تجارب من واقع الحياة

لقد متنا مع بعض كما أردنا

بقلم : لم اعد موجودة – فلسطين

لقد متنا مع بعض كما أردنا
كان حبنا طاهرا نقيا ..

كنت على يقين دوما إنني سأكون سعيدة تماما كما خططت لحياتي ..

ذات يوم وبدون قصد تعرفت على شاب ايطالي عبر احد التطبيقات في الهاتف التي استعملتها لأول ولآخر مرة!! .. ذلك الشاب ملحد وأنا مسلمة. بدأنا الحديث عبر الهاتف والرسائل وكانت لي فرصة جيدة لأشرح له عن ديننا، الانجذاب كان من اللحظة الأولى ؛ انجذاب نقي طاهر بريء.

ذلك الشاب أرسل لي سوارا كان يلبسه طوال الوقت هدية لي ، وخصلة من شعره عبر البريد. بعد الحديث لمدة 6 أشهر قررنا الالتقاء! وبالفعل التقينا .. تلك اللحظة التي لا استطيع ان أصفها، رايته لأول مرة أمامي بعد طول انتظار واشتياق.. شعرت إنني بعالم آخر ، لم ولن اشعر كهذه اللحظة طوال ما حييت!! .. لمدة أسبوع .. كانت اجمل ايام حياتي.

لحظة الوداع  نظر في عيني التي تملاها الدموع وقال لي : “أعدك إننا سنلتقي مجددا، سنتزوج وسنعيش مع بعض إلى الأبد”.

بعد أن عدت لموطني قررنا الالتقاء مرة أخرى.. وبالفعل بعد 6 شهور التقينا بدولة أخرى.. للمرة الثانية رايته أمامي وعشت معه أجمل أيام حياتي .. حلم!! نعم حلم! .. حب طاهر، ذلك الشاب لم يمسسني ، كل شيء كان طاهرا ونقيا؛ اعلم بأنه محرم لكن .. لا املك الإجابة..

بعد كل الصعوبات قررنا الزواج ، اقتنع بالدين الإسلامي، وقرر أن يعتنق الإسلام قريبا. ذلك القرار كان بعد 4 أشهر من بدء تعارفنا.. ثقتي فيه كانت عمياء، هذه المرة الأولى التي اثق فيها برجل؛ هذه المرة الاولى التي احب فيها رجلا.

عدنا كل الى موطنه.. قرر ان يأتي ليعيش في موطني لنتزوج ،ومن ثم نجوب العالم ونستقر بالمكان الذي طالما حلمنا به؛ وبالفعل ؛ ذهب الى سفارة دولتي لينظم الامور؛ قرر اعتناق الاسلام وان يذهب الى المسجد..

قبل شهر و 14 يوم وصلتني رسالة بأنه توفى في حادث طريق.. لقد رحل ، وعدني ثم رحل ..

سافرت الى بلده لأراه للمرة الأخيرة هنا في هذه الدنيا.. لقد وعدني باننا سنلتقي مجددا لكن لم اكن اعلم بانني سألتقي به ميتا!! اين ذهب؟ هل فعلا ذهب؟ ماذا عن رؤية العالم؟ ماذا عن احلامنا؟ ماذا عن حبنا الطاهر؟ مات قبل ان يعتنق الاسلام وهذا ما زاد حالي سوءا ، لا اعلم ماذا سيفعل به الله، ادعوا له كل يوم .. لا اعلم اذا من الممكن ان احج عنه او ما شابه.. قررت محاولة الحديث معه، قرأت الكثير حول الارواح، وهذا ما اوصلني لهذا الموقع.. لا اعلم اذا كان من المستطاع ان يراني او يسمعني.. اتمنى ذلك ..

احاول ان انام كثيرا لأراه في حلمي.. قلما اراه، وهذا ما يزيد الوضع سوءا، لكن لحد الآن والامل موجود ، بأنني سأراه في الحياة الأخرى، دائما كان يقول لي: “انظري إلى السماء.. فاكبر نجمة ترينها وأشدها بريقا، هذه أنا.. أراقبك دائما..”.

أصبحت كل ليلة ابحث عن هذه النجمة، احيانا اؤمن بالخرافات فقط لأخفف عن نفسي.. أردت أن أقول له فقط ان ينتظرني.. اعدك اننا سنلتقي مجددا، فقط انتظرني.. لطالما حلمنا اننا بلحظة الموت ان نموت مع بعض، اعتقد بأن حلمنا تحقق، لقد متنا مع بعض. يوجد فرق بسيط وهو انه جسمي بقي بهذه الدنيا ولم يرحل، لكن الأرواح مع بعضها..

كنت على يقين دوما بأنني سأكون سعيدة بحياتي.. تماما كم خططت.. لكن لم اكن اعلم بان السعادة ستنتهي بهذه السرعة..

تاريخ النشر : 2016-03-13

guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى