تجارب من واقع الحياة

هل أقول الحقيقة ؟

بقلم : ضمير يحتضر – أرض ما

فقط أخبروني هل أخطات أم لا ؟

لا أدري كيف سأبدأ أو من أين إن إحساس الذنب يقتلني ، أنا فتاة في سن المراهقة ، عادية أمارس عدة فنون كالعزف و غيرها .. قد يكون ما سأقوله سخافة لكني فعلاً أشعر بالذنب .

في المعهد كنت منزوية و غير معروفة ، كان هناك شاب يكبرني بثلاث سنوات كنا نتبادل النظرات على استحياء و كان هذا الشاب هو الأكثر وسامة في المعهد ..

العام الماضي كثرت مراقبته لي و لكنه أقحم أصدقاءه في الأمر ، كلما مررت أراهم يتحدثون و ينظرون إلي و يضحكون و كان هو ـ (A) لنسميه – يتحدث و يشير إلي و يقول شيئاً لصديقه و صديقه يرمقني بنظرات غريبة ، تكرر الأمر و أصبح ينظر إلي دائماً ، أنا لست بذاك الجمال الخلاب .. أنا عادية ، و كل ما استولى على عقلي و قتها فكرة كونه يتحدث عني بسوء لذلك قررت أمراً خطيراً …

بحثت عنه في مواقع التواصل الاجتماعي و وجدت حسابه و راسلته لكن لا تتجاوز المحادثة سوى معايدة في الأعياد و المناسبات ، و أخذت أوهمه أني أهتم به ، كنت أتابعه بنظري عندما أتاكد أنه منتبه لي و أهرب من عينيه عندما ينظر إلي ، بدأ يشك أني معجبة به .

أيضاً سرقت صورته من حسابه و رسمته و تعمدت أن تكون الرسمة سيئة و اتصلت به و طلبت أن أقابله وجها لوجه و أن أعطيه الصورة و هنا بلع الطعم و تأكد أن هناك شيئاً تجاهه و أتى و أخذ الصورة و لم يغضب ، استوليت على حساب صديقة قديمة و تحدثت معه و تعمدت أن أسقط في أخطاء تثبت أني أنا من تواصلت معه ، و فعلاً اكتشف الحقيقة و عرفني و بقينا نتبادل النظرات و الابتسامات و بدأت أكتب قصائد الحب و الغرام على الجدران في المعهد و أمضيه بإمضاء خاص بي و هو يعرف إمضائي ، و أيضا أبذل جهداً لأبدو خجلة و مضطربة عندما نتقابل و نتحدث و هكذا لم يعد أي مجال للشك أني أحبه .

و استمرت مقالبي فيه و أخيراً بدأنا نتحدث يومياً على موقع التواصل الاجتماعي ، كنا نتشارك كل شيء .. مشاكلنا نعم شاركته بعض المشاكل التي لا أهمية لها في نظري و كان يتحدث عن آلامه و كنت أسري عنه قليلاً ، لكن تذكرت هدفي و انتقامي فأخذت محادثاتنا منهجاً آخر .. أصبحت أتحدث بتفاهة أحياناً و لا أدع مناسبة دون أن أجرحه و أغضبه ثم نعود كما كنا ، لكني ضغطت أكثر أصبحت ثرثارة و أحدثه بسوداوية و دائماً أفعل ما يغضبه أكثر من مرة ، و كان يتحملني .. لقد صبر كثيراً إلى أن قررت أن ألعب بأخطر ورقة …

جذبت موضوع الحب في إحدى محادثاتنا و طبعاً تلك التلمحات التي توضح أني أحبه كثيراً ، و وقع في الفخ و أخذ يستدرجني لأعترف بحبي و قلتها .. قلت أحبك و لا أنتظر أن تحبني و غيرها من الدراما المعتادة ، لكن جوابه كان صادماً إنه ليس كالآخرين لا يريد علاقة عابرة ووتلك التفاهات ، كان حريصاً أن يكون هذا الحب في مأمن من العبث ، صدقاً لو كان شخصاً آخر لاستغل الموقف و عاش قصته الكاذبة العابرة .

شعرت بأني سيئة فعلاً ، لقد كذبت عليه.. كذبت و قلت أحبك ، شعرت بتأنيب الضمير فأخذت أزعجه و أزعجه و أغضبه ليكرهني و أقول دائماً أننا لا يجب أن نكون معاً و يجب أن أتركه و أتحدث بالعديد من المواضيع التافهة ليكرهني ، و أخيراً غضب كثيراً و صرخ علي و لم نعد نتواصل .

أشعر بتأنيب الضمير كثيراً ، ضميري يقتلني و في نفس الوقت أشعر بالسعادة لتلقينه درساً لكي لا يفتح فمه و يتحدث عن بنات الناس .

فقط أخبروني هل أخطات أم لا ؟ هل ما أفعله صواب ؟ أفكر أن ألتقي به لآخر مرة و أخبره الحقيقة من بدايتها إلى نهايتها و لكن لن أعتذر أبداً ، هل أذهب و أخبره أو أصالحه و أنسى و أبتعد .. ماذا أفعل ؟؟

تاريخ النشر : 2016-10-25

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى