قتلة و مجرمون

الحاج ثابت .. مغتصب روع النساء

بقلم : السعدية – المغرب

الحاج ثابت في قبضة العدالة

عندما تتحول السلطة إلى سلاح يستخدم عكس التيار يصبح الإحساس بالأمان قاب قوسين أو أدنى من أن ينعدم ،ومقال اليوم يطرح هذا كيف تتحول السلطة من خدمة الأمان إلى اللا أمان.

هذا النوع من الأشخاص تزخر بهم المعمورة، إنسان تمادى في سلطته إلى حد كانت هي سبيله نحو الهاوية. ويمكن أن نطبق عليه مقولة جون جاك روسو : “الإنسان ذئب لأخيه الإنسان”.

وككل البدايات التي تأتي بالأفراد إلى هذا العالم ولد “الحاج ثابت ” كما يلقبه زملاءه سنة 1949 بمدينة بني ملال بالمغرب والتحق بسلك الشرطة بعد إنهائه للمرحلة الثانوية ، أي في سن مبكرة ، في البداية عمل كمخبر وبعد سنوات قليلة التحق بأكاديمية الشرطة وذلك في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وتدرج في عدة مراتب إلى أن تم تعيينه قائد للشرطة في مدينة الدار البيضاء سنة 1989.

في صبيحة احد أيام سنة تقدمت سيدة ببلاغ عن شخص اغتصبها ووصفته بأنه يلقب بالحاج حميد وبأنه في البداية قدم نفسه كمهاجر بالديار الأوروبية قبل أن يكشف انه شرطي واقتادها هي وصديقتها إلى شقة واغتصبهما وقام بتصوير ذلك على شريط فيديو وهددهما بأن تعودا إليه أول يوم عيد الفطر أو يقوم بنشر الشريط.

بسبب عدم كفاية الأدلة وتضارب أقوال السيدة المشتكية وكذلك تدخل أيدي خفية لأتلاف المحضر .. فقد طوي البلاغ وتداركه النسيان .

ثم مرت سنتان , وتفجرت القضية من جديد وفتح الملف الذي شغل الرأي العام المغربي لوقت طويل حتى أن المواطنين لشدة لهفتهم لمعرفة التفاصيل كانوا يدفعون ثمن الجرائد مقدما قبل صدورها . فكما تعرف أيها القارئ العزيز في التسعينات لم يكن هناك وسائل تواصل مثل الموجودة حاليا كـ فايسبوك و تويتر وغيرها …

لقد تبين أن الحاج حميد الذي اشتكت عليه السيدة هو نفسه الحاج ثابت قائد الشرطة ، وقد أكدت شخصيته واحدة من ضحاياه القلائل التي كان لها الجرأة لتقدم بلاغا ضده عن هتك عرضها . ولعل صدمة زملائه ومن كانوا تحت قيادته كانت هي الأقوى والأشد من أي شخص آخر.

بعد إلقاء القبض عليه اعترف الحاج ثابت بالمنسوب إليه من التهم , وأقر باغتصابه لأكثر من 500 امرأة ، من بينهن فتيات صغيرات ، واعترف بأنه يصطاد ضحاياه غالبا من أمام الجامعات والثانويات، يستغل سلطته في خداعهن واستدراجهن إلى شقته حيث كان يعتدي عليهن هناك بشكل وحشي وهستيري، كان الرجل مهووسا بالجنس، يحلو له اغتصاب النساء جماعيا، وقد يغتصب ست أو سبع نساء مرة واحدة، وقد يغتصب نساءا من نفس العائلة، كأن يغتصب الأم وأبنتها معا، أو يغتصب أختين معا، ولعل أفظع ما أقدم عليه هو اغتصابه لأم معها طفلها ، ولم يكن بيد الأم المسكينة أمام سادية هذا الوحش إلا أن تضع وسادة بينها وبين الطفل لكي لا يشاهد تلك الأعمال المخزية. والأغرب هو انه أثناء ممارسته للجنس يتوقف ليأخذ حمام ويصلي ثم يعود لمواصلة اعتداءاته على ضحية! ، وكان يوثق اغتصابه لهن في أشرطة فيديو عن طريق كاميرا مخبأة في مزهرية، ويستعمل هذه الأشرطة لابتزازهن لاحقا .

قد يتساءل البعض منكم هل لهذا الإنسان عائلة ؟ .. في الحقيقة نعم هو متزوج , له زوجتين وأبناء وكانوا يقطنون في فيلا في نفس المدينة. أما أعماله المشينة فكان قد أعد لها شقة خاصة ليمارس فيها جرائمه على راحته طيلة أيام الأسبوع عدا السبت والأحد التي هي نهاية الأسبوع في المغرب ، ففي نهاية الأسبوع يتوقف عن أعماله المشينة ويقضي وقته رفقة أبنائه وزوجتيه الذين نفوا لاحقا علمهم بجرائمه .

بعد محاكمات ماراثونية معززة بالشهود والأدلة التي تم التحرز عليها في شقة المتهم تم الحكم على الحاج ثابت بالإعدام ونفذ فيه الحكم فجر أحد أيام شهر سبتمبر 1993 ليطوى ملفه نهائيا ويكون آخر شخص يطبق عليه حكم الإعدام بالمغرب.

وكان آخر طلب للحاج ثابت هو أن يجرى له فحص لدى طبيب نفسي ليعلم أبناءه انه إنسان غير سوي وان ممارساته تلك لم تكن طبيعية أو بإرادته!!.

تاريخ النشر : 2016-05-03

السعدية

المغرب
guest
55 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى