أدب الرعب والعام

يوميات قرين

بقلم : Darke macker – سوريا
للتواصل : [email protected]

قريني الشيطاني

الإنس ، انها مخلوقات غريبةٌ فعلاً !.. لا يمكن أن تُفهم طريقة تفكيرهم , و هم معقّدين لأبعد الحدود ! لا توجد عندهم حلولاً وسط .. فإمّا أن يكونوا سيئون للغاية , لدرجة أننا نحن الشياطين نستغرب من أفعالهم .. أو إنهم طيبون الى حدّ السذاجة , و هذا الأمر يزعجنا أيضاً .

عليٌّ شابٌ يتيمُ الأب , و له أخٌ يكبره بسبعة عشر عاماً ، دائماً ما كان يضربه بأبشع الطرق , و يعنِّفه لأتفه الأسباب .. علي هو قريني الإنسي , لذلك لا أستطيع رؤيته بهذه الحالة المزرية .. و يجب أن أجد طريقة أجعله فيها ينتقم من أخيه المتسلّط , و من كل الناس الذين ظلموه في هذه الحياة ..

لكن هناك مشكلة تعيق هدفي , و هي أن عليّ انطوائيٌ جداً .. مع اني أستطيع أن أقرأ أفكاره المخيفة , و السيناريو البشع الذي رسمه لأخيه و ممن ظلموه , لدرجة أنني أحياناً اتساءل من منّا الشيطان ؟!

و لكنه للأسف لا يستطيع تطبيق هذه الأفكار , بسبب الخوف الذي نسج شباكه على قلبه الجبان 

و أمه لم تكن أفضل حالاً منه , بل كانت ايضاً جبانة مثله , لدرجة أنها لا تستطيع منع اخوه الأكبر عن إيذائه ! ..و حتى قرينتها الشيطانة على شاكلتها الضعيفة

و كان عليّ يبلغ حينها الخامسة عشر من عمره .. و ذات يوم ..و بينما هو يسير على الطريق العام , وسوست له في اخذ طريقٍ مختصر .. فسلكها عليّ وهو لا يدرك إلى أين أريد أخذه ، و قد قابلت هناك بعضاً من أصدقائي الأشرار , و هم عبارة عن عصابة من الشياطين يقترن كل منهم بنظيره الإنسي ، و انا أردت أخذ عليّ إلى تلك العصابة الإنسية , كيّ يتعلّم منهم قساوة القلب 

فقلت لأصدقائي أن يوسّوسوا لأقرانهم بأن يقبلوا عليّ فرداً في عصابتهم .. و بعد أخذٍ وردّ , قبلوا عليّ بينهم بشقّ الأنفس .. فأخذوه إلى معقلهم , و بدأوا هناك بتعليمه قساوة القلب ..

فجلدوه و عذّبوه مراراً و تكراراً , كما جعلوه يشاهد بأم عينه جرائم القتل الفظيعة التي كانوا يقومون بها ..

بقيّ علي على تلك الحالة شهوراً عدة , حتى تفككت تلك العقدة التي تسمونها انتم بالانطواء ..و أصبح عليّ مجرداً من الأحاسيس و المشاعر , و كأنهم قاموا بغسل دماغه .

لكنهم أرادوا أن يختبروه اولاً .. فأحضروا له فتاة كانوا قد خطفوها , و وضعوها معه في غرفة لوحدهما ( طبعاً بعد أن زودوه بالأدوات اللازمة لقتلها ) ..

جلست الفتاة في زاوية الغرفة و هي خائفةٌ جداً , و عليّ ينظر إليها بنظراتٍ باردةٍ .. فقام قرينها بالوسوسة لها بالهجوم عليه , في محاولة اخيرة منها للهرب .. لكن عليّ امسكها من عنقها , و شقّه بالسكين التي كانت بجانبه ..

و بعد مدة من الزمن ..خرج عليّ من الغرفة و الدماء تملأ ثيابه .. فدخل أفراد العصابة ليجدوا الفتاة و قد قطعت لأشلاء عدة ..

بصراحة حتى انا تفاجأت من المنظر , و لم أتصوّر أن عليّ بإمكانه فعل ذلك !

و من بعدها .. بدأت العصابة بجرائم القتل و الإختطاف , حتى أصبح خطرها يهدّد المدينة بأكملها .

الآن عليّ صار جاهزاً تماماً للإطاحة بأخيه الأكبر , كما بجدته التي كانت ثريةً جداً و أنانية بدرجةٍ لا تطاق ..

فقام عليّ بالذهاب اولاً لأمه , التي عانقته بشدة و سألته عن سبب غيابه الطويل , فهي ظنت بأن مكروهاً اصابه .. فأخبرها بأنه يزاول عملاً خارج المدينة , و بأنه عازم على الزواج من فتاة يعرفها (كان قد خطفها سابقاً) ثم أراها بعضاً من صورها ..و أخبرها عن مكان الزفاف , ثم ولّى ذاهباً ..

اختلطت مشاعر الأم بين الفرح لابنها و بين الصدمة من تصرفاته الغريبة , فهو بالرغم من غيابه الطويل الا انه لم يبدي اي مشاعرٍ اتجاهها !

و قد قامت الأم لاحقاً بدعوة حماتها و ابنها الأكبر فقط , لأن باقي العائلة مهاجرة لخارج البلاد

و حان الموعد المنتظر..و قدِمَت الأم و ابنها و الجدة للصالة التي سيقام فيها الزفاف ، و كانت تبدو على الصالة و كأنها مهجورة , الا من بعض الأثاث المزخرف (المسروق طبعاً) التي تجعل الصالة مقبولة نوعاً ما ..

رحّب عليّ بعائلته و عرّفهم على أصدقائه ( أفراد العصابة ) .. ثم اُعلن بداية الزفاف ..

وقفت الجدّة بجانب عليّ في انتظار قدوم العروس , و لم يطلّ انتظارهم .. فقد هبطت عليهم زوجته العروس من السقف لكن ليست قطعة واحدة , بل أشلاءً متعددةً ..فصعق الجميع من هول المنظر !

و تجمّدت الأم و الأبن الأكبر من اثر الخوف ! أما الجدّة فقد أغشي عليها , ليقوم عليّ بنحرها فور سقوطها عليه .. ثم اخرج المسدس من خاصرته , و اطلق منه رصاصة استقرت بين عينيّ اخيه الأكبر ..

ثم نظر عليّ إلى أمه التي تناثرت عليها دماء ابنها البكر ..و ابتسم لها قائلاً :
-الآن صرنا لوحدنا يا امي , و باستطاعتنا الإستمتاع بمال جدتي كما نشاء , من دون إزعاج أخي الأكبر ..

فانفجرت الأم بالصراخ الهستيري و الغاضب عليه .. ليطلق عليّ من مسدسه رصاصة استقرّت بقلب أمه , و الإبتسامة تعلو وجهه !

و لا تسألوني كيف فعل ذلك .. لأنني حتى انا انصدمت من قساوة قلبه , فقد فاقني شراً .. و لا انكر انني حينها خفت منه !

مرّت الأيام ..و ورث عليّ أموال جدته و بعضاً من ثروة أمه .. و قام على الفور بسحب جميع الأموال و وضعها في بيته , فهو لا يثق بالبنوك و لا بأيّ احد .. لكنه لم يعلم بأن العصابة تتربّص به .. و قاموا ليلتها بالهجوم عليه و قتله , و سرقة جميع أمواله ..ثم فرّوا هاربين ..

و أنا الآن اجلس على قبر عليّ , و أكتب لكم قصته المأساوية ..

آه بالمناسبة !! هذا الموقع جميلٌ فعلاً .. لكني أتمنى منكم أن تتوقفوا عن تلك الإشاعات التي تنسبوها الينا .. فأنا احياناً تتقطّع أحشائي من الضحك , عندما أقرأ بعض تجاربكم الغريبة و التي لا اقول عنها سوى : يالا خيالكم الواسع ايها الإنسيّون !

اشراف :
حمزة عتيق

تاريخ النشر : 2016-02-28

Darke macker

سوريا
guest
37 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى