تجارب ومواقف غريبة

المراة السوداء

بقلم : احمد طتهر – اليمن

لأن أمي لم ترتح لمنظر و أسئلة المرأة الغريبة

في يوم من الأيام عادت أختي التي كانت مع صديقاتها في السوق إلى البيت وهي تحكي موقف حصل لها أمام مدخل العمارة التي نسكنها ، ولكن لم تكن تعرف أنه في هذا اليوم حدث لنا جميعا نفس الموقف مع نفس الشخص .

بدأت حديثها قائلة : أنه أثناء خروجها من مخرج العمارة استوقفتها امرأة لا تعرفها ولم تراها من قبل ، قالت أنها أمسكت بيدها بقوة وقالت لها : انتظري
ثم تركت أختي المذهولة في مكانها لتصعد إلى عمارتنا بسرعة غريبة بالنسبة لامرأة كبيرة في السن ، حسب وصفها
لم تكترث أختي و لم تنتظر و أكملت مسيرها مع صديقتها خارج العمارة وكأن شيئا لم يكن ..

استوقفتها أمي قائلة : هل كانت امرأة شاحبة البشرة وترتدي عباءة بالية بعض الشيء ؟؟ ، أجابت أختي باستغراب: فعلا كانت امرأة شاحبة لكني لم ادقق في منظر عباءتها
ليبدا هنا موقف أمي ، قالت أنه بعدما خرجتِ من البيت بعشر دقائق طرقت امرأة الباب و كان حديثها كالآتي ..

مرحبا أنا جارتكم و أسكن في الشقة رقم واحد و أتيت لأرحب بكِ .. أمي ليست متكبرة أو متعالية لكنها قلقت من منظرها بعض الشيء .. وقالت : حاولت أن أنهي اللقاء بسرعة و لكن الامرأة ظلت تسأل أسئلة غريبة بعض الشيء .. ما هو اسمك ما هو عمل زوجك ، كم عمرك .. وأغرب الأسئلة ، هل يوجد لديكي غرفة فارغة ؟؟!

أمي كانت تحاول أن تنهي الحوار الذي دام سبع دقائق على الباب لأن أمي لم ترتح لمنظر و أسئلة المرأة الغريبة ، أنهت أمي الحوار بقولها أن لديها أعمال تريد أن تنهيها ، وكان رد المرأة : هل يمكنني أن أساعدك ؟؟ ، كأنها تريد أن تفعل أي شيء لتدخل بيتنا .. قالت لها أمي : لا شكرا مع السلامة ..

بعدها سألتُ أمي عن أي شقة تسكن فيها ، قالت لي الشقة رقم واحد، تذكرت أن الشقة رقم واحد لا يوجد بها سكان و لا يمكن أن يسكنها أحد بسبب حريق نشب فيها ودمر كل شيء، اندهشت أمي كأنها تقول في نفسها ، كيف فاتتني هذه انتهى الحديث بيننا لكن لم ينتهي موضوع المرأة شاحبة البشرة .

لأنه في ذلك اليوم حصلت مشكلة في أسلاك التلفاز الموجودة في السقف ، صعدت أنا و أخي لنرى ما المشكلة لنتفاجأ بان الأسلاك منزوعة من مكانها بفعل فاعل ، لنشعر بعدها ببرد قارص ومنطقتنا الجو فيها حار ، و نسمع صوت خطى أقدام ونرى امرأة شاحبة البشرة تنظر إلينا نظرات مخيفة ، وقفت تنظر إلينا قليلا لترحل و تتبخر في الظلام بشكل غريب لم يسبق لي أن رايته في حياتي ، من ثم يقول أخي لي بنبرة حادة ” لننزل إلى البيت لأن هذا الوقت ليس وقتنا “

منذ ذلك الحين لم اصعد لا أنا و لا أخي إلى السطح في الليل ؛ لأننا نسمع دوما صوت احد يمشي فوق السطح كل يوم الساعة الثانية صباحا .. ويبقى لغز الامرأة شاحبة البشرة كابوس يطاردني ويعيش في سقف عمارتي ..

تاريخ النشر : 2016-03-20

guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى