اعترافات فتاةٌ قبيحة
انا قبيحة جدا |
أنا فتاة في السابعة عشر من عمري..
أبث اليوم شكوايّ من بلاءٍ يلازمني كل وقت..لست أرجو له حلاً , و انما لأخفّف عن نفسي قليلاً..
لقد خلقني الله بشعة .. نعم بشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. أشبه الدواب لا الأناث !
بأنفٍ مفلطح و جسدٍ كالشاحنة , و عينين تفيضان شراُ لمن يراهما ..و فمٌ أشبه بفتحة المجاري ..و شعرٌ أجعد ..و مشية كمن بها عاهةً خلقية !
ماذا أقول , و أنا أستيقظ لأغسل وجهاً لا أرغب بحمله..وأرتدي ثوباً أعلم يقينا أنه لا يليق بي..ماذا أقول عن عيون الجميع تطل كأسهمٍ تغرز في قلبي..
هل اقول قضاء ؟ ام حظٌ سيء ؟ ام هو قدري و نصيبي ؟
أي كلمة تلك ستكون قادرة على تبرير كل هذا الألم !
العالم يعجّ بالجميلات..و المقبولات و حتى العاديات..و أنا من بين هؤلاء أتوارى خجلاً..و أتمنى لو أعيش بمدينة كل أفرادها مصابون بالعمى ! أمشي في الشارع حانية رأسي لأسفل , كي لا أرى انعكاس وجهي على زجاج السيارات..
كلما اردت نسج قصة من خيالي تجمعني بفارس الأحلام , صفعتني المرآة ..و صاحت بي :
“أنّى لك يا كتلة البشاعة المتحرّكة ان تتعدّى أحلامك زوجاً بعمر السبعين تغيرين حفاضاته , و ينوب عنك بأن يبصق بوجهك عشيّة و صباحا..؟!
كلما شكوت بلائي , انهالت عليّ كلمات حفظتها ومللتها..(الجمال جمال الروح) و (لا يوجد فتاة قبيحة) و (المهم الأخلاق) وغيرها من العبارات التي يكرّرها الجميع كالببغاوات , وهم أنفسهم لا يؤمنون بها !
فمثلاً..هل سينفع جمال روحي , زوجاً يصحو ليجدني كل يوم مكوّمة بجانبه ككيس نفايات ؟ أقسم ان رآني وأنا نائمة سيرفع عليّ قضية ترويع الآمنين
موقف طريف : أمس..تشاجرت و زميلتي التي اكرهها..
اردّت اغاظتها فأخبرتها ان والدها صديق ابي , و قد قال فيما مضى عنها : انها تشبهني..
واليوم هي غائبة..
ربما اصيبت بسكتة..
من يدري ؟!
تاريخ النشر : 2016-02-23