تجارب ومواقف غريبة

ليلة الرعب في مخزن مطاوع

بقلم : مدمن رعب – مصر

لن انسى ما حييت تفاصيل تلك الليلة المرعبة ..

السلام عليكم إخوتي أعضاء موقع كابوس , لطالما ذكرنا المخازن والمستودعات القديمة التي تقبع في أماكن هادئه وخاليه تماما من البشر او معزوله في اماكن ليس بها سكان , فأعلم جيدا ان هذه الاماكن لن تكون من اجلك إن جلست فيها او قضيت بها ليله بمفردك فحتما سوف يحدث شئ يرعبك او قد تتأذي من سكان هذا المكان الغير مرئيين , واظنك قد عرفتهم .. نعم انهم هم ما تفكر بهم الآن .. شركائنا في العالم الآخر ..

والآن سوف ندخل معا عزيزي القارئ الى تفاصيل قصتي التي حدثت معي منذ عدة اشهر مضت وربي يعلم انني لم اتخيل وكل ما سوف اخبركم به هو الذي حدث معي لا اكثر ولا اقل والله على ما اقول شهيد.

كنت وقتها قد قدمت ملفي الشخصي لإحداى الشركات الخاصه للعمل كحارس امن (سكيورتي) , وما خدمني في ذلك ان عمري 23عاما ومؤهل متوسط وكانت تلك من المواصفات المطلوبه , وتمت الموافقه والحمد لله استلمت العمل واستلمت مهماتي ايضا وهي الزي الموحد لافراد الامن , وبعد ذلك جاء المشرف المسئول عن افراد الامن ليدلني على مكان عملي الذي سوف اقوم بحراسته , وبكل احترام تعرفنا على بعضنا وقال لي انت اليوم مع زميلك على المكتب الرئيسي للشركة , وقال اعرف من زميلك كل شيء عن العمل وذهب .

جلست مع زميلي نشرب الشاي ونتكلم عن اساسيات العمل وكل شيء على ما يرام وانتهى اليوم وفي اليوم التالي ذهبت الى مكان آخر من اقسام الشركه حتى اتعرف على الاماكن التي سوف اتنقل اليها في الشركه طوال فترت عملي .

ومرت الايام , وبعد اسبوعين تقريبا جاءني مشرفي في العمل وقال لي رتب اغراضك واتبعني , فقمت بجمع اغراضي وركبنا السياره وانا لا اعلم اين سنذهب , فقلت ربما سوف ينقلني الى مكان اخر في الشركة , ولكن خرجت السياره من الشركه وسلكت الطريق الرئيسي كأننا سوف نذهب الى مكان آخر خلاف الشركة , فسألت المشرف الى اين نحن ذاهبون , فتبسم وقال لا تقلق سوف ارسلك الى مكان سوف تحبه كثيرا .

بعد نصف ساعة تقريبا انحرف السائق بالسياره الى طريق زراعي تكسوه الاشجار والنخيل , وبعدها بعشرة دقائق رأيت على جانب الطريق منطقه شاسعه يحيطها سور كبير وبوابة ضخمه ويوجد فوق البوابه لافته خشبيه كبيره ومدون عليها (مخزن مطاوع للاخشاب).

توقفت السيارة امام المخزن ثم قال لي المشرف تفضل حتى اخبرك بما ستقوم بحراسته , فنزلت معه ودخلنا من باب صغير في البوابه الكبيره الذي يمر منه الافراد , وبعدما دخلنا قال لي سوف تظل تأتي بهذا المكان لمدة ثلاثة ايام حتى يرجع الرجل المكلف بحراسة المكان لأنه قد سافر الى بلده لزيارة اقاربه , اتفقنا فقولت له انشاء الله , وقال هناك بالداخل اثنين من الموظفين المسئولين عن الاخشاب اذا احتجت معرفة شيء فأذهب إليهم واسألهم , والآن اتبعني حتى اقول لك من اين سوف تنير كشافات الاضاءة في الليل .

كانت لوحه كهربائيه كبيره بها مجموعه من المفاتيح مقسمه وتحت كل ثلاثة مفاتيح مدون اسم المكان الذي سوف تقوم بإضاءته , وكانت اللوحة بين مسجد صغير و دورة مياه اكرمكم الله , وبعد ذلك قال سوف اذهب انا الى الشركه الآن , هل تحتاج شيء آخر ؟ .. فقلت له لا اشكرك , فقال اقفل بوابتك و ابقى بالداخل ولا تترك المكان , وبين حين والآخر قم بالمرور على المخازن الداخلية واذا احتجت شيء اتصل بي .. وداعا.

فقمت بغلق البوابه الصغيره واخذت اتفقد المكان واليك عزيزي القارئ المكان من الداخل بالتفاصيل , سور كبير يحيط المكان بأكمله وله بوابه كبيره , وهناك باب صغير في البوابة للافراد , وعلى الجانب الايمن من الداخل للبوابة يوجد مسجد صغير للموظفين الموجودين بالمخزن و دورة مياه اكرمكم الله واستراحه صغيره ايضا مؤلفه من طابقين , الطابق الاول به مدخل بطرقة تمتد إلي ثلاثة مكاتب للموظفين , والطابق الثاني به استراحه لصاحب المكان ولها سلم من الخلف ومغلقه لا احد فيها ,  وخلف الاستراحه حديقه صغيره بها اشجار وزهور . أما عن الجانب الايمن للبوابه فهناك حظيرة ايضا مغلقه وامامها سور صغير له باب خشبي , وبعد الحظيره والاستراحه من الخلف ثلاثة مخازن , واحدا به اخشاب لصاحب المكان وهو تاجر اخشاب , والمخزنين الآخرين بهما اعلاف حيوانية (ذرة صفراء) وهم لشركتنا , فعرفت ان شركتنا قامت بستأجار المخزنين من صاحب المكان , وفي الوسط طريق ممتد الى الثلاث مخازن وعلى جانبيه ايضا بعض النخيل .

وبعدما تفقدت المكان اعجبني صراحتا لأن تصميم الاستراحه كان قديما بعض الشيء وانا احب الاماكن القديمه , ورجعت الى المكاتب فرأيت اثنين منهما مغلقين والثالث بابه مفتوح , فقلت هل من احد هنا , فأجبني الموظفين تفضل , فدخلت وتعرفت عليهما , كان احدهم امين لمخزن الخشب , والآخر جنايني مزارع لرعاية الحديقه والحظيره , وسألني الجنايني أين زميلك الذي سوف يرافقك هنا ؟ .. قلت له انا بمفردي , فهز  رأسه وقال لي جيد .. أانت جديد في العمل ؟ , قلت نعم انا في الشركه منذ اسبوعين فقط , فقال اعتني بنفسك ولا تخرج وتترك المكان لأننا سوف نرحل بعد قليل , فسمعت صوت بوق سيارة في الخارج , وقال لي الجنايني اذهب وافتح البوابه انه ابن الحاج صاحب المكان لقد أتي بأكل الكلاب , فذهبت واستلمته منه و أغلقت البوابة , و جاء الجانيني وقال لي اتبعني حتى نطعم الكلاب , و ذهبنا الى الحظيره وفتح الباب الخشبي الخارجي للحظيره فرأيت اثنين من الكلاب الضخمة , فقلت له أيمكن ان يؤذيني احدهما , فقال لا انهم هادئين جدا ولا خوف منهم , فقلت له وماذا يفعلون هنا ؟ , قال زوجة الحاج لا تحب الكلاب فرفضت ان يعيشوا معهم في المنزل فأتي بهم ابنها الى هنا , وكل يوم يحضر لهم الطعام , والآن سوف ادخل الحظيره لإطعام الكلاب ثم نتوكل على الله انا وزميلي .

وكان الجنايني يضع دراجته البخارية في الحظيرة , فجاء بها ثم خرج له زميله من المكتب واغلقه وركب معه وفتحت لهم البوابه ثم قالوا لي هل تحتاج شيء قبل ان نذهب ؟ , فقلت لا شكرا , وذهبوا واغلقت البوابه وجلست وحدي على كرسي خشبي كان بجانب البوابه واخرجت جوالي وبعد فتره قليله من اللعب على الجوال سمعت صوت سيارة بالخارج ففتحت الباب الصغير في البوابه لأرى من بالخارج , انه مشرفي جاء ليعطني الغداء , فقال لي ما الاخبار وكيف حالك ؟ , فقلت له بخير وكل شيء على ما يرام , فقال لي احسنت اعتني بنفسك .. وداعا.

وأقفلت الباب وجلست اتناول الغداء , وقبل ان انتهي جاءت من الداخل قطة , اعتقد انها جائت من الحديقه التي كانت خلف الاستراحه , فوقفت امامي , فوضعت لها ما تبقي من طعامي فأكلت , واحضرت لها ماء ايضا في علبه فارغه من التي كان بها الغداء , وبعد ذلك قمت بجمع القمامة و وضعتها في صندوق قمامه كان بجوار البوابه من الخارج , و رجعت جلست على الكرسي والقطه بجانبي على الأرض , و أخذت أكمل اللعبة على الجوال , وبينما انا اواصل اللعب بتركيز شديد انتبهت لصوت القطه , كانت تقف امامي جالسه على قدميها الخلفية وتحدق بعينيها نحو دورة المياه اكرمكم الله في صمت , فنظرت ايضا لكن لا يوجد شيء , فقلت في نفسي ربما فأر او أي شيء من هذا القبيل قد لفت انتباه القطه , لكن نظرت لي مرة اخرى في صمت وفرت مسرعه نحو الحديقة وكأن شيء ما يلاحقها , فنظرت الى المكان مرة اخرى لكن لا شيء , وتجاهلت الموقف وذهبت في جوله بالداخل والمرور على المخازن قبل ان يحل الظلام , كان المكان بالداخل هادئ وجميل , ورجعت ثم ذهبت الى دورة المياه اكرمكم الله و ارجو المعذرة في هذا الموقف لكن انا قلت لكم انني سوف اقول كل ما حدث بالتفصيل , وبعدما خرجت من دورة المياه اكرمكم الله وقفت لقفل أزرار سروالي , لكن ما حدث كان غريبا , فكلما ضغطت على زر السروال لغلقه شعرت بشيء يمنعني ! .. فحاولت مره اخرى .. لكن لا فائدة .. فأقشعر بدني وجريت الى البوابة مسرعا وانا خائف , ثم حاولت مره اخرى فأغلق الزر بسهولة , فأخذت اكرر (استغفر الله) وقولت المعوذتين  حتى شعرت بالراحه وكان وقتها بدء غروب الشمس وضوء النهار يتلاشي شيئا فشيئا , ثم ضرب جوالي , انه مشرفي

أنا: السلام عليكم

فقال: و عليكم السلام كيف حالك ؟

انا: الحمد لله بخير

فقال: هل قمت بإنارة المصابيح ؟.

انا: لا سوف اذهب لتشغيلها الآن.

فقال: حسنا لا تنير كل المصابيح , قم بإنارة البوابه فقط حتى لا ينفذ شحن عداد الكهرباء وينقطع على زملائك في الليل لأنه أوشك على الانتهاء.

انا: حاضر.

فقال: هل تريد ان تقول شيء أخير ؟.

انا: لا شيء أشكرك.

فقال: حسنا اعتني بنفسك وداعا.

لم اقل له شيء مما حدث معي حتى لا يقول انني ضعيف وخائف ولا اصلح ان اكون رجل امن , فذهبت الى لوحة مفاتيح الكهرباء التي كانت بين المسجد الصغير و دورة المياه اكرمكم الله , كنت خائف حقا وذلك لما حدث معي منذ قليل , ففتحت لوحة الكهرباء وكما ذكرت لكم انها مقسمه كل ثلاثة مفاتيح مدون تحتهما اسم المكان , وقمت بتشغيل الثلاثة مفاتيح المدون تحتهما (البوابة الرئيسية) ورجعت , وعندما جلست على الكرسي أغلقت المصابيح من تلقاء نفسها , فقلت في نفسي جاء الوقت الذي كنت أخشاه .. لقد نفذ شحن الكهرباء , فقمت بتشغيل كشاف جوالي وذهبت الى لوحة الكهرباء لأرى ما الأمر , فرأيت المفاتيح نزلت للاسفل وكأن احدا قد اقفلها , فقلت ربما يوجد مشكله في المفاتيح , وهذا وارد , فقمت بتشغيلها مره ثانيه وذهبت الى البوابه وجلست , فأنطفئت المصابيح مرة أخرى , فأقشعر بدني وأخذت اردد المعوذتين ولكن انا خائف و يزداد خوفي كلما ذهبت الى لوحة الكهرباء , فقلت في نفسي أنا لا ارى شيء بعيني فلماذا انا خائف , وتوكلت على الله وذهبت الى لوحة الكهرباء مرة ثالثه وقالت بسم الله ثم قمت بتشغيل المفاتيح ورجعت الى البوابة , ومن شدة خوفي قلت هذه المره سوف انقل الكرسي امام البوابه من الخارج وجلست وانا انتظر ان تغلق المصابيح مره اخرى , لكن الحمد لله لم تغلق , وقلت ابقى في الخارج حتى يأتي زملائي , لم يبقى من الوقت الا القليل .

ولم يمر من الوقت الا لحظات حتى سمعت صوت نباح الكلاب وكأنها اصيبت بالجنون , والغريب انهم كانوا هادئين طوال اليوم , فأستغربت كثيرا , وأخذا يضربان الباب الخشبي للحظيرة وكأنهم يهربون من شيء , وكل ذلك وانا جالس على الكرسي وشيء في رأسي يقول لي لا تدخل المكان مره ثانيه , وفجأة صمتت الكلاب , فنظرت للداخل , فرأيت مصابيح المخازن الخلفية قد انيرت من تلقاء نفسها , أقسمت بالله انني لن ارجع الى ذلك المكان بعد اليوم ولو كان اخر يوم لي في الشركة , وبقيت جالس مكاني بلا حراك من شدة الخوف حتى رأيت ضوء سيارة من آخر الطريق , فقمت انظر تجاه الضوء حتى اقتربت مني , فرأيت سيارة الشركة وفيها اثنين من زملائي والسائق .

وعندما نزل زملائي وصافحتهما فسألني احدهما لماذا يدك باردة هكذا ووجهك متغير ؟ فقلت لهم لا شيء يمكن لأنني كنت اجلس بالخارج , فقال لماذا تجلس هنا ؟ , لم أبين لهم اي شيء مما حدث وقلت من الملل , ودخلت معهم حتى احضر اغراضي , فقالوا لي لماذا تنير المخازن هل من احد بالداخل ؟ , فقلت لهم انا اسف لم اقصد ربما ضغط عليهم بالخطأ وذهبت مسرعا الى السيارة وكان السائق ينظر الي ويضحك وكأنه يريد ان يقول شيء , فقلت له اين المشرف ؟ , فقال هناك بالمكتب .. هل حدث معك شيء مثل زملائك ؟ , فقلت له وما ادراك ؟ , قال حدث عدة مواقف مع زملائك في هذا المخزن , لكن عندما يكون واحدا بمفرده , وبما انك جديد فكان المشرف يريد ان يتأكد من صحة هذا الكلام لأنه كان يشك ان هذه اكاذيب يدعيها زملائك حتى يرسل اثنين معا , فقلت له هل يمكن ان تخبرني بأسمائهم , فقال بالتأكيد .

وعندما وصلنا الى مكتب المشرف رأيته عندما دخلت اليه يبتسم ويقول اللهم اجعله خيرا , فقلت له انني لن اذهب الى ذلك المخزن مره ثانيه حتى لو كلفني الامر ان اترك العمل , فقال اهدأ وقل لي ماذا حدث , فأخبرته بما حدث كله واقسمت له , فقال صادق والآن تفضل وغدا تستلم مكانك هنا في الشركة , فشكرته وخرجت وانا احمد واشكر ربي على مرور ذلك اليوم علي خير .

ومنذ ذلك اليوم وانا لم اذهب الى هذا المخزن المشئوم وقابلت زملائي الذين حدث معهم مواقف غريبة هناك وتحدثت معهم واقسموا لي ان كل كلمه نطق بها لسانهم حدثت معهم وانا كنت متأكد تماما من صدقهم لأنني وقعت في ذلك الموقف مثلهم ,  وسوف اخبركم عن ما سمعته منهم واقسم بربي انا هذا ما سمعته منهم شخصيا , احدهم يقول انه كان جالسا على الكرسي يتناول العشاء وذهب يغسل يده وعندما رجع لم يجد الإناءين الذين كان يأكل منهما , بحث عنهم في كل مكان ولكن دون فائدة ,  و الآخر يقول انه في ليلة باردة دخل ليجلس في المسجد وقفل الباب , لكن لم تمر سوى دقائق قليله حتى سمع صوت اصطدام حجر كبير بباب المسجد وقد كاد أن يخترق الباب من شدة الصدمة , وعندما فتح الباب لم يجد أي أحجار أمام الباب ولا حتى اثر للصدمة على الباب من الخارج .

واصعب المواقف التي سمعتها منهما ان احدهما كان يغسل رأسه تحت الماء وانقطع الماء فجأة فرفع رأسه ليجد صنبور المياه قد اغلق من تلقاء نفسه , فجري مسرعا عند البوابه ليجد المنظر الذي كاد ان يصيبه بالجنون , إذ رأى راقصتان ترتديان ملابس البدو وترقصان في وسط الحديقة ! فقام بالاتصال على المشرف وهو يبكي وظل واقفا على الطريق امام المخزن وهو يبكي وجسمه يرتعد  حتى حضر المشرف واخذوه . و أنا كنت آخر من حدثت معهم هذه المواقف ولن يذهب أحد إلى هناك بعدها بمفرده إلا إذا كانا اثنين فلا يحدث شيء .

وآخر ما سمعته عن هذا المخزن المشئوم هو ان الاستراحه التي بالداخل هي مقر الحاج مطاوع صاحب المكان الذي يقوم فيه بعمل السحر والاعمال السفلية وانه يعالج ايضا الملبوسين بالجن , وهذه كانت قصتي مع مخزن مطاوع وانا لا اجبر احدا ان يصدقني ولكن اقسم لكم ان هذا ما حدث معي ولكم حرية التصديق او التكذيب.

تاريخ النشر : 2016-02-09

guest
87 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى