أدب الرعب والعام

بقلـــمــي سأقتــلـك

بقلم : ابو العز و be happy – فلسطين

وعندما بدأ الاحتفال كنت أحمل العصير.

أسمي "حازم" أبلغ من العمر 24سنه , أكلمت دراستي والآن أبحث عن عمل… لكن كيف سأجد عمل في هذه المدينة الكبيرة … كنت أحب الجميع والجميع يحبني… فقلبي صافي لا يحمل مشاعر حقد تجاه أحد… كنت كل يوم أبحث في الجريدة عن عمل… وأقرأ الإعلانات… وذات يوم قرأت أعلان يقول : "مطلوب موظفين بمؤهلات عالية وسيتم الدفع لهم بأجر كبير".

أخذت الرقم واتصلت… أجابني موظف الاستقبال وقال: مرحبا

قلت له: مرحبا أريد ان اتقدم للعمل عندكم…

قال لي: تعال في الخامس من هذا الشهر الجاري…

وعندما طلعت الشمس ذهبت باكرا لمقابلة العمل أجروا معي مقابله وقبلوني… يا الهي بهذه السرعة سأطير من الفرح قررت الذهاب عند أمي المقعدة وأخبرتها بخبر توظيفي ففرحت كثيرا… ودعت لي من كل قلبها…

وانطلقت في الصباح للعمل بكل نشاط….عندما دخلت لم أر أحدا اقتربت من عامل النظافه وقلت له: صباح الخير ألا يوجد أحد هنا؟؟!!

نظر الي بنظرات غربيه واظهر لي ابتسامه خبيثه على وجهه وذهب… قلت في نفسي : ما به هذا المجنون ؟…

أتى الي المدير فابتسمت في وجهه وقال لي: ماذا تنتظر…باشر بالعمل…

قلت له:أي عمل ….

قال لي : التنظيف…ماذا ألم يعجبك…!!!

قلت له : ليس هذا ما اتفقنا عليه ..

قاطعني وقال : اعتقدت بأنك في أمس الحاجه للعمل…

خفضت رأسي من شدة الخجل والحزن…. كانت أسئله كثيره تدور برأسي …ماذا فعلت لا ستحق هذا؟؟ غضبت كثيرا حتى كسرت النافذة ودخل الزجاج في يدي…قال لي المدير:ستخصم من راتبك… وذهب…

وفي اليوم التالي… ذهبت للعمل… أظن أني أصبحت كالخادم… هم يعملون … والجميع يرمقني بنظرات غربيه ومن ثم أتى الي شخص يدعى وليد قال لي: أحضر لي فنجان قهوة بدون سكر .. هيا اذهب يا خادم ولا تتأخر..

كنت سأضربه ولكن خفت ان أفقد عملي….تراجعت وأحضرت له طلبه… ولكن عندما اوصلته اليه تعمد سكبه على نفسه ودفعني وقال لي أيها الأحمق ألا ترى؟؟ ضحك الجميع علي أما أنا بقيت صامتا… والدموع تملأ عيني عندها نظرت الي موظفه وتدعى منار وقالت: انظروا الى هذا الرجل الابله سيبكي…

وعند حلول المساء غادر الجميع…. نظفت المكان وخرجت والألم يعتصر قلبي…وصلت الى البيت…رأيت امي تعد العشاء… قبلت يداها واحتضنتها بشده… قالت لي: لماذا تبكي بني ألم تتوفق في العمل .

قلت لها لا يا أمي ولكن هذه السعادة…

لم أرد اخبارها كي لا تسوء حالتها فهي لم تعد تستطيع تحمل ألم الحياه والمعاناه…

في الصباح ذهبت للعمل.. أخبرني المدير أنه سيحضر لاحتفال ضخم… وكان علي العمل بشده…وعندما بدأ الاحتفال كنت أحمل العصير… ولكن أحد رجال الأعمال المهمين سكب الصينية التي كنت أحملها على الارض وقال لي: هيا نظف هذه الفوضى يا خادم… وضحك…

كنت أتحمل هذه الاهانات فقط من اجل أمي فهي عانت كثيرا لاصل الى أعلى الدرجات العلم….ولكن اجتمع زملاء العمل "وليد ومنار وسوسن" وقروا ان يعملوا لي مقلب…جلس وليد على الكرسي ومد قدمه بينما كنت أسير تعثرت ومن ثم وفقت… تعالت الضحكات… فالجميع فقط يريدون شيئا واحدا لينزلوا من قيمتك… ومن بعدها جاءت سوسن وسكبت العصير على رأسي لم استطع التحرك كانت يداي مغروسة بالزجاج وأنا أتالم .. ومن بعدها جاءت منار وقالت لي: هل تريد مساعده ايها الاحمق…

انا لم أعد استطيع التحمل انتزعت يداي من الزجاج وخرجت أجري مسرعا وقفت وانا أبكي وانظر الى يداي المغروستان بالزجاج المليئتان بالدم حينها قررت الانتقام من كل واحد أهانني وحط من كرامتي ….حينها دخلت الى البيت…وأوقفتني امي وقالت لي: ما بك يا بني

قلت لها: لا تتدخلي وابتعدي من أمامي… ومن ثم بدلت ملابسي واتصلت بمشعوذ فقلت له: حضر لي طلبي…

قال لي:نعم تعال وخذه…

خرجت من الغرفه فوجدت أمي ملقاة على باب غرفتي… لم يطاوعني قلبي أن أتركها حملتها ووضعتها على السرير وخرجت ….

عندما قابلت المشعوذ أعطاني طلبي وهو قلم مسحور قال لي: اكتب وسترى ماذا سيحدث…أنت فقط اكتب….وانتظر ماذا سيحدث لهم ولكن في المقابل ستخسر حياتك انا انبهك فان اردت التراجع فقل لي ..

شكرته ومن ثم ذهبت….جلست في غرفتي وبدأت بالكتابة… بدأت أولا بالموظفين الذين سخروا مني وهم وليد وسوسن ومنار

اولا بدأت بوليد… ينهض وليد من فراشه ويذهب الى المطبخ…. يحضر سكينا حاده…..وينظر للمرآة ومن ثم يقطع شرايينه…. ويكتب هذا هو الانتقام…انما قلتت نفسي بمحض ارادتي….أما ما حصل بعد….ذلك…فقد اقتلع عينه ونظر للمرآة ويبتسم ومن ثم يغرز السكينه في قلبه..

اما سوسن.. فتستيقظ مرعوبه… وكأن شخصان يطاردها في كوابيسها تذهب الى الحمام لكي تغسل وجهها وتشرب القليل من الماء…. أحضرت كأسا لتشرب ولكن الماء يتحول الى دم فيجن جنونها وبعد ذلك تحضر المقص وتبدا بقص شعرها…..ربما هذا هو افضل عقاب بالنسبه لها ..

اما منار….فقد اهانتني وستلقى جزاءها .. احضرت المفرمة وضعت يدها والدم يتطاير في كل الانحاء ومن بعد ذلك تكسر الزجاج وبدات تسير عليه ومن ثم تصعد الى الاعلى (السطح) وتقفز منه ..

أما المدير فسيكون عقابه شديدا فقط اهانني كثيرا وكذب علي….وفي اليوم التالي حققت الشرطه في الامر…وقالت: بأن وليد أراد الانتحار….وسوسن أصبحت مجنونه ومنار حبيبها تركها مات بحادث سير وارادت الانتحار ومعاقبة نفسها هذا ما فسرته الشرطه…ولكن كل الذي حصل معهم….كان عكس ذلك….عندما ذهبت الى المدير قابلني المدير وهو يبكي ويقول لقد خسرنا ثلاثة من عملائنا الماهرين… والآن سنخسر كل ما لدينا!!!؟؟؟ تركته وقلت في نفسي ولكنك ستخسر حياتك أيضا.

لا تقلق… فقد حان دورك!!! أحضرت الورق والقلم وبدأت بالكتابة…

يذهب المدير الى ورشة النجارة ويمسك المنشار ويقطع يده….ومن ثم يستلقي على منشرة الخشب ويقوم بتشغيل المنشار الالي وتقطعه الى أجزاء.. واخيرا حققت انتقامي… وبعد يومين وجدوا جثة المدير….وقالوا لابد من انه انتحر لأنه خسر عمله وشركته وكل ما يملك….

وبعد اسبوعين … بدأت أشعر بشيء غريب كالسم يسري في جسدي بدأت ابكي لكن الدموع تحولت الى دم…أجل دم أحمر وبدأت اضعف كليا…

ناديت على امي فجاءت واحتضنتها بشده قالت لي: ما الذي فعلته بنفسك يا بني؟؟ما الذي يحدث معك؟؟؟

قلت لها أمي وأخيرا حققت انتقامي…

قاطعتني وهي تقول:يا بني انتقامك قد أعمى بصرك….لماذا فعلت هذا؟؟؟

قلت لها : ولكن الذي عشته شيء لا يحتمل فقد أهانوني…أذلوني وحطوا من كرامتي وانا لم افعل شيئا لأستحق ذلك ..

فجأة احسست بأن جسمي بدأ يتلاشى كليا وكأنني أتبخر .. صرخت وقلت : امــــــــاه ســـــامحــيــني

قالت ارجوك بني لا تتركيني في هذه الدينا القاسيه أرجوك..

المسكينة تبكي على رحيلي…أماه لا تبكي فهذه سنة الحياة وهكذا انا رسمت قدري .. سامحيني أماه …

تاريخ النشر : 2016-06-01

ابو العز

سوريا
guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى