تجارب من واقع الحياة

لم أكن أقصد

بقلم : الوحيدة – بلاد الله

كنت أحب القطط كثيراً و أحب أن ألعب معها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. أنا فتاة عادية ، عمري 18عام و لدي أخ أكبر مني بعامين ، و أخت أصغر مني بأربعة أعوام ، لقد كنت دئماً أدخل هذا الموقع “موقع كابوس” و أقرأ تعليقاتكم و آرائكم و أيضاً أستفيد منها .

ملاحظة القصة طويلة جداً اعذروني .. لكني أعاني بسببها ..

سوف أبدأ بقصتي .. نحن عائلة نحب تربية القطط كثيراً ، و أخي أيضاً هو من هواة تربيتها ، بدأنا في تربيتها منذ عام واحد ، لقد كان لدينا 7 قطط في البيت ، أربع منهم صغار في عمر الشهرين و الباقي كبار في عمر ال4 شهور ، و منهم في عمر ال9 أشهر .

كنت أحب القطط كثيراً و أحب أن ألعب معها ، لكن دائماً كانت أمي تحذرني أنا بالذات من أن ألعب معها أو أن أقفز من على السرير أو أن أنزل من عليه بسرعة أو فجأة ، لأن القطط الصغار كانت تنام في غرفتنا تحت سريري و سرير أختي ، و كنا دائماً نأخذ بنصيحتها و نتوخى الحذر عندما نذهب إلى المطبخ أو إلى الصالة أو إلى أي مكان ، لأن القطط الصغار تكون منتشرة في كل مكان ، و كنا نخاف أن نصدمهم بأقدامنا إذا لم ننتبه .

لكن ماحدث معي جعلني أموت في اليوم آلاف المرات ، و أن ينقلب حالي من فتاة سعيدة و مرتاحة البال ، إلى فتاة شديدة التعاسة و الحزن ، لقد كنت في يوم الأحد الذي هو يوم عرفة في غرفتي أنا و أختي ، أنا على سريري و هي على سريرها ، و كنت ألعب على موبايلي و كان ضوء الغرفة مضاء و لكن أختي أطفأته ، و لقد كنت أصر أن تبقيه مضاءً و لكنها لم تستمع إلي .

المهم .. في الظلام لم أكن أعلم بأن أحد القطط الصغار يجلس تحت سريري مباشرةً ، فأنا لم أره أو أشعر به ، و في هذه الأثناء شعرت بأني أريد الذهاب لدورة المياه “أكرمكم الله ” و ليتني لم أقم من على سريري ، فعندما وضعت قدمي على الأرض لكي أنزل و كنت مسرعة جاءت قدمي مع الأسف فوق إحدى القطط الصغيرة ، لقد سمعت في لحظتها صوت عظام صدرها تتكسر ، لو أوصف لكم شعوري حينها .. نعم ، لقد رأيت جسمه يقفز بسبب خروج الروح ، فقد كان نور الصالة ينير الغرفة قليلاً .

لقد رأيت أبشع منظر ، لقد صدمت .. لا أعلم كيف حدث ذلك ! لقد قمت في لحظتها – عند سماع صوتها – برفع قدمي بسرعة في لحظتها ، و قمت بالصراخ و كنت أقول لقد قتلتها .. لقد قتلتها و أنا أصرخ بهستيريا ، لقد فزع كل من في المنزل من صراخي ، فدخلوا إلى غرفتي لأني كنت قد خرجت منها و أنا اصرخ و أشير إلى غرفتي ، لقد عرفوا حينها أن المشكله في غرفتي ، عندما دخلت أمي الغرفة تفاجأت من منظر القط و هو يموت ، فأخذته في الحال لكي تحاول إنقاذه و لكن قدر الله و ما شاء فعل .. فقد مات

و أنا سقطت على الأرض و كنت أبكي و أصرخ بهستيريا بأني قتلته ، و لكن قام أبي بتهدئتي و إحضار الماء لي ، و ساندني و أخذ أخي القط لكي يدفنه ، و لكن إن الله يعلم أني لم أكن أقصد و لم أكن متعمدة قتله .. أنا التي لم أؤذي شخص في حياتي بأي طريقة كانت ، بل كان الجميع يخبرني كم أنا طيبة و ذات أخلاق عالية لم أكن أتوقع في حياتي أن أقتل قط عن غير عمد بهذه الطريقة أو بأي طريقة أخرى .

أشعر الآن و كأني جسد بلا روح ، أريد الموت .. أنا مدمرة و تعيسة ، لا أحد من إخوتي قام بمواساتي أو حتى باحتضاني و إخباري أن غداً سيكون أفضل ، بل فوق كل ما بي من حزن على القط أيضاً أمي لا تحدثني و لا تتكلم معي ، مع أنه في يوم الحادث اخبرتني أنه قدر الله ، و أنه ليس لي ذنب و أنه قتل بالخطأ ، لكن إخوتي الذين اعتقدت بأنهم أول من سيساندني عندما أقع في أي مصيبة لأني كنت دائماً بجانبهم أحبهم و أساندهم ، و أختي كنت لا أحتمل أن أراها حزينة ، كنت أواسيها في حزنها و أشاركها فرحها ، لقد كنت أصالح بينهم و بين أمي عندما يغضبونها في شيء ، لقد قاموا بجعل أمي لا تحدثني أبداً بعد اليوم ، بل أخرجتني من حساباتها و من حياتها ، لا أعلم ماذا قالوا لها عني ، لكن سمعتهم اليوم يقولون لها أني مهملة و أني سيئة و فاشلة و قاتلة !!
و هي ماذا فعلت ؟ لم تقل لي كلمة واحدة تواسيني بها ، بل اعتبرتني غير موجودة و فقط تتحدث معهم و تضحك معهم
فقط أبي هو من شعر بجرحي و حزني ..

تلك الحادثة لن أنساها أبداً ، و ردة فعل أمي و إخوتي أثرت بي كثيراً ، فقد جرحوني بعدم إحساسهم بما أعاني ، و أمي أصبحت تنعتني بأبشع الألفاظ مثل أني “تريلّة” و أني شاحنة أدهس القطط ، و أني قاتله و فاشلة ، لقد أصبح الجميع يحتقرني ، طوال الوقت كنت أنتظر فقط من أمي كلمة تواسيني بها ، لكنها فاجأتني بردة فعلها في ذلك اليوم عندما مات القط أنها قامت و احتضنت باقي القطط و كانت تواسيهم و اهتمت بمشاعرهم ، و أنا لم تقم حتى بالنظر إلى وجهي ، كانت تراني أبكي و لا تهتم ، فقط اهتمت بالقطط و بمشاعرها !!

أعلم أني مخطئة و أنه كان يجب أن أتوخى الحذر عند نزولي من على السرير ، أنا حقاً أشعر بالذنب ، أنا أتعذب كثيراً ..
قد يرى البعض أن الموضوع جداً غريب أو لا يستحق كل هذا لكنه أثر فيَّ كثيراً و دمرني و لن أعود مرةً أخرى تلك الفتاة المرحه السعيدة ، لقد أعطتني الحياة درساً قاسياً جداً و لكن الحمد لله على كل حال .. و أخيراً شكراً لكل من قرأ قصتي وشكراً لموقع كابوس ، لقد كتبت قصتي هذه لأرتاح قليلاً و لأجد بينكم من يساندني بدلاً من أمي و إخوتي .

تاريخ النشر : 2016-09-15

guest
42 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى