تجارب من واقع الحياة

مشاعر الشك .. هل هي في محلها ؟

بقلم : مجرد عابرة – العراق

والمصيبة أني لا استطيع البوح له بشكوكي

لدي مشكلة خاصة وارجوا منكم مساعدتي بوجود حل لها.. انا متزوجة ابلغ من العمر١٨عاماً ، تزوجت منذ سنة ونصف تقريباً ، زواج مبني على الاتفاق والمحبة من كلا الطرفين ، نحن من اختار بعضنا البعض ، زوجي يكبرني من بعشرة اعوام ، نحن متفقين تقريباً ولا توجد بيننا مشكلات فعلية ، غير انه يقول لي دائما أنني قليلة خبرة ، لكن هو لا يتجاوز هذه الانتقادات البسيطة وأنا أيضا .. وانا كأي زوجة تفتش وراء زوجها في عالم النت وماذا يخوض به ، فهو لا يسمح لي بأن المس هاتفه وانا ايظاً لا اريد ذلك ، فهو بالنسبة لي اختراق للخصوصية وشي غير محبب .. المهم في أحد الأيام زوجي أعطاني هاتفه القديم وهو اشترى هاتف جديد ، وبينما كان الهاتف لدي كنت اكتب في البحث أحرف معينة فظهرت لي كل الرسائل القديمة التي في الهاتف وكل الارقام ، لكن الرسائل لا تظهر كاملة ، فقط المقدمة ، وقد وجدت انه كان يكلم امرأة وبينهما رسائل عشق وغرام ، وأنا حزنت جداً وكاد قلبي يخرج من صدري من شدة خفقانه ، وحين صارحته كان يغير الموضوع ويسكر عليه بأستمرار حتى انه اخذ الهاتف لمحو الرسائل لكنها لم تمحى .

المهم قلت بيني وبين نفسي أن لا اكبر الموضوع ، هي مجرد نزوة عابرة لا أكثر ، أنا زوجته وحبيبته اما هي فلا شيء ، ولكن رغم هذا كلامي أصريت بغباء على متابعتها والبحث عنها بكل مواقع تواصلك الاجتماعي ، لكني لم اجد اي اثر لها .

وفي إحدى الليالي كنت وحيدة فزوجي قد سافر للدراسة في خارج القطر ، وبينما كنت ابحث في مواقع تواصله الاجتماعي ، كعادتي ابحث عن تلك المرأة ، وجدت أسما لحساب قريب على اسمها ، فقلت قد تكون هي ، إذ كانت تعلق على كل منشوراته وتعطي اعجابات وهو يجيبها ولا يجيبني انا زوجته .. وكانت اجاباته لها فيها نوع من اللطافة ، ولكنه كان كذلك مع كل أصدقاءه وصديقاته ، فأرسلت لها طلب صداقة ، فأجابتني من انتي ولماذا تبعثي لي طلباً انا بالذات ، قلت لها بعثته هكذا عن فراغ ولماذا انتي لا تضيفين اشخاص لا تعرفيهم ، قالت بلى أضيف ولكن قولي من أنتي ، فقلت لها خلاص سوف الغي الطلب مادمتِ لم توافقي ، وكان هذا قبل اسبوعين تقريباً .

لم ينتهي الموضوع عند هذا الحد ، إذ بقيت افكاري المريضة والمجنونة تسيطر علي بدون القدرة على توقيفها ، فقلت بيني وبين نفسي ممكن تكون تعرف انا زوجته فلم تقبل طلبي ولهذا سأعمل حساب جديد وادخل لها واجرب هذه المرة . وبالفعل قمت بعمل الحساب وارسلت لها طلباً فقالت نفس الحديث السابق ، من انتي وماذا تريدين ولماذا انا بالذات! .. فزاد شكي لشدة ترددها في قبول الصداقة ، أحسست أنها تنتظر قدوم شخص معين ، لكني لم ايئس ، فكلمتها على اساس اني فتاة احب التعرف على الناس لا أكثر وأعطيت لها تفاصيل مزيفة وشخصية لا تشبهني على ارض الواقع ولا تمت بأي صلة لي .

أحسست انها صدقت كلامي ولكنها ضلت تبحث عن الثغرات وتقول لي الم تقولي هذا قبل قليل الم تقولي ذاك .. وهكذا .. لكن بالنهاية تكلمنا ، فتكلمت انا عن مواضيع الحب والغرام ورويت لها قصة مزيفة عن حبي لشخص قصة مأساوية ..المهم قالت لي انه لا يوجد حب في هذه الحياة وقالت انها تحب شخص وهو الآن قد سافر ، فراح كلامها هذا يخترق اعماقي كالسيف ويمزقني حزناً وخيبة وصرخات مكتومة ، صار قلبي يخفق بشدة ، وقلت وماذا بعد حدثيني عن حبيبك ، قالت سنتزوج قريباً اسافر له ونتزوج هناك وبعدها نعود لبلدنا ، فقلت لها لماذا ؟ .. وقد شككت لحظة بأنه قد يكون مجرد شخص آخر من تتكلم عنه وليس زوجي ، فأكملت هي حديثها قائلة انه لا يستطيع الزواج بها في بلده لأنه لدية ظروف خاصة ولا يستطيع إقامة مراسيم وكذا ، فقلت لها لماذا هل هو متزوج ؟ ، فقالت نعم ما أدراكِ ، فقلت لها انتي مجنونه كيف تريدين هدم حياته وحياتك هكذا ؟ كيف تريدين هدم حياته مع زوجته ؟ ، فقالت أوه أرجوكِ لا أريد التكلم عن زوجته ، فقلت لها لماذا ؟ ما بها زوجته ؟ هل هي امرأة غير جيدة ؟ ، فلم تجب وقالت لا هي لا تهمني ولا تهمه ايظاً فهو لا يهمه رأيها ، فأنهالت علي كلماتها كالصاعقة ، وصرت اموت قهراً بكلامها ، ألا يكفيه الخيانة بل ويتكلم عني امامها ويقول اني لا اهمه ، من هذا الانسان ؟ هل هو زوجي الذي تزوجنا انا وهو عن قبول وايجاب وحب ؟ . زوجي الذي وثقت به وجعلته تاجاً فوق رأسي ، زوجي الذي لم اعرف رجلاً غيره في حياتي ، ولكن بدا لي من كلامها أنها تكذب فأحياناً تقول انه هو المصر على الزواج منها واحياناً تقول انها سوف تنتحر أو تتزوجه ، وتارة تقول انها لا تقنل نفسها إذا لم يتزوجها ، واحياناً تقول انهم لم يفترقوا ، واحياناً تقول انهم افترقوا منذ سنة ونصف والآن عادوا … أحسستها شيطان مريض لا تستطيع ان تأخذ كلمة صدق من فمها الكاذب ، وقالت انها سوف تذهب له في بداية السنة المقبلة أو نهاية هذه السنة ، المقصود 2015 .. وها نحن قد دخلنا في 2016 وها نحن سنختم الشهر الأول من السنة وأنا وزوجي نتحدث والحمد لله في كل يوم وعلاقتنا جيدة كما كانت لم تتغير ووعدني انه سيأخذني بعد ٦شهور إليه للسكن معه.

أنا موضوع التعداد (تعدد الزوجات) شيء كابوس بالنسبة لي فلا أطيق حتى سماع هذه المسألة ، مع العلم ان القانون لديناً ينص شرطاً على موافقة الزوجة الأولى لكي يتم الزواج من الثانية ، وفي خارج البلاد في الاتحاد الاوربي لا يجوز بتاتاً الزواج بأخرى ، وللزواج يتطلب معلومات كافية للتأكد من عدم زواج الطرفين في بلادهم ، ولكن مع كل هذا أنا أتدمر كل يوم يمر علي ، صرت اشك بكل كلمة يقولها زوجي ، اشك بمصداقيته وحبه لي ، واشك اني قد لا اكون اكفيه ، واموت قهراً وحسرة في كل يوم ، الكآبة تأكلني ، صرت أحيانا أميل إلى افتعال مشكلات معه .

والمصيبة أني لا استطيع البوح له بشكوكي المريضة ، لا اريد ان اقول له حتى لا يأخذ علية نظرة اني جاسوسة ومتسلطة ، دعوت الله كثيراً ان تكون مجرد فتاة كاذبة فأنا سأتركه ان حاول او فكر يوماً بمسألة أن يتزوج علي ، وهذا ليس مخالفاً للشريعة ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ..

ساعدوني كيف أتخلص من هذه الشكوك واعود لطبيعتي أحب زوجي كالماضي وأسامحه ، وهل هي كاذبة من وجهه نظركم ؟ .. وأتمنى عليكم أخواني وأخواتي الكرام الرد علي بعدم جرحي أو إحباطي فأنا لا ينقصني ذلك وأتمنى قراءة ردودكم بهذا الموقع الرائعة الذي بث مساحة ننشر بها مشاكلنا .

تاريخ النشر : 2016-02-07

guest
116 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى