تجارب ومواقف غريبة

ذكريات مؤلمة

بقلم : سامية المغربية – المغرب
للتواصل : [email protected]

كنت أحس بإزعاج فلم أنم مرتاحة !!

السلام عليكم ، عدت من جديد فقصصي مع الجن لا تنتهي ، سأحكي لكم عن ليلة الرعب التي قضيتها قبل أربع سنوات ، كان عمري حينها لا يتجاوز 16سنة ، مات أبي – الله يرحمه و يجعل مثواه الجنة – بعد صراع مع سرطان الرئة لم يدم أكثر من ستة أشهر ، قمنا بدفنه و قبل حتى أن تجف دموعنا جاءت جدتي أم أبي – الله يرحمها و يغفر لها – تطالبنا بإخلاء البيت في اليوم الثالث بعد موت أبي !!

 كيف هذا ؟؟ أين نذهب ؟ و من سيقبل بنا ؟ و أبي صرف كل ماله من أجل بناء هذا البيت؟ من سيقبل بأم و3 بنات لا رجل بينهم ؟. لم نرضخ لطلب جدتي وعاندناها ، كيف نخرج من بيت بناه و شيده أبي بماله ! لم تجد جدتي حل غير الاتجاه للسحر – الله يغفر لها – كنت أراها كل ليلة خميس من العين السحرية ( منظار في الباب ) حافية القدمين في الظلام وشمعة سوداء في يديها تقترب من بابنا وترمي أشياء رائحتها كريهة ..

أمي كانت كل صباح جمعة تسكب على هذه الأشياء ماء مقروء عليه قرآن لإبطاله .. مرت الأيام و نحن على هذا الحال مشاكل وصراع دائم ! أمي و إخوتي ذهبوا لبيت جدي ، بقيت لوحدي في البيت فخرجت لآتي بطلبات من البقالة و لما عدت وجدت بقعة ماء بباب البيت ، لم أعرها اهتماما فتخطيتها و يا ليتني لم أفعل ؛ فقد كان هذا الماء السبب في أن أعايش أسوء ليلة في حياتي ..

دخلت فاتصلت أمي تقول أنهم سيبيتون ببيت جدي ، درست قليلا ثم نمت ، كنت أحس بإزعاج فلم أنم مرتاحة ، تارة أصحو على صرخة فتاة مرعبة فوق رأسي و تارة أخرى صوت قطة تلعب قرب قدمي  و تارة صحون تتحرك في المطبخ و رائحة لا تطاق في البيت بأكمله ..

كنت مرعوبة جدا لدرجة أنني بقيت منزوية أقرأ القرآن حتى طلوع الفجر ومن ذالك اليوم تدهورت صحتي و دراستي ،  أصبحت أكره البيت و أكره الجلوس فيه ، أصبحت منطوية جدا و أحب الوحدة ، لم أرتح يوما حتى غادرنا ذلك البيت المشؤوم .. لم أظن يوما أنني سأكره البيت الذي أمضيت فيه طفولتي ، البيت الذي كنت أتدكر فيه حنان أبي و أمانه ، البيت الذي كنت أناجي فيه أبي من تحت سقفه ! لم أظن يوما أنني سأكرهه لهذه الدرجة .. الله يغفر لجدتي ويرحمها ويجعل مثواها الجنة هي و أبي ..

تاريخ النشر : 2016-04-19

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى