أدب الرعب والعام

حبيبتي

بقلم : غريبة الاطوار – سوريا

حبيبتي
أنت حياتي .. أنت الهواء الذي أتنفسه

حبيبتي ..
هل هناك أجمل من الجمال لأصف به عيناكِ ؟
هل هناك أجمل من القمر لأصف به رؤياكِ ؟
أعطني حباً ..أعطني عشقاً ..سلمت يمناكِ

– مجد : اشتقت إليكِ..
– لين : و أنا أيضاً ..
– مجد :أخبريني كيف حالكِ ؟
– لين :بخير طالما أنت موجود في حياتي
– مجد :أنتِ حياتي أتعلمين معنى ذلك ؟ أنت الهواء الذي أتنفسه , و الدم الذي يسري في عروقي ,أنت من تجعلين قلبي يدق لأكون على قيد الحياة , انت الشمس التي تنير حياتي ,و القمر الذي يبدد ظلامي , بل أنت السماء بأكملها ..
– لين (تقاطعه) : ههه ليس لهذه الدرجة ..
– مجد :بل لهذه الدرجة و أكثر .. أكثر بكثير مما تتخيلين ..

**
في صباح اليوم التالي .. بينما كان مجد في طريقه إلى عمله .. رُنَّ هاتفه :
– مجد: أهلاً يا حياتي .. يا أجمل أمنياتي ..يا أحلى ذكرياتي ..
– لين :اشتقت إليك شاعري الجميل
– مجد :ليت هناك كلمة أكبر من الشوق لأقولها لكِ !
– لين :اتصلت لأطمئن عليك فقط , و أقول لك انتبه على نفسك
– مجد: حسناً سأفعل يا أميرتي ..انتبهي على نفسك أيضاً
– لين (بسعادة) : حسناً ..إلى اللقاء
– مجد :إلى اللقاء ..

**
أكمل مجد سيره و هو بكامل السعادة و النشاط .. دخل في منحنى جانبي فوصل إلى مقر العمل ,فقد كان عمله قريب من منزله , لهذا يأتي إليه سيراً ..

– مجد: صباح الخير..
– يجيب الجميع : صباح النور سيدي
– مجد : مازن من فضلك.. أحضر بقية الأوراق إلى مكتبي
– مازن : حاضر سيدي..

**
في مساء ذلك اليوم .. التقط مجد هاتفه ليتصل بلين..
– مجد : مرحباً ..
– لين : ..
– مجد (بقلق) : ما هذا ؟ أأنت تبكين ؟؟
– لين : ..
– مجد : لا .. لا تبكي ءنا احبك .. لين .. أجيبيني أرجوكِ
– لين (تستمر بالبكاء) : ..
– مجد (بحزن) :لين .. حبيبتي ما الذي يبكيكِ ؟ أخبريني !!
– لين : أنا حزينة للغاية يا مجد .. حزينة للغاية
– مجد :لماذا ..لماذا ؟؟
– لين :لقد تقدم لي رجل أعمال , و من الواضح أن أهلي سيوافقون عليه .. (تستمر بالبكاء)..
– مجد : لا توافقي لين ..لا توافقي أرجوكِ
– لين : و من قال ءني موافقة ؟ أنا أحبك مجد أتفهم ؟
– مجد : أرفضي ذلك .. سآتي لخطبتك الآن.. أتتزوجينني ؟
– لين (بين الضحك و البكاء): حقاً .. بهذه السرعة ؟
– مجد :أي سرعة هذه ؟ لقد مرت سنة كاملة على حبنا ..ثم إن الوقت ليس مهماً بقدر قوة الحب ألا توافقينني ؟
– لين : بلى أوافقك لكن ..
– مجد (مقاطعاً ) : لكن ماذا ؟ أرجوكِ لا تقولي أي شيء .. سآتي لخطبتك بأسرع وقت..
– لين :أحبك مجد ..
– مجد : و أنا أحبك أيضاً.. هل توقفت جميلتي عن البكاء ؟ امسحي دموعك الآن..
– لين (تضحك و مازالت الدموع في عينيها) : حسناً ..
– مجد : انتبهي على نفسك , تغطي جيداً كي لا أبرد أنا حسناً ؟
– لين : حسناً .. إلى اللقاء حبيبي
– مجد : إلى اللقاء ..

**
في اليوم التالي..

– الأم (بانفعال) : ما الذي تقولينه أنت ؟
– لين : إنها الحقيقة يا أمي ..أنا أحبه
– الأم : تقولينها بهذه الوقاحة ؟ أنت ..
– لين (تقاطعها) : أحبه ..أحبه .. نعم سأقولها أحببببه..
– الأم : بهذه البساطة ؟ لمَ لمْ تقولي لي منذ البداية ؟ ثم من هذا الذي تحبينه ؟؟ من هو ؟ هل أعرفه ؟ منذ متى تعرفينه ؟ و ما أدراك أنه ..
– لين (تقاطعها) : انتظري أمي ..انتظري أرجوكِ ..لا تحكمي عليه و أنت لم تعرفينه بعد ..سأخبرك بكامل القصة..

– لين : هذا ما دار بيننا ,و بالفعل أخبرتها بكل شيء ..
– مجد : و ماذا كان رد فعلها ؟
– لين : ليس لديها أي رد فعل بعد ..
– مجد : حسناً .. سأتكلم مع والدك الآن ..اعطني رقم هاتفه..
– لين : أحقاً ما تقول ؟ الآن ؟!
– مجد : نعم الآن ..هيا ..

**
بعد مرور اسبوعين..

– لين : انا لا اصدق .. حقاً لا أصدق
– مجد : بل صدقي حبيبتي .. يا إلهي كم أحبك !! .. أخبريني هل أعجبتك صالة الزفاف ؟
– لين : لا يهمني الصالة و لا غيرها ,لا أريد زفاف أساساً ,أريدك أنت فقط ..
– مجد (ضاحكاً) : هههه ألا تحلمين بارتداء الثوب الأبيض و التبختر أمام الحضور ؟
– لين : لا لا أحلم بأي شيء , أحلم بك أنت فقط
– مجد : تقصدين أنك تحلمين في المنام ؟
– لين : هه سخيف
– مجد (ضاحكاً) : أنتِ أشد سخفاً
– لين : بل أنت السخيف
– مجد : لا لا بل انت ..
– لين : هييه توقف الآن و إلا سأغضب
– مجد :أنت سخيفة ..سخيفة ..

**
بعد أسبوع ..

– مجد : عيناك تتلألآن كقمر يزين السماء الواسعة في ليلٍ حالك الظلام ..
– لين : أنت أعذب من نهر جار بين جبال يسطع فيها الثلج كالألماس..

تقترب منها والدتها قائلة :
– ما أجملك يا ابنتي .. تبدين عروساً جميلة
– لين : شكراً لك أمي ..
– الأم : و أنت أيضاً يا بني..
– مجد (مسروراً) : شكراً لك عمتي , هذا من ذوقك..
– لين : أمي !! ما بك ؟ لماذا تدمعين ؟
– الأم ( يختنق صوتها ) : ..
– مجد : عمتي ..ما بك ؟ أخبريني , هل حصل أمر ما ؟ هل انت متعبة ؟؟
– الأم : لا لا أشكو من شيء , أنا فقط سأشتاق إليكِ يا ابنتي
– لين : أمي .. أنا هنا ,لن أذهب إلى أي مكان , فقط سأنتقل إلى منزل جديد, ولا يبعد بيننا سوى نصف ساعة..
– الأم : لكن ..
– لين : لا تقلقي يا أمي , لن تشعري بغيابي ,ستجدينني كل يوم أمام باب المنزل , و ستضطرين لطردي لشدة إزعاجي اليومي هههه , هل هذا يرضيكِ ؟
– الأم (ضاحكة) : لن تتغيري أبداً ههه
– مجد : هيه هل نسيتموني ؟ عمتي لمَ القلق وهي معي ؟ ألا تعلمين أن ابنتك تسكن في عيوني ؟!
– الأم : شكراً لك يا بني لأنك تقدر أمانتي بين يديك
– مجد : بل شكراً لك لأنك أنجبت تلك الأمانة ..
– لين : هل ستقضيانها في الشكر الآن ؟ هيا بنا .. لنرقص و نمرح قليلاً ..
– الأم (مخاطبةً مجد) : ألم أخبرك ؟ إنها لن تتغير هههه ..

**
بعد عدة أيام .. بينما كان مجد في طريقه إلى العمل ..

– مجد : صباح الخير سيدي
– المدير : صباح النور .. من فضلك أحضر لي الأوراق إلى مكتبي
– مجد : حاضر سيدي..

بعد عدة ساعات..
(رأسي يكاد ينفجر , لا أصدق متى ينتهي الدوام , الصداع يفتك برأسي)..

انتهى دوام العمل .. سار مجد بخطوات متعثرة و وصل إلى المنزل ..ثم دخل إليه ..
رُنَّ جرس الهاتف ..

– الأم : مرحباً مجد ..كيف حالك ؟
– مجد : بخير أمي .. وأنت كيف حالك , وكيف حال أبي ؟
– الأم : بخير عزيزي .. متى ستزورنا لقد اشتقنا إليك
– مجد : أعدك بأن أزورك قريباً يا أمي فأنا أيضاً اشتقت إليكم ,لكني مشغول هذه الفترة في العمل..
– الأم : آآآه.. تقول عمل ..
– مجد : أمي ليس بإرادتي صدقيني .. سآتي اليكم في يوم العطلة حسناً ؟
– الأم : لماذا لا تعود و تعيش معنا ؟ لماذا فضلت ان تستقل و تعيش لوحدك؟ صدقني المنزل ناقص بدونك
– مجد : تعلمين أن ظروف عملي أجبرتني على البعد .. لكن لا تقلقي أمي الغالية ,بمجرد أن تأتي العطلة سأستقل القطار و آتي ..
– الأم : حسناً بني .. إنتبه على نفسك
– مجد : و أنت أيضاً .. أوصلي سلامي لأبي و جميع إخوتي
– الأم : حسناً .. إلى اللقاء..
– مجد : إلى اللقاء..

**
عند حلول الليل .. توجه مجد إلى السرير لينام..
مرت نصف ساعة ..
ساعة ..
ساعة و نصف .. ساعتين..
ثلاث ساعات .. لم يستطع النوم ..
(هووف .. يا إلهي أريد أن أنام !!)

ذهب مجد إلى المطبخ ليشرب بعض الماء .. وعندما عاد إلى غرفة نومه , داهم النعاس عينيه أخيراً .. فألقى برأسه على الوسادة و استغرق في نوم عميق .. إلى عالم آخر .. عالم الأحلام..
– لين : لماذا تأخرت ؟ لمَ لمْ ترد على اتصالاتي ؟
– مجد : أعذريني لقد كنت في اجتماع هام في العمل
– لين : اجتماع ؟ ألا تعلم كم كنت قلقة عليك ؟!
– مجد (متأملاً عينيها الدامعتين) : آسف .. أنا حقاً آسف .. لا تدمعي يا أميرتي فهذا يكسر قلبي.. (يمسح دموعها بيديه)..
– لين : لا تكررها مجدداً أرجوك !!
– مجد : أعدك .. لن أجعلك تقلقين مجدداً .. هل أخبرتكِ من قبل أني أحبكِ ؟
– لين : لا لم تخبرني
– مجد : أحبك..
– لين : و أنا أيضاً أحبك ..

**
تررن .. ترررن ..
( يا له من منبه مزعج .. حسناً لقد فهمت..)
قام مجد من فراشه متثاقلاً و توجه نحو الحمام ..
أعد الافطار .. رتب المنزل بشكل سريع .. ارتدى ملابس العمل .. خرج إلى الشارع ..
و أثناء سيره .. صدمته سيارة ..
تجمع الناس من حوله .. يا إلهي ؟ .. ماذا حصل معه ؟ .. هل مات ؟ .. أهو بخير ؟ ..السائق هو السبب ..
نهض مجد مترنحاً ثم قال : لا تقلقوا انا بخير ..شكراً لكم
تقدم السائق و علامات الذنب بادية في عينيه : أنا آسف .. لم أنتبه حقاً ..لقد تفاجئت بك و أنت..
– مجد : لا بأس, حصل خير ..إنها إصابة سطحية خفيفة و بعض الرضوض فقط ..
– السائق : إذاً يجدر بي نقلك الى المستشفى..
– مجد : لا لا داعي لذلك انا بخير .. لحسن الحظ انك كنت تمشي ببطء.. علي الذهاب لأني مرتبط بموعد عمل..
– السائق :حسناً بني ..أكرر اعتذاري ..
– مجد : لا بأس..

**
– مجد : صباح الخير سيدي..
– المدير : جئتني متأخر و تتكلم بكل ثقة ؟
– مجد : أنا آسف سيدي ,لقد حصل لي حادث بسيط..
– المدير : حادث ماذا ؟ و هل هذا وقت الحوادث ؟؟ .. إذهب إلى عملك..
– مجد (باستياء) : حسناً ..

و في المساء عاد إلى منزله وحيداً .. دخل إليه و جلس ينظر إلى الجدران الصامتة ..
( يا إلهي كم اشتقت إليك لين .. سآتي اليك الآن يا حبيبتي .. يا منامي الجميل)

نهض مجد من مكانه و توجه إلى غرفة النوم .. ألقى برأسه على الوسادة .. أغمض عينيه , و ذهب في سبات عميق .. إلى عالم آخر .. عالم الأحلام ..

تاريخ النشر : 2016-08-11

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى