و هي تدخل الأشياء التي اشترتها ، و كأنه لم يحصل لي شيء توجهت لها و قلت ” امي اشتريتي لي جالكسي” و امي قالت انها نسيت و اعطتني مبلغاً اخر من المال و قالت لي اشتري ما تريدين و اجلبي معك خبزاً للعشاء ، توجهت لمبنى الأغذية لكنني اولاً قررت انني اريد شراء كريم معطر للجسم برائحة الخوخ ، توجهت للقسم المخصص له و لكنني لم اجده لذلك انا استدرت بنية الرجوع و كنت امشي في ممر كان مخصص للفوط الصحية اذ بي ارى نفس الرجل ، من صدمتي أحسست بوجهي يشتعل و شهقت بقوة !! أكملت طريقي بهرولة سريعة و اخذت ما اردته و خرجت بسرعة.

 موقف اخر حدث قبل ايام قليلة عندما كنا في حديقة عامة مع اثنين من صديقاتي و اختي و امي، قررنا الذهاب للمشي و امي تعبت بعد الجولة الاولى و قلنا لها اننا سنكمل الجولة الثانية ، ما لم تلحظه امي هو مجموعة من الشباب كانت تمشي خلفنا، لم نعطي لهم بالاً و لكنهم جلسوا امام مكان جلوسنا في الحديقة ، نحن استرحنا قليلاً ثم قررنا بدأ الجولة الثانية و من اولئك الشباب تحرك فقط واحد منهم و مشى خلفنا، اينما ننعطف ينعطف خلفنا مباشرة، انا لم اكن اعلم في البداية انه من نفس تلك المجموعة من الشباب ، عند وصولنا لمكان جلوسنا و ارتحنا قليلاً اقترحت صديقتي جولة أخرى ووافقنا ، و حسناً تبعنا ثلاثة من نفس تلك المجموعة و أختي التي كانت تراقبهم شعرت بالخوف و أصرت على الرجوع و نحن أكملنا طريقنا نتجاهلها و بالطبع هي رجعت لتمشي معنا، بعد فترة من المشي كان أولئك الثلاثة يقابلوننا و نحن نمشي باتجاههم و نتجاهلهم ، انا كنت احادث صديقتي اذ بي ارى شيء يحط تحت قدمي مباشرة، في البداية كنت اظنها ورقة عادية ، لكن بعد تأملها كانت ورقة مطوية بعناية و على سطحها قلب صغير، تجمدت في مكاني من صدمتي، صديقاتي لم يخفى عليهن رجفتي الواضحة لذلك امسكن يدي و سلكنا طريقاً مختصراً، إذ بنفس أولئك الفتيان أمامنا، اختي اختبأت خلفي لكني كنت اشد خوفاً منها، تقدم لي احدهم و انا حاولت ان اكون شجاعة و قلت له : “ممكن لو سمحت تبعد عن طريقنا” ، لكنه فاجئني عندما سحب يدي من يد صديقتي و قال “ممكن اتعرف عليك؟” . في تلك اللحظة ارتجفت و سحبت يدي منه و التففنا لنغادر بأقصى سرعة، رأينا شباناً اخرين يمشون في ذاك الطريق لذا صديقتي اوقفتهم و شرحت له ما حصل و قالوا لنا بأن نمشي امامهم ، الحمد لله انهم كانوا متواضعين ومتفهمين لموقفنا، لم نخبر امي بما حدث خوفاً انها لن تتركنا نخرج مجدداً لأن امي تقلق على ادق التفاصيل الصغيرة.

ربما تقولون انه يجب علي البقاء مع امي لكن حتى و ان فعلت فأنهم لن يذهبوا او يختفوا من حياتي، ربما تقولون ان امي غير مهتمة، بالعكس امي هي اعظم ام و يكفيني انها اتت لي بما اريد و اغرقتني بحنانها، ولكنني لا اريد إقلاقها بما يحدث لي، ربما ايضاً تقولون انني اتبرج او البس ملابس ضيقة و فاضحة لذلك اجذب هؤلاء الأشخاص… نعم ربما أتبرج لكنه ليس بذاك التبرج الذي يحولني إلى مهرج، فقط تبرج خفيف جداً بالكاد يلحظ، ملابسي هي الاخرى لا يمكن ان يقال عنها فاضحة اذ انني ملتزمة و لله الحمد ارتدي العبائة و الحجاب ..لكن بعض خصلات شعري تظهر بحكم ان شعري بارز للأمام و لا استطيع التحكم به.

في النهاية هذه القليل فقط من المواقف التي حصلت معي، لم احبذ ذكرها جميعاً لأنني ربما سأكتب مقالاً ..

كنت حقاً مترددة في نشر قصتي لكنني لم استطع التحمل و اقسم بالله ان كل حرف كتبته صحيح، و من لم يصدق له الحرية ، لقد تعبت حقاً و لا استطيع الاكمال… كم من مرة افكر بأنهاء حياتي لكنني اتذكر ربي و اعدل عن هذا القرار… هل هنالك اسباب اجهلها ؟ هل من حلول؟ الا يمكنني فقط انهاء حياتي البائسة؟

تاريخ النشر : 2016-02-07

guest
43 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى