تجارب ومواقف غريبة

جلسة الرعب ..

بقلم : عابـ الزمان ـر – دولة الإمارات العربية المتحدة
للتواصل : [email protected]

امرأة بشعرها الأسود ووجهها الأبيض مع عباءة بيضاء فضفاضة تتحرك مع نسمات البحر بشكلها المخيف ..

كنت في صغري أحب قصص الرعب بشكل جنوني و أتشوق لسماع حبكتها المخيفة وطريقة إلقائها .. حتى أني كنت الوحيد الذي يكثر من السؤال ..! كيف كان شكله ؟ ماذا كان شعورك ؟ كيف كانت حالتك النفسية .. ؟

ولم أكتفي بهذا .. فقد كبرت وكبر فضولي معي .. في جلسة ودية والمعتادة والمحببة إلي والتي جعلتها من الأمور الأساسية في حياتي .. جلسة خاصة مع والدي .. أطرح فيها بعض الأسئلة عن مسيرة حياته في السابق بشكل عام وعن المواقف المخيفة بشكل خاص .. حدثني أبي أنه قد خدم الوطن وكان جنديًا مخلصًا في معسكرات التجنيد .. ويقول بأن كثيراً من معسكرات التجنيد تنشأ في الخلاء في أوساط خارج المدن ومناطق شبه منعزلة عن الأحياء السكنية .. وكثير ما يصادفهم خلال الدوريات الليلية خارج المعسكرات أصوات غريبة ومواقف مخيفة .. ناهيكم عن أن بعض مساكن الجنود تكون في الأغلب مسكونة لخلوها من السكّان الدائمين ..

وحيدًا في السكن ..

يقول والدي عن موقف مخيف حصل مع صاحبه .. أنه في تلك الليلة المقمرة الهادئة وشديدة البرودة كان صاحبه جالسًا يشاهد التلفاز .. شد انتباهه حركة ظل خلف النافذة إلا أن الأخير توقع أنه يتوهم الأمر ، وبعدها بقليل قاطعه صوت طرقات متقطعة وهادئة على باب غرفته .. تجاهل صاحب والدي تلك الطرقات .. اشتد صوت الطرقات حتى بات الأمر واقعيًا ، بأن هناك شخصًا يستأذن للدخول .. و نادى صاحب والدي بصوتٍ عالي : من بالباب ؟ ولم يأته الرد .. توجه الأخير إلى الباب بخطوات بطيئة وثقيلة وهو يتأمل أن يسمع صوت أحد من أصحابه إلى أنه لم يتلقى جوابًا .. نظر من (العين السحرية) عدسة الباب .. اتسعت حدقت عينه وجحظت مقلتيه ليستوعب ما يراه …شاهد وجهاً شبيهاً بالكلب يقف بالباب بجسدٍ آدمي شاحب البشرة ..

تراجع الأخير مصروعًا ليسقط ويصرخ بأعلى صوته مستغيثًا من شدة الخوف والرعب .. واتجه بشكل جنوني إلى الهاتف الخاص بالسكن وأختبئ تحت السرير وبدأ يضغط طالبًا الأرقام بشكل هستيري .. في حين يقول والدي أنه من بين الأشخاص الذين توجهوا إليه بعدما تلقوا الاتصال منه وهو يبكي ويستنجد والذي انقطع عن الحديث فجأة مع صوت طرقات مزعجة .. وعند وصولهم كانوا يطرقون عليه الباب ولم يجبهم فاضطروا إلى تحطيم الباب والبحث عنه ليكتشفوا أنه أسفل السرير مغمى عليه من شدة الخوف والإجهاد .. حيث اخبرهم فيما بعد بأن الباب لم يسلم من الطرقات الوحشية و المتسارعة و التي أوصلته إلى عدم قدرته على التحمل مما افقده الوعي ..

وسط البحر ..

يقول والدي بأنه في إحدى جزر التابعة للمعسكر .. كان بمهمة ضمن عدد محدود من الجنود على ظهر تلك الجزيرة حيث كان الدور قد وقع عليه وعلى أحد أصحابه للمراقبة الليلية وضمن نظام الورديات (الشفتات) .. و بجوار البحر الذي كان شديد السكون والانسيابية مع ذلك الإيقاع الرتيب لضربات الموج اللانهائي على أطراف الشاطئ لتلك الجزيرة الشبه معدومة .. يطغى عليها اللون الأسود والذي يصعب فيه الرؤية لولا أضواء النجوم المتناثرة في السماء .. وهم يسيرون بشكل روتيني حول الجزيرة .. لمح والدي شخصًا غريبًا يقف بجوار الشاطئ .. يقول: أنها امرأة بشعرها الأسود ووجهها الأبيض مع عباءة بيضاء فضفاضة تتحرك مع نسمات البحر بشكلها المخيف ..

أردف والدي : اشرنا إليها بسلاحينا لنتفاجأ بأنها تنسحب للخلف بطريقة غريبة .. و الأغرب أنها مرتفعة قليلا عن سطح الأرض متجهة ناحية البحر وهي تنظر إليهم بعينين سوداوين خالية من البياض وكأنهما تنظران إلى لا شيء .. والغريب في الأمر أنها كانت بلحظة فوق سطح البحر في حين صاح صاحبي مهددًا بأن تتوقف وإلا قام بإطلاق النار عليها .. فتوقفت فجأة في وسط البحر ونزلت بشكلٍ هادئ لتغوص في ظلمة البحر لتختفي عن ناظرينا تاركة الدهشة على وجوهنا وعقولنا شاردة .. مملوء بالرعب .. انتهى

تاريخ النشر : 2016-03-20

guest
19 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى