تجارب ومواقف غريبة

النفقين

بقلم : خالد قبوض – سوريا
للتواصل : [email protected]

النفقين
وقفنا مقابل النفقين ونحن نود الدخول للداخل

في يوم جميل ومشمس في الصيف ، كنت أنا و أصدقائي نود ان نذهب في مغامرة ، ونحن نمشي في اراضي كيوان كنا ندخل على بساتين الجيران ونأكل الفاكهة والثمار ، وبعدها نطرق باب البيوت ونهرب وكنا نرمي الاحجار عل اللمبات ( الاضواء ) ونكسرها وكنا نفعل الكثير من الأمور الشقية ونحن نضحك ونمرح ،

 ولكن جاء يوم سيئ جدا بالنسبة لنا ، مع انه لم يحدث لنا اي ضرر .
كنا مارين بأحد بساتين كيوان, حتى وصلنا الى منطقة خالية من السكان ، فرأينا في نهاية النهر ولأول مرة نراه وهو “النفقين ” ، سمي بالنفقين لأن عندما تنظر اليه من الخارج يكون له مدخلين ،فتظن بانه نفقين منفصلين، ولكن هو بالأصل نفق واحد,

فتأثرنا بما رأيناه و تشوقنا اكثر للمغامرة ، فقررنا أنا واصدقائي الدخول اليه , عندما دخلنا كان الظلام دامس وكلما نعمق في الدخول يزداد الظلام لأن النفق كان طويل جدا ,

فجأة شعرنا بالقشعريرة ولم نستطع حتى الإكمال الى نصفه ، فعدنا الى الخارج وأتفقنا ان نعود فاليوم التالي ومعنا اضواء لكي ننور النفق ,وعدنا الى بيوتنا وكأن لم يحصل شيء ، ولكن الصدمة عندما حان وقت النوم ,

نمت في الساعة العاشرة مساء ، ورأيت كابوس مرعب للغاية عن النفقين , 
سأحكي لكم الكابوس عن طريق سيناريو وحوار :

كنت انا واصدقائي محمد وجعفر وايهم وعمر وعمار، اجتمعنا في الساعة الثالثة صباحا قبل طلوع ضوء الشمس ووقفنا مقابل النفقين ونحن نود الدخول للداخل , لكن فجأة ركض عمر ودخل لوحده
 
فقال محمد وهو يصرخ: إنتظر الى اين تذهب عمر … عمر … عمر…
فقلت : هيا نلحق به 
فقال عمار: انا سألحق به
طبعا دخل عمار وهو ينادي عمر .. عمر.. لكنه لا يجيب , ونحن واقفين بالخارج ننتظر 
قال جعفر : لقد تأخر عمار كثيرا 

فخرج عمار واخيرا ، لكنه كان مصدوم وخالع كل ملابسه
قال له محمد : كيف خلعت ملابسك ؟الا تشعر بالبرد؟.

رد عليه عمار وهو يرجف: اشعر بحرارة مرتفعة
فقلت له : هل رأيت عمر ؟ فلم يجاوب .

فدخلنا لأول النفق ، فبدأ عمار ينزف دمه في كل جسمه بدون سبب،  ولايوجد فيه اي جرح ، وحتى اصبح لون جسمه ووجهه احمر من كثرة الدماء
فقال له جعفر : ماذا يحدث لك ؟
قال له: لا اعرف 
اكملنا سيرنا ونحن ننادي بصوت واحد عمر… عمر… وماء النهر تسير تحت اقدامنا ,واستمرينا بالسير الى ان امسك احد بأيهم وجعفر 

فقال ايهم :شباب من امسك بي ليس وقت المزاح
قلنا: لا احد !
ففجـأة صرخ جعفر وايهم واختفوا من بيننا ,فنحن لا نرى شيئ بسبب الظلام 
فركضنا الى الأمام انا ومحمد وعمار ,ونحن نشعر بخوف كبير, فسقط عمار ولم نعد نراه ,فاستمرينا انا و محمد 
فقلت لمحمد : هيا نعود انا خائف 
فقال : إنتظر بقي القليل 
فاستمرينا بالسير الى ان رأينا ضوء ساطع في اخر النفق

 ويوجد فيه ناس يصلون ، وكان عمر يصلي معهم ، وكانو وكأنهم يصلون صلاة الميت،  فلا يسجدون ولا يركعون فقط يقولون الله اكبر .

فقلت : محمد انظر عمر هناك 
وهم يصلون ، فجأة نظر الينا رجل من بينهم نظرة مرعبة فعدنا مسرعين والخوف لايفارقنا , فوصلنا الى الخارج وقلنا :يالله ماالذي يحدث .
فخرج ايهم واسنانه مكسورة ،وخرج جعفر وهو يعرج على قدمه ،وخرج عمار والدماء تغطي جسمه 

فقلت لهم : ماذا حدث ؟؟
فقال جعفر: لقد امسك بنا شخص ملامحه غير واضحة فكسر لي قدمي وكسِّر اسنان ايهم .

اما عمار فكان يرجف يقول كلمات غير مفهومة, واخيرا وجدنا عمر فوق النفقين (على سطح النفقين)
فقلنا له :اين كنت ؟ لقد تعذبنا من اجل ان نجدك 
واجاب بنظرة غريبة: كنت اصلي .

هنا انتهى المنام ، وعندما استيقظت صباحا والتقيت مع اصدقائي ايهم ومحمد وجعفر وعمر وعمار, حكيت لهم عن الكابوس الذي رأيته ,والغريب في الأمر ان محمد رأى نفس الكابوس بالتفاصيل ,والذي لم افهمه هو ان في الكابوس انا ومحمد لم نصب بأي اذى، ونحن الأثنان فقط رأينا الكابوس .

وطبعا لم نذهب الى النفقين بعدما حكيت الكابوس لأصدقائي .

اتمنى  ان تنال هذه القصة  اعجابكم ،وانتظرونا قريبا بالكثير من القصص ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تاريخ النشر : 2016-07-11

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى