تجارب من واقع الحياة

عديمة مشاعر

بقلم : نرجس – السعودية

عديمة مشاعر
هل أنا فعلاً عديمة المشاعر

قصتي تبدأ بجدي والد أبي فقد كان دائماً يلاعبني ويمازحني وكان يلقبني بالملكة ، لكن تلك الأيام لم تمضي حتى توفي جدي وكنت أرى أعمامي يبكون بحرقه وأنا اسأل أمي وهي تقول : انه في الجنة ، وكنت اعلم حينها أن من يذهب إلى الجنة تعني انه قد مات ، هل تتوقعون أني بكيت لا لم افعل ولم اظهر أي اهتمام وكأني أقول لن استفيد شيء من البكاء !

وبعد مرور سنوات توفي جد صديقتي و لم أرها لمدة ثلاث أيام بعد أن أتت قلت لها بكل سخف مات جدك هل بكيتي عليه ؟ هيا تكلمي ونظرت إلي بكل حقد وقالت : هل تظنين بأنها نكته ليس من ذهب سيعود وأنتي تكلميني بكل برود ،  تخيلي فقط أن جدك مات ، فقلت لها بكل برود : ليس لي جد فقد ماتا الاثنين (أي والد أبي ووالد أمي) فقالت : هل شعرتي بحزن عليهم ؟ فقلت : لم اشعر بشيء أنا لم ابكي قط عليهم فردت : لأنكِ عديمة أحساس ، ستحزنين إذا عرفتي أن ليس لك أشخاص يبكون عليك ،  أنا لم اهتم بأنها غاضبها مني بل اهتممت بكلامها الجارح ، أنا فعلا عديمة إحساس ومشاعر ، لماذا لم ابكي ؟

لقد مرت سنوات كثيرة على وفاته وأنا الآن أبدا بالبكاء عليه ، كل ما كنت افعله في وقت وفاته هو اللعب مع الأطفال ، كانت تراني عمتي وتقول : الم تحزني ؟ فقلت : لا ، فقالت : الم تعرفي أن جدك رحل ؟  قلت : نعم اعلم ، فقالت : أنتي لن تريه أبداً ، فقلت ، لا اهتم ، حينها ضمتني وبكت معي ، أظنني حرقت قلبها لأني كنت أكثر شخص يلعب مع جدي ، كنت أكثر الأحفاد الذي يحبهم جدي أنا بنفسي لم اصدق بأنني لم ابكي ، كل ما فعلته هو جعل عمتي تبكي أكثر وأبي أيضاً لم يتحمل رؤيتي أنساه .

جرحت مشاعري من نفسي ومن صديقتي وأيضاً ذهبت إليها لكي اعتذر قالت : أني أسامحك ، لم تكن قصه جدي فقط بل أخواي اللذين كانا اكبر مني توفيا ولم اهتم ، اعلم أنكم ستجدونني تافهة ،  لكن حقاً لماذا لا ابكي ؟ لماذا لا ابكي على خالاي اللذان ماتا في نفس الوقت ؟  لماذا لم ابكي على معلمتي ؟ لماذا قلبي غير حساس ؟ لا تقولوا لي باني سخيفة ، لكن فعلاً كيف هو الشعور بفقدان شخص عزيز؟ لأني فعلاً مللت البكاء الكاذب أمام الأشخاص ، أرجو النصيحة .

 

تاريخ النشر : 2016-09-10

guest
27 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى