أدب الرعب والعام

امير الظلام ج1

بقلم : الامير الحزين – مصر
للتواصل : [email protected]

الحرب مندلعة في العالم السفلي

العالم و ما يحتوي من غرائب لا يعلمها سوى الخالق ، إنه حقا عالم غريب نعيشه نحن البشر ربما ينتظر منا البعض فرصة واحدة قد تغير مجرى حياته ، والبعض الآخر تكون أمامه و لكن لا يضعها في قائمة اهتماماته ، هذه هي حال الدنيا ، منا الضعيف ومنا القوي و منا الشجاع و منا الجبان ولكن ليس منا الكامل لأن صفة الكمال للذات العليا

 ***

في ليلة كان يملأها الظلام كانت حرب مندلعة في العالم السفلي ، كانت بين شياطين ” الاجينس ” و هم قبيلة من قبائل الشياطين من سلالة ” لوسيفر ” ، وقوم ” الجوبلين ”  وهم كائنات تختلف أحجامهم من عمالقة إلى أقزام إلى متوسطون الأحجام ، حمر اللون يرتدون حلياً منقوش عليها قرون الشيطان الأكبر و يمتلكون قوى تفوق قوى الاجينس ..

 كانت في هذه الحرب ألوف من جيوش الشياطين من كلا القبيلتين يقوموا بقتل بعضهم البعض ، و كان الصراع يدور على من سوف يحصل على عرش ” الملك فيليوس ”  ملك العالم السفلى ، و لكن في هذا اليوم كانت الملكة ” مجدونيا ”  تقوم بولادة الابن البكر الذي سوف يصبح الملك و يعتلى عرش والده  ” الملك فيليوس ” ..

لكن في هذا اليوم المشؤوم قد انتصر شياطين الاجينس في معركتهم ضد شياطين ” الجيجاس ” وقتلوا ” الملك فيليوس ” واقتحموا قصر الملك ، حاول حراس القصر منعهم ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك ؛ فقد كان عددهم أكثر بكثير من حراس القصر ، ودخلوا إلى القصر لكن تصدى لهم خادم الملك وهو أحد الغيلان الضخمة الذي بقوته تمكن من قتل المئات من هؤلاء الشياطين ..

لكن الكثرة تغلب الشجاعة فقيدوه بسلاسل مصنوعة من السحر الأسود ، لم يتمكن من تحرير نفسه فدخلوا إلى القصر وصعدوا إلى غرفة الملكة ” مجدونيا ” و حاولوا أن يفتحوه و لكن قد تم وضع عليه تعويذة تمنعهم من الاقتحام ، و الأم المسكينة قد اقتربت نهايتها ، كانت تلفظ أنفسها الأخيرة و قبل أن ترحل طلبت من خادمتها ”  هيدرا” أن تعتني بابنها الأمير ” تينب ” حتى يكبر و يستعيد عرشه من هؤلاء ” الاجينس ” ..

حملت الخادمة الطفل وكسرت نافذة القصر و قفزت منها و قبل أن تقع قامت بفرد جناحيها الشبيهان بأجنحة الغراب وطارت إلى طرف العالم السفلى ، هنا قد تبعوها مائة من شياطين الاجينس وكانوا يمتلكون أجنحة أشبه بالوطاويط و كانوا يتبعونها و يلفظون من أفواههم النار، و لكن الخادمة قد تمكنت من الإفلات بعدما ألقت تعويذة جعلتها تختفي و ذهبت عند بوابة تسمى بوابة ” اكسدوس ”   و قد تلت التعويذة حتى يفتح الباب ، وعندما رآها أحد الاجينس أخبر عشيرته فتبعوها و لكن البوابة قد فتحت بوميض قوي جعل الاجينس يتوقفوا من شدة النور ودخلت ” هيدرا ”  إلى المدخل و انتقلت إلى عالم آخر ..

***

خرجت ” هيدرا ” لتجد نفسها موجودة في غابة و تحيط بها الأشجار المرتفعة و الظلام محيط بها ، لكنها كانت تملك رؤية الأشعة فوق الحمراء فكانت ترى المكان يملأه الهدوء ، لا يوجد أحد سوى الحيوانات ، الأرانب و الغزلان و السناجب التي تقف على الأشجار ، أصبحت تحدث نفسها : أين أنا و ما هذا المكان ؟؟ ، ونظرت من حولها إلى أن وجدت ضوء قادم من بعيد فتبعته وهي تحمل الطفل إلى أن وصلت الطريق و وجدت شيء قادم ناحيتها بسرعة فائقة ..

 نظرت إليه و لكنها قد رفعت أجنحتها و طارت في السماء ، و نظرت حولها و قالت : ما هذا العالم الغريب !! أين أنا ؟ إلى أن وجدت شخص يسير على دراجة نارية ، فنظرت له لتجده كائن غريب الشكل ، لونه أبيض ليس أحمر اللون مثلها ، وعيناه مستديرة وليست مثلها عيناها مستطيلة و أذنه دائرية الشكل وليست مدببة مثلها ، ويركب على شيء غريب ، يا له من كائن غريب ، تبعته حتى وصل إلى مكان مبني من الخشب غريب جدا ..

فتح الباب ودخل ، هنا قد هبطت من السماء ووقفت تتأمل  هذا المكان و تتعجب ، إلى أن كسرت باب الكوخ الذي كان يعيش فيه و وضعت الطفل على الأريكة ثم نظرت بعينها خلف الجدران إلى أن وجدته نائما على السرير ، كسرت باب الغرفة و دخلت ، هنا قد استيقظ من نومه مفزوعا و نظر إليها مرعوباً من شكلها و جلس في مكانه شبه مشلول وهي تقترب منه و تحدثه بلغة غير مفهومه ، ولكنه تشجع قليلا وأخبرها ”  من أنتِ ؟ ”

هنا نظرت إليه بعينيها الحمراء و أمسكت به و ألقته أرضاً ، وهو ينظر إليها برعب شديد ، فأمسكت به وعضته من رقبته لتمتص دماءه فوقع على ارض ميتا على الفور ، هنا قد عرفت حياة البشر وعاداتهم و أشكالهم و لغاتهم و كل شئ و وبقوتها السحرية قد حولت شكلها إلى بشرية و ذهبت إلى الطفل ثم تلت عليه نوع من أنواع التعاويذ  فحولته هو الآخر إلى طفل بشري و أخذته و خرجت به طائرةً ناحية الغابة ..

***

( بعد مرور ست سنوات )

–  جاك أحضر الحطب حتى نشعل النار ..
–  حسنا يا مارك ، لما لا تجعل جون هو من يحضر الحطب ؟
–  حسنا اذهب أنت يا جون لأن مايكل إنسان كسول جدا !
–  اهدؤوا يا أولاد سوف أذهب و لكن ليعطني أحدكم مصباحاًً ، الظلام حالك جدا في هذه الغابة الموحشة !!  ( فذهب جون ليحضر الحطب )
–  يا إلهي المكان هنا مظلم جدا أكاد لا أرى أي شئ ، سوف أبحث هنا ربما أجد بضع جذوع شجر تصلح لأن تكون حطبا !
–   ما هذا الصوت ؟ أحس كأن أحد يتتبعني ، ما هذا الذي هناك ، من انتم ؟
–  أهجم عليه يا ” تينب ” كما علمتك وتذوق لحمه البشرى الطازج

وفي لحظة هجم عليه هذا الصغير ، قفز على صدره فأوقعه أرضا و أخذ يقترب منه محاولاُ مص دمائه و هذا المسكين ( جون ) ظل يصرخ من الرعب ، و لكن الفتى رغم صغر سنة إلا أنه كان قوي جدا ، لم يستطع ” جون ” الإفلات منه فقد قام بعض رقبته ، وظل الرجل يصرخ و يحاول الإفلات و لكن لم يستطع ، فأخرج الطفل من يديه مخالب كبيرة وضربة في بطنه وأخرج منه أحشاءه ، و ظل يقطع فيه بمخالبه حتى أصبح هذا الشاب مجرد أشلاء ، فنظرت له ” هيدرا ” و قالت ” كل أنت يا صغيري و أنا سوف أذهب و أهتم بالاثنين الآخرين “

–  لم تأخر جون هكذا ؟؟ أكل هذا الوقت لإحضار الحطب ؟؟ سوف أذهب و أبحث عنه ..
–  انتظر يا مارك أين سوف تذهب ؟؟ ربما تذهب أنت و هو  يأتي !
–  لن يذهب أحد إلى أي مكان
–  من ؟ من هناك ؟

و هنا قد وجدوا امرأة تهبط من الأعلى ، و تنظر لهم بعينها الحمراء و تبتسم لهم ابتسامة تنم على الخبث والحقد وترفع يديها إلى السماء وتتكلم بصوت غليظ و بكلام غير مفهوم ، وهذان الشابان متجمدان في أماكنهم يملأهم الرعب والخوف الشديد ، نظرت لهم وقالت : من اجل سيدي الأعظم ” لوسيفر ” .. و فتحت فمها لتخرج منها أنيابها و تهجم عليهم ثم تقطعهم لأشلاء بأسنانها الحادة ..
–  هيدرا ، هل انتهيتِ من طعامك ؟
–  اقترب يا حبيبي هل تريد شئ ؟
–  نعم أريد أن أحدثك في أمر مهم
–  ما هو هذا الأمر المهم ؟
–  كنت أريد أن أذهب إلى المدرسة
–  ماذا ؟ ماذا تقول هل جننت !! ، أتريد أن تعيش في عالم البشر ! هل نسيت من انت ؟؟
–  لا لم أنسى من أنا و لكني أريد أن أذهب إلى المدرسة ، كل يوم أرى الأولاد وهم يمرحون ويلعبون مع بعضهم ، أريد أن أصبح منهم ، أريد أن أكون صدقات ، وليس اصطياد البشر والحيوانات ..
–  يا بني أنت مقدر لك أن تصبح أميرا على العرش وليس ولد مدلل مثل أولاد البشر ..
–  أتوسل إليك يا – هيدرا – أريد أن أذهب إلى المدرسة .. أرجوك !!
–  حسنا يا حبيبي سوف أذهب في الصباح و أرى ماذا سوف افعل ..

***

وفى اليوم التالي ذهبت ” هيدرا ” إلى المدرسة و هي في شكل امرأة أو بمعنى آخر سيدة كأي سيدة ، و دخلت إلى المدرسة وذهبت إلى مدير المدرسة و جلست معه ، حدثته أنها تريد أن تودع ابنها في المدرسة فأجابها المدير :
–  حسنا يا سيدتي ، هل يمكنني أن أتعرف عليك ؟
–  أنا اسمي ماتيلدا ..
–  هل أنتِ من هنا ؟ ، اعذريني إنها أول مرة أراكِ فيها هنا ؟
–  أنا لست من هنا ، أنا من بلد آخر و أتيت أنا و ابني إلى هنا لنستقر و نعيش حياة طبيعية ..
–  حسنا هل لديك أوراق الفتى حتى نقوم بتسجيل اسمه في المدرسة ؟؟
–   نعم بالطبع ها هي و اسم ابني ” تيد “

ابتسمت له ابتسامة يملأها المكر والخبث و تركته و ذهبت إلى ناحية الغابة ، تبدل شكلها إلى شكلها السابق و دخلت إلى أعماق الغابة فوجدت الفتى الصغير ممسك بغزال مسكين ويقوم بالتهامه ، عندما وجدها رمى الغزال من يده وجرى ناحيتها وارتمى في أحضانها فأخبرته أنها قد فعلت كل ما أراده و أنهم سوف يتركون الغابة ويذهبوا ليعيشوا بين البشر حتى تكون حياتهم طبيعية كي لا يشك أحد بأمرهم ..

قد مرت خمسة أعوام منذ ذلك الوقت ، أصبح تيد أو أمير الظلام في الصف الخامس ، و هيدرا أصبحت تمتلك مطعما و منزلا و حياة كباقي البشر ، كان تيد ولدا مختلفا تماما عن باقي زملائه ، كان لا يجيد التأقلم و كان يجلس وحيدا دائما ، لم يكن له أي أصدقاء سوى صديقة واحدة ..

–  مرحبا تيد !
–  مرحبا يا مايلى كيف حالك اليوم ؟؟
–  أتدري يا تيد أني عندما أنظر إلى عينيك تنتابني القشعريرة ..
–  ( فتاً آخر ) مرحبا يا غريب الأطوار
–  إنه ذلك الفتى جوش مجددا ، يا تيد أرجوك لا تتعارك معه
–  لا تقلقي يا مايلى فالأمر هذه المرة مختلف
–  أنت يا أبله أنا أحدثك لم لا تجيب ؟؟

نظر له تيد نظرة يملأها الكره والحقد ، فتجمد جوش في مكانه من الرعب و تركه وذهب ، خافت مايلى منه أيضا بسبب نظرته المرعبة هذه وتركته وابتعدت عنه ، هنا قد توعد هذا الشيطان الصغير لجوش ، و بعد انتهاء اليوم الدراسي كان جوش معتادا أن يذهب ناحية منزل فكان الفتى يذهب و يلعب هناك ، لكن عندما كان واقفا عند المنزل سمع صوت صرير مخيف فالتفت  حوله و لكنه لم يجد شيء ، لكن عندما زاد هذا الصوت نظر ناحية الباب إذ به يجد باب المنزل يفتح و يغلق من تلقاء نفسه ، هنا قد تجمدت دماء الفتى في عروقه ، وقد نادى عليه صوت من الداخل قائلاً ” تعال اقترب ، لا تخف سوف أعطيك الحلوى ”  

 ظل الفتى يقترب بخطوات خفيفة إلى أن دخل المنزل ، وجد المنزل في ظلام حالك و لم يستطع أن يرى أي شيء و لكنه سمع صوتا يناديه و يقول له ” اقترب ،اقترب ”  بدأ الصوت خافتا ثم علا  تدريجيا ، ارتعب الفتى ” جوش ”  كثيرا فجرى ناحية الباب و لكنه  وجد ظلا اسودا قام بإغلاقه ، جرى بسرعة شديدة واختفى ، فظل الفتى يبكى ويصرخ طالبا النجدة ولكن لم يسمعه احد ..

 بدأ جوش يقول ” ماذا تريد مني ؟؟  أرجوك اتركني ، أنا لم أفعل شيء ”  فسمع صوت أقدام قادمة من الأعلى و وجد شخصا ينزل من على السلالم ، فتفاجأ أنه  الفتى ” تيد ”  نظر إليه جوش وهو ميت من الرعب والدموع تنهمر منه  ، فنظر تيد إليه نظرة تملأها الكراهية والحقد ، وابتسم ابتسامه يعلوها الخبث ، واقترب إلى جوش و الأخير المسكين واقف من دون حراك يملأه الرعب ..

 وضع يده على كتفه وقال له ” هل أنت خائف مني يا جوش ؟؟ ” فهز رأسه بنعم ” قال له ” لا تخف لن افعل لك شيء ” ، قال له جوش ” حقا ؟؟ ” ، فضمه إلى صدره و قال له : نعم سوى أنى سوف أقطعك إربا !! و بأسنانه المدببة عضه من رقبته فصار الفتى المسكين يصرخ بصوت عالِِ و لكن دون جدوى ، وبعد أن انتهى منه تيد ألقاه أرضاً والدماء تنزف منه بشدة  ، وما حدث بعد ذلك شيء لا يوصف ..

***

في اليوم التالي قامت الشرطة بالبحث عن الفتى الذي قد اختفى منذ ليلة أمس وذهبوا يسألوا عنه في المدرسة إلى أن قام أحد أصدقاء الفتى بإخبارهم أنه معتاد أن يذهب و يلعب ناحية المنزل المهجور ، فقامت الشرطة على الفور بالبحث ناحية المنزل ، فظلوا يتجولون حول المنزل و يسألوا هذا وذاك إن كانوا قد رأوا الفتى لكن دون جدوى ، وعندما كان يقف أحد الضباط ناحية المنزل سمع صوت عواء قادم من الداخل فتقدم ببطئ  ليجد باب المنزل مفتوحاً ..

دخل ولكنه وجد الظلام حالك جدا داخل المنزل فأخرج من جيبه مصباحه اليدوي و أناره  و إذ به يجد أمرا أبشع من أن يوصف ، وجد مجموعه من الكلاب المسعورة تقوم بالتهام على ما يبدوا قدما بشريه ، فقام الضابط بإطلاق عدد من الطلقات النارية من مسدسه ، ففرت الكلاب من صوت النيران ، وعندما قام الضابط بإلقاء الضوء على باقي الجسد كاد أن يغشى عليه من هول المنظر ، وجد جثة الفتى أو ما تبقى منها .. الرأس في جهة واليدين في جهة والقدمان شبه مفتته وهذا كله من الكلاب !! ، وباقي الجسد متناثر على الأرض ، يا له من أمر بشع ، حتى المحللين وجدوا صعوبة في تحليل الجثة من بشاعة الأمر ..

 في اليوم التالي أخبروا التلاميذ أن صديقهم ” جوش ” قد توفي ولكن دون ذكر كيفية وفاته حتى لا يؤثر ذلك على التلاميذ ، فالبعض منهم خاف والبعض الآخر صدم والبعض اندهش من سماع الخبر، و كان هذا الشيطان الصغير جالسا يبتسم ابتسامة يملأها الخبث والفرح الشديد ، وكانت صديقته ” مايلي ” تنظر إليه كأنها تعلم أنه هو من فعل ذلك ، وبعد انتهاء المدرسة ذهب إليها ليحدثها ..
 
–  مايلي ما بك ؟ لم تعودي تحدثيني مثل قبل ؟
–  لا شيء يا تيد ، ولكن أنا سوف أحدثك بصراحة ، هل ما حدث لجوش بسببك ؟؟
–  و لم تقولي شيء مثل ذلك ؟
–  آخر مره عندما كان معنا نظرت إليه نظرة انتقام ووعيد
– أنا لا أعلم عن ماذا تتحدثين !! لقد قالوا أنه مقطع إلى أشلاء فهل لي  أن أفعل ذلك ؟؟

نظرت إليه الفتاة نظرة تعجب وغرابة وقالت له :  وكيف علمت أنه قد تقطع إلى أشلاء ؟؟ إن الأستاذ لم يقل شئ مثل ذلك ، فكيف علمت بالأمر ؟
–  لقد سمعت ذلك ، ألم تسمعي أنتِ أيضا ؟؟

نظرت له بخوف واستنكار وتركته وذهبت ، وعندما ذهب إلى المنزل كان يملأه الغضب والكراهية ، وجلس يبكي ،عندما حضرت ” هيدرا ” سألته عن سبب بكائه ، فقال لها أن البشر لا يحبوه و يخافوا منه ، حتى صديقته الوحيدة مايلي أصبحت تخاف منه ، ابتسمت له و قالت ” يا حبيبي نحن لسنا مثلهم  ، إنهم كائنات ضعيفة عاطفية وشديدي الخوف ، وبالنسبة إلى صديقتك مايلي سوف أتعامل معها “

في اليوم التالي عندما ذهب تيد إلى المدرسة راح يحدث مايلي ويحاول أن يقنعها لتأتي معه بعد الدوام المدرسي ويذهبوا ليتناولوا الغداء في منزله ، فقام بأخذها إلى المنزل ، استقبلتها والدته بتناغم وفرح ودعتها إلى الدخول لتناول الطعام وجلسوا وأخذوا يتناولا الطعام و كانت الفتاة سعيدة لكنها لم تكن تعلم ما سينتظرها  ، و بعد وقت قليل أحست أنها تفقد الوعي شيئاً فشيء ، وبالفعل فقدت الفتاة وعيها ..

 بعد أن أفاقت وجدت أنها مكبلة بالأصفاد في مكان مظلم و لا ترى فيه سوى ضوء خافت ينير ما حولها فقط ، وسمعت صوت حديث بين اثنان بلغة غير مفهومه ، فظلت الفتاة تصرخ وتستنجد ” ليلحقني أحد أرجوكم ، أنا لم افعل أي شيء ” و لكن لم يكن هناك أحد يستجيب و بعد فترة اقترب منها هذا الفتى الشيطاني و نظر إليها وابتسم ابتسامة خبيثة ، وقال لها ” لا تخافي يا مايلي لن أقوم بإيذائك إن سكتِ الآن ” فتوقفت عن البكاء وهي ترتعش لدرجة الموت ..

كان يقف تيد و مايلي يتحدثان بنفس اللغة و بعد عدة دقائق سكتا الاثنان فجأة ، رأوا السيدة ماتيلدا و قد تحولت عيناها إلى اللون الأسود القاتم وقامت بإحضار سكين ضخم و اقتربت من مايلي المسكينة ، و لكن ما حدث أمر تقشعر له الأبدان .. مر على اختفاء مايلى أسبوعان من البحث والتفتيش والسؤال وفقدان والديها الأمل في إيجادها إذا كانت حية ، و طوي الأمر على ذلك و أقفلت الصفحة و توقفت الشرطة في البحث ولكن والديها لم يتوقفا عن البحث ..

–  تيد حبيبي ما بك تجلس لوحدك في الظلام ؟؟
–  لا شيء ..
–  كيف !! إني أراك مثل الحزين ، هل أنت تذكر هذه الفتاة ؟
–  نظر إليها وعيناه تفيض من الدمع وقال لها ” نعم لقد قمتِ بتقطيعها إلى أشلاء و كل ما قصدته أن أقوم بإرعابها ليس ألا ، لقد كانت اعز صديقة عندي “
–  توقف ، لا تقل هذا فأنت لست من بني البشر ، أنت الأمير المنتظر ، أنت من ستحكم عالم الظلام
–  و متى سوف أحكم هذه المملكة  ؟
–  قريبا جدا يا بني لا تقلق ، قريبا سوف تحكم مملكة الظلام العظيمة وسوف تعتلي عرش أبيك وتصبح ملك العالم السفلي .

وتعالت ضحكاتهما هما الاثنان ، ” هيدرا ”  تنتظر بشوق أن يصبح ”  تينب ” أمير الظلام كما أرادت والدته قبل أن تموت و أن يقضي على شياطين ” الاجينس ” و يعتلي عرش أبيه ” الملك فيليوس ” ملك العالم السفلي .
يتبع ..

تاريخ النشر : 2016-04-18

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى