أدب الرعب والعام

ثيدور صانع الساعات

بقلم : علي سامر – سوريا
ثيدور صانع الساعات
غرفة كبيرة مملوءة بالساعات المتنوعة

 مرحبا أنا تشارلي و سأروي قصة غريبة حدثت معي منذ عدة أسابيع، و تركت أثراً كبيراً في داخلي.

في احد أيام شهر فبراير الباردة، كنت في يومٍ دراسي عادي بمدرستي الثانوية كانت الدنيا ثلج، و الثلوج قد ملأت الشوارع و الساحات ، و في لحظةٍ دون سابق إنذار يأتي إلي احد المتنمرين في المدرسة و كان يريد طعام فطوري و مالي، لكنني كنت وقتها غاضب من بعض المشاكل في المنزل فرفضت أن أعطيه النقود و الطعام، فتعاركنا و عندما انتهينا من العراك انتبهت أن ساعة اليد خاصتي قد خربت، فقررت أن آخذها إلى العم ثيدور.

كان العم ثيدور يصنع الساعات و يصلحها لكن كان الناس يقولون عنه انه غريب الأطوار، و في ذات الليلة قررت الذهاب إلى مشغله الذي يوجد في بيته، و عندما وصلت إلى منزل العم ثيدور انتابني الخوف من منظر المنزل المرعب جعلني أتردد في الدخول لكن تمالكت أعصابي في النهاية و دخلت قرعت الباب و إذ يفتح لي شخص متوسط الطول كبير في العمر، قد بدا للوهلة الأولى لطيفاً بعض الشيء ، سلمت عليه فرد السلام بصوته الخشن و المرعب و دعاني للدخول، دخلت معه إلى غرفة المشغل كانت غرفة كبيرة مملوءة بالساعات المتنوعة و كان صوتها مزعجا جدا.

ثم قال لي : أعطني الساعة فأعطيتها له فجلس يتفحصها و يعاينها، و بعد أن انتهى من فحصها قال لي بصوته الخشن : عد غدا و استلم ساعتك .

عدت إلى البيت و الريبة تنتابني من غرابة أطوار هذا الرجل، و مجرد أن وضعت رأسي لأنام غفوت في نوم عميق جداً و بدأت أرى كوابيس تتعلق بهذا الرجل كان يمسكني و يقوم بتمزيق جلدي و تكسير عظامي لاستخدامها كقطع لساعاته، و استيقظت من النوم هلعاً .

في اليوم التالي ذهبت للمدرسة ككل يوم لكن لم أكن مركزاً بالدروس مع الأساتذة، و كان هناك صوت في رأسي يتمتم في أذني باسمي و يقول لي : نهايتك عندي .

و في الليل قررت الذهاب بعد تردد كبير إلى العم ثيدور، و للغرابة التامة كان جالساً ينتظرني عندما و صلت قال لي : لقد كنت انتظرك منذ الصباح، عندما دخلت نظرت إلى الساعات كانت كلها قريبة من منتصف الليل، فسألته هل جهزت ساعتي فقال لي: انتظر قليلاً، فدخل إلى غرفة أخرى داخل غرفة المشغل و في لحظة بعد دخوله انقطع التيار الكهربائي و عم الظلام أرجاء الغرفة، ودقت الساعات كلها في نفس الوقت مشيرة إلى منتصف الليل، و عاد التيار الكهربائي لأرى نفسي مربوطاً لا حول لي ولا قوة، و العم ثيدور يتقدم نحوي و السكين في يده .

تاريخ النشر : 2016-06-11

علي سامر

سوريا
guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى