أدب الرعب والعام

حلم

بقلم : غريبة الأطوار – سوريا

ما هذا الحلم الغريب !

في صباح ذلك اليوم.. فتحت سلمى عيناها و نهضت من على السرير .. رتّبت سريرها .. غسّلت وجهها.. نظّفت اسنانها..و سارت باتجاه غرفة النوم , لتمشّط شعرها..

امسكت بفرشاة الشعر , و نظرت الى نفسها بالمرآة.. لكنها رأت شيئاً آخر لفت انتباهها..شيئاً جعلها مندهشة جداً !

فسريرها المنعكس في المرآة , لم يكن فارغاً .. يبدو ان احداً ما نائماً على سريرها ..

دقّقت النظر اكثر.. فرأت نفسها نائمة على السرير !

فارتبكت !! و وقعت الفرشاة من يدها .. و ذهبت ببطء باتجاه سريرها , لتنظر الى نفسها..

و هنا !! استيقظت من نومها مجدداً ..

– سلمى : آه !! لقد كان حلماً داخل الحلم.. غريب فعلاً !

ثم نهضت من على السرير.. رتّبت سريرها .. غسّلت وجهها .. نظّفت اسنانها..

و سارت باتجاه غرفة النوم , لتمشّط شعرها..

امسكت بفرشاة الشعر و نظرت الى نفسها بالمرآة , و بدأت بتمشيط شعرها..

لكنها نظرت نظرة خاطفة على سريرها , فوجدته فارغاً

– سلمى : يا غبية..أتعتقدين انك ما زلت نائمة ؟!

ثم انتهت من تمشيط شعرها .. و ارادت الذهاب الى المطبخ لعمل القهوة

لكن قبل ان تتحرّك من مكانها , لمحت شيئاً ! ..ففركت عينيها مجدداً , لتتأكّد

– سلمى : يا الهي ! انني نائمة على السرير

مشت ببطء نحو سريرها , و هي تنظر الى نفسها

فاستيقظت مجدداً !!

– سلمى : ما هذا ؟! حلمان داخل حلم ؟! أيعقل انني احلم الآن ايضاً ؟!

نهضت من على السرير .. ثم نظرت اليه .. نعم .. مازال فارغاً ..

ذهبت لتغسل وجهها .. و نظّفت اسنانها .. ثم عادت تنظر الى السرير .. جيد !! مازال فارغاً

ارادت ان تمشّط شعرها , لكنها خافت ان تكتشف انها في الحلم مجدّداً

فذهبت لعمل فنجان من القهوة ..و عادت مسرعة الى غرفة النوم , و الفنجان يهتزّ بيدها

نظرت الى السرير .. فوجدت نفسها نائمة !

-سلمى غاضبة : يا الهي !!! ما الذي يحصل معي ؟! ما هذا الحلم الغبي الذي لا ينتهي ! هل عقلي يحاول ان يلعب معي ؟! حسناً !! لن اعود الى السرير !! لا لن اعود !! و سأبقى مستيقظة الى ..

ثم سقطت على الأرض مغمياً عليها

و استيقظت مجدداً و هي فوق السرير

تصرخ بدهشة و غضب :

– سلمى : لا !! لا !! لا !! ما لذي يحصل معي ؟!! هيا يا سلمى استيقظي من هذا الحلم السخيف !! هيا استيقظي !! قلت استيقظي الآن !!!!!

و ظلّت تحثّ نفسها على الإستيقاظ , لكن لم يحصل شيء

– سلمى : جيد !! هذا يعني انه انتهى الحلم اخيراً .. لكن كيف اتأكّد ؟! ماذا عليّ ان افعل ؟ ….آه وجدتها !!

سأخرج الآن من غرفتي .. و لن اعود اليها , حتى حلول المساء .. و بذلك اكسر هذه الحلقة المفرغة اللعينة !!

فذهبت الى المطبخ , و عملت فنجان قهوة

كانت نيتها ان تذهب فوراً الى غرفة المعيشة .. لكنها لا تدري كيف وجدت نفسها في غرفة النوم

– سلمى : لا ! غير معقول ..ايتها الغرفة الملعونة !!!! سأخرج منك حالاً .. سترين !!

فمشت الى خارج الغرفة باتجاه غرفة المعيشة , لكنها تفاجأت بأنها خرجت بالفعل من غرفة المعيشة باتجاه غرفتها

-سلمى : كيف تعاكست الإتجاهات ؟! مالذي يحصل معي ؟ هل اثّر ذلك الحلم الغريب على دماغي ؟! طيب .. اتريدينني ايتها الغرفة ان اذهب اليك .. اذاً سأذهب !! و ارى ما تخبئينه لي هذه المرة ..

و عندما مشت باتجاه غرفة نومها , وجدت نفسها في غرفة المعيشة

– سلمى : لحظة ! أأنا في غرفة النوم , أم في غرفة المعيشة ؟!

فأغمضت عينيها , و فتحتهما لتتأكّد..فوجدت نفسها في غرفة النوم

– سلمى : آها .. اذاً دماغي بدأ يتسلّى بي ..حسناً !! سأتجاهل كل هذه السخافة .. لحظة واحدة ! ياه كم انا ساذجة.. فأنا اساساً صنعت القهوة , و ذهبت مباشرةً الى غرفة نومي.. على كلٍ , لن ارهق تفكيري اكثر ..

ثم رشفت رشفة من القهوة

– سلمى : ماذا ! ما هذه القهوة الرديئة ؟! لما ليس لها ايّ طعم ؟! أفقدت حاسة التذوق ايضاً ؟ لكن رائحتها قويّة..آه ما اجمل رائحة القهوة..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
– ام سلمى : هيا تعالي لنشرب القهوة في غرفة المعيشة
– ديمة: حسناً ….قادمة

و بعد ان ذهبت الأم و هي تحمل صينية القهوة الى الصالة .. عادت ديمة و نادتها (من داخل الغرفة) بصوتٍ عالي :

-ديمة : اوه ! امي !! امي تعالي بسرعة !!

فعادت الأم و أطلّت من الغرفة , و استفسرت بدهشة :

– ام سلمى : ماذا هناك ؟!
– ديمة : انظري !! سلمى تحرّك جفنيها لأول مرّة , منذ شهور

– ام سلمى بفرحٍ عارم : ماذا ! .. آه نعم .. نعم بالفعل !! لقد بدأت تتحرّك ! .. الحمد لله !! اشكرك يا ربي !!

-ديمة : يا رب اجعل اختي سلمى تفيق من غيبوبتها , عاجلاً غير آجل !!
– ام سلمى : آمين يارب !! آمين

تاريخ النشر : 2016-02-09

guest
33 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى