تجارب من واقع الحياة

لا أعلم ماذا حدث لي

بقلم : ملاك الليل – مصر
للتواصل : [email protected]

لا أعلم ماذا حدث لي
أصبحت لا أتحدث مع أحد

أﻭﻻ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻗﺮﺍﺀ ﻣﻮﻗﻊ ﻛﺎﺑﻮﺱ  ..

أﻧﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻴﻜﻢ ، أﺭﺟﻮﻛﻢ ﺳﺎﻋﺪﻭني .. اﻧﺼﺤﻮني ﻣﺎﺫﺍ أﻓﻌﻞ ..
أنا أﻋﺎﻧﻰ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻻ أﻋﻠﻢ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺒﺐ !! أﻋﺬﺭﻭﻧﻰ لأني سأطيل الحديث ﻋﻠﻴﻜﻢ ، ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻯ ﻣﻦ أشكو إليه همي ، ﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﻤﻌﻮﻧﻰ أﻧﺘﻢ ﻓﻠﻴﺲ ﻟﺪﻯ ﻏﻴﺮﻛﻢ ..

ﻟﻘﺪ ﺗﻮﻓﻴﺖ أﻣﻰ ﻭأﻧﺎ ﺑﻌﻤﺮ الثانية عشر ، ﻭإﻟﻰ ﺍلآﻥ ﻻ أﻋﻠﻢ ﻣﺎ هو ﺳﺒﺐ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ .. !!

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻯ ﻣﺮﺿﺖ ﻓﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻮﻡ ﻏﺮيباً أﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻛﺎﻧﺖ كعادتها ﺗﻤﺰﺡ ﻣﻌﻰ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭ أﻭﻻﺩﻫﻢ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﺟﺪﺍ ..
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻞ ﺍلمساء ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻰ أﻥ أﺳﺘﺤﻢ ﻭأﺫﻫﺐ إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺘﺠﺮ ﻭأﺷﺘﺮﻯ ” لب ” ﺣﺘﻰ نتسلى ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺸﺎﻫﺪ أﺣﺪ ﺍلأﻓﻼﻡ ، ﻻﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﻌﺮﺽ ﻻﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻠﻔﺎﺯ ..

ذهبت لأستحم وعندما خرجت ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻨﻰ ، ﺧﻔﺖ ﻛﺜﻴﺮاً وأﻳﻘﻈﺖ أﺑﻰ ﻭﺍﺗﺼﻞ بعمي ﻭﺫﻫﺒﻮا بها إﻟﻰ ﺍﻟﻤﺸﻔﻰ ، ﻇﻠﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﻓﻴﺖ …

و ﺑﻤﺎ أنني ﻗﺮﺭﺕ أن أﺣﻜﻰ ﻟﻜﻢ ﻛﻞ شيء ، سأذكر ﻣﺎ ﻣﺮﺕ ﺑﻪ أﻣﻰ ﻗﺒﻞ ﻭﻓﺎﺗﻬﺎ ..

ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻜﻦ ﻓﻰ أﺣﺪ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ ، و ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻧﺰﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭ أﻭﻻﺩﻩ ، كلاً ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ أﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻣﻌﻨﺎ ﻋﻘﺪاً ﻟﻮﺣﺪﻩ .
ﻧﺸﺒﺖ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ لأﻧﻨﺎ ﻭﺍﻓﻘﻨﺎ أﻥ ﻧﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﻣﻊ أﺑﻮﻫﻢ ، فأﺻﺒﺤﻮا ﻳﻬﺪﺩﻭﻧﻨﺎ ..
ﻭﻓﻰ ﻳﻮﻡ ﻭﻗﻔﺔ ﻋﺮﻓﺔ ، ذهب أبي ﻟﻴﺸﺘﺮي ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﺤﻢ ، ﻭأمي ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺭﺃﺕ أبي ﻭﻗﺪ أﻭﻗﻔﻪ ﺛﻼثة ﺭﺟﺎﻝ يريدون ضربه ، فهرعت أمي إﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻭأﺣﻀﺮﺕ سكيناً ﻭﻧﺰﻟﺖ ﺣﺘﻰ ﺗﺪﺍﻓﻊ بها ﻋﻦ أبي وتخيفهم ، ﻭيا ليتها ﻟﻢ تفعل ..

ﻓﻘﺪ ﻗﺬﻓﻬﺎ أﺣﺪﻫﻢ ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﻭأﺻﺎﺑﻬﺎ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﺎﺟﺒﻴﻬﺎ ، ﻟﻘﺪ ﺭأﻳﺖ أمي ﻭﺩﻣﺎؤها ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ .. ﻫﺮﻋﺖ إﻟﻴﻬﺎ ولم أتمكن من رؤية من أصابها ، اقتربت منها و يا هول ما رأيت !!

رأيت رأسها من الداخل ، ﻫﻞ ﺗﺘﺨﻴﻠﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻈﺮ ﺍﻟﺒﺸﻊ أعزائي القراء ؟!!
إحساس مؤلم أن ترى هذا المنظر بأكثر شخص تحبه في هذه الحياة .. لم أصدق ما حصل ولم أستوعبه فقد كنت صغيرة على فهم هذه الأمور الكبيرة والمؤلمة ..

جاء الإسعاف وأخذوا أمي إلى المشفى لكنهم لم يعتنوا بها جيداً .. واستطاع هؤلاء المجرمين تزوير تقرير الطبيب الشرعي ، فقد كان التقرير الأصلي يقول كسر في الجمجمة وفقدان أحد عظامها وأشياء أخرى منها أن أمي فقدت حاسة التذوق والشم بالإضافة إلى أن نظرها أصبح ضعيفاً ..

ﻛﻞ ﻫﺬﺍ حدث ﺑﺴﺒﺐ أبي .. ﻟﻴﺘﻬﻢ ﻗﺘﻠﻮﻩ ﻭﻋﺎﺷﺖ هي معنا ..

رفعنا ضدهم قضية لكنهم كانوا أغنياء ولهم معارف كثر في أجهزة الدولة .. وأبي لم يكلف خاطره ولم يفعل أي شيء حتى يساعدها ، كانت تذهب وحدها للمحكمة وتفعل أي شيء بمفردها ..
عرض الجناة على أبي النقود مقابل أن تتنازل أمي عن قضيتها ، ووافق على ذلك .. باع المرأة التي ضحت بكل شيء من أجله .. !!
ﻟﻜﻦ أمي ﻟﻢ ﺗﻮﺍﻓﻖ ، ﻭﺭﻓﻀﺖ بشدة ، وكلما عينت محامي يقوم الجناة برشوته فيتخلى عن القضية .. وفي هذه الفترة تفاجأت أﻣﻰ أﻧﻬﺎ ﺣﺎﻣﻞ ، ﻟﻜﻢ ﺍلآﻥ أﻥ ﺗﺘﺨﻴﻠﻮا معي .. ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺣﺎﻣﻞ ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻃﻔﻠﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻢ !!

كل تعب أمي كان بلا نتيجة ، آخر محامي ذهبت إليه كان مشهوراً ووعدها أن يحصل لها على تعويض هائل ، عدا عن العملية التي يجب أن تجريها ، لكنه بعد فترة غير كلامه وتخلى عن القضية وكل ذلك كان بسبب أولئك الجناة ..
حزنت أمي بعد ذلك وتقربت أكثر إلى الله وبعدها بفترة توفيت وتركتني أنا وأختي البالغة من العمر تسعة أشهر ..

هنا تنتهي معاناة أمي وتبدأ معاناتي ..
بعد وفاة أمي ذهبنا للعيش عند جدتي والدة أبي ، وكانوا يعاملوني بطريق تضايقني ، حتى أبي كان يضربني بسببهم ، وأصبحت أبكي ليل نهار ..
وبعد فترة تزوج أبي امرأة من الريف كانت مطلقة ولديها بنت لكن هذه البنت لم تكن تسكن معها ..
كانت زوجة أبي تصغره بكثير فقد كان عمرها 22 ، وهنا بدأت سلسلة جديدة من معاناتي ..

كانت زوجة أبي تكرهني بلا سبب وتكره وجودي معهم في المنزل ، وأبي تزوجها فقط من أجل غرائزه لا من أجلنا أنا وأختي ، فقد كانت صغيرة في السن ، والدليل على كلامي أنه كان يضربني من أجلها ضرباً مبرحاً وكاد أن يطردني من المنزل ..

أصبت بحالة من ﺍﻻﻛﺘﺌﺎﺏ ، و أﺻﺒﺤﺖ ﻻ أﺗﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﺣﺪ ﻻﻫﻢ ﻭﻻ ﻏﻴﺮﻫﻢ ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ منعني أبي من الذهاب إليها ، بسبب أنه رأى أحد الشبان يغازل فتاة فيها عندما أوصلني ذات يوم إلى المدرسة .. ما ذنبي أنا حتى يمنعني من الدراسة ؟!!
كان أبي يريدني أن أكون خادمة عند زوجته ، وكنت كلما شكوت له تصرفاتها معي يضربني بدل أن يأخذ لي حقي منها ..
ﺑﺴﺒﺒﻪ أﺻﺒﺤﺖ ﺍﻧﻄﻮﺍﺋﻴﺔ ﺟﺪﺍ ، أنا التي كنت محبة للحياة ..
عندما قرر أن يتزوج لم أتضايق من ذلك بالعكس فتحت قلبي لزوجته وكنت أريد أن أعرفها على الجيران و على البلد فكما قلت لكم كانت هي قادمة من الأرياف .. لكن حسبي الله ونعم الوكيل فيها ..

بعد ذلك انتقلنا للعيش في بيت جديد ، وهناك قابلت شاباً كان يقطن في المنزل المقابل لمنزلنا ، وكلما أقف في نافذتي أراه ينظر إلي ويبتسم .. وطبعاً ذلك لم يعجب زوجة أبي فقد كانت تغار مني بطريقة غريبة ، وسلطت أبي عليَّ ، ومنعني من الاقتراب من النافذة أو الخروج إلى الشرفة ، كان يريد حبسي .. لكني كنت أخرج رغماً عنهم يكفي أنه كان يضربني ويضيق عليَّ في كل شيء حتى في اللبس ، لذلك تعرفت على هذا الشاب وأصبحت أكلمه على الهاتف في الخفاء ، أخبرني أنه سيتقدم لخطبتي ، لكن زوجة أبي سمعتني في إحدى المرات وعرفت بالأمر فذهبت إلى أمه وتكلمت عني كلاماً غير لائق ، وكذلك أخبرت أبي الذي ضربني بشدة ورفض ذلك الشاب حتى قبل أن يتعرف عليه ، وتواسط من أجلنا الجيران والمعارف لكنه أصر على موقفه ، لذلك قررنا أنا وذلك الشاب أن نهرب و نتزوج .. وبالفعل هربنا ، وقد حاولت أمه التفريق بيننا لكنه لم يتخلى عني ..
و أنا الآن زوجته وأنجبت منه ولداً …

يتبع …

تاريخ النشر : 2016-06-20

guest
18 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى