تجارب من واقع الحياة

من المذنب !

بقلم : كبرياء أنثى – مدينة رسول الله

من المذنب !
أبي وزوجي قتلوا سعادتي

بداية سأتحدث عن رجل عشت طوال خمس سنين احلم به زوجاً لي ،فقد كنت اصلي الثلث الأخير و ادعو يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه اجمعني ب فلان .. يا رب و عزتك و جلالك أموت بدونه و سبحان الله ،كلما ادعي تفك عقدة و أزداد عشقاً له ،و نقترب اكثر و اكتشفه اكثر ،و يبلغ هيامي مبلغه ..
 لا اعلم كيف كنت أفكر ، و إلى هذه اللحظة يكبر حبي و يزيد تعلقي و أقبل على نفسي و نفسيتي و قلبي ما لا تقبله أنثى تعقل ان الحياة مرة ،إما ان تعاش  بحرية او تموت , تقدم حبيبي لخطبتي بعدما إزدادت المشاكل بيننا و بات التهديد بإنفصاله عني كالعلك في فمه ،

 ظننت أنني إذا عرضت عليه ان يبادر لخطبتي سريعاً ، سنقترب أكثر و تستقر مشاعرنا أكثر ، فوضعته تحت الأمر الواقع ،إما خطبة و حلال و إلا فسبيلنا إلى فراق محتوم .. تقدم رجل أحلامي و تمت خطبتي ،و يا لسعادتي بحبيبي ، سيتغير الآن و يتمسك بي ، لكن وجدته يأخذ منحى الرجل الشرقي الملتزم بعادات عشيرته و تقاليدهم ، و غدت هذه المرة مصيبته مع أهلي و ليست معي .
 لم يتخلفون عن الموعد لم لا اراك لست مثل ممن في سني من الشباب كل يخرج مع خطيبته، و مرت أيام خطبتي يندب حظه السيئ الذي رماه على من اهلها لا يقدرونه, هذه عاداتنا يا حبيبي لا مقابلات إلا بعد عقد القران ، مرت سنة كاملة على خطبتنا ،كلها مرة  بإستثناء الأيام الأولى ، رومانسية و هدايا ، و يا لجمالها.

 بدأ الموضوع يأخذ منحى آخر من ناحية أبي ، إما عقد قران وإلا ليس عندي بنت للزواج , كانت  صدمة عمري ،لم أكمل دراستي بعد و لم يجمع مهري ،و لم نخطط لبيت الأحلام معا ، إتفاقناعلى ثلاث سنين ، مالذي تقوله يا عمي الم تخبرني انكم تشترون رجلاً ؟. رد أبي نعم لكن احضر مهراً و قدره ، وسكن جديد ,ابنتي لا تختلط برجال عائلتك نحن لانحب الدياثة.

 خرج خطيبي و قص لي ما حدث ، والدك حقير يتهمني بالدياثة ،يكسر ظهري  بالطلبات ,  سيتقاسم الزفاف النصف بالنصف معي و إلا لن اقيم حفل زفاف .. ذهبت لأبي باكية ما الذي قلته للرجل ؟ لم يكن إتفاقنا .. قال والدي يا إبنتي انه رجل لعوب لا يبدو انه جاد .. قلت لكنك إتفقت مع والده ،و كلمة الرجال واحدة ، أنا اريد إكمال دراستي لا استطيع الزواج الآن .

 و توالت الكوابيس و الهموم لمدة 8 اشهر اخرى، كل ما افلح بسد ثغرة تفتح مئة دوامة .. برد حبنا و كثرت المشاكل ،ساءت علاقتي بأبي لحد لا يطاق ،فهو يتهمني بأنني مستعبدة ،و خطيبي يتهمني بأنني ضعيفة لا اواجه أبي و أنهره .

 تم عقد القران بعد تعب شديد ، لكنني لم ارى بعدها يوماً جميلاً ، تدخل أبي و منع زوجي من زيارتي بحجة خوفه علي من خلوتي الشرعية به , لم يحترم انوثتي و حيائي،يقول انه سيخلو بك و يفعل ما يشاء ثم يطلقك و يرميك في وجهي ،
طلب من زوجي تعجيل حفل الزفاف على حساب راحتي ،لم اصحو من عقد القران حتى تحدد موعد زفافي ، و بضغط من زوجي و مسكنته بانه لا يملك الوقت و المال الكافي للتأجيل حتى وافقت، لم يقدر إحتياجي للراحة قبل ليلة العمر لكن من يفهمني! وحوش ضارية لا يهمها سوى عاداتها و حديث الناس .

أبي معقد و زوجي متحرر، و ضعت بين الأثنين 
, منذ عقد قراننا و هو لا يحترمني و يهينني  بكلامه الجارح، ينعتني بإبنة الناقص , تقريباً تخيلت مستقبلي معه ، ليس من حقي رؤية أبي حتى أرد له كرامته و احفظ ماء وجهه , لم اعد أرغب به و قد تبقى على زفافي اسبوعين و خمسة أيام ،ستمر كالبرق بين هموم و إهانات ..

 عرضت عليه الطلاق لكنه لم يواجهني بعد 6 سنين من حبي له لم اجرؤ فيها على نطق كلمة الفراق .. و الآن لم اعد اريد سوى الرحمة و حريتي .. فمن هانت عليه نفسه و قبل الغبن فيها  ،عاش ذليلاً حتى بعد موته .. أحببت بصدق و قتلت على يد من احب ،و أقرب الناس لي , أبي و زوجي قتلوا سعادتي ..
 

تاريخ النشر : 2016-10-10

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى