أدب الرعب والعام

مالك أصلي

بقلم : عاصم – مصر

مالك أصلي
نعيش في بيت ريفي قديم منذ سنين طويلة يقع على الضفة الغربية للنهر ..
تعود أحداث هذه القصة إلى سنين عديدة مضت من حياتنا البائسة ، لا أدري حقاً بماذا أعبر عن ظلم من جعلوا حياتنا جحيماً لا يطاق ..

اسمي عاصم و أنا أعيش مع أمي و أخواتي البنات الثمانية و جدي والد أمي و كلبنا نعيش في بيت ريفي قديم منذ سنين طويلة فهذا البيت متوارث أباً عن جد ، يقع في مدينة الأقصر جنوب مصر على الضفة الغربية لنهر النيل ، و هو بيت متفرد وحيد .. بعيداً عن كل معلم من معالم الحضارة ، المهم معاناتنا تتلخص في بيتنا المسكون بهؤلاء اللذين لا أحب أن أذكرهم ، نغّصوا علينا حياتنا و عيشتنا و قلبوها رأساً على عقب بعد ما كنا في ما مضى أسرةً هادئةً سعيدة ، لنا خصوصيتنا في بيتنا و ما حوله من أراضٍ شاسعة .

أصبحنا نعيش في جحيم من هولاء الـ … و يبدو أنني أكثر من في المنزل تأففاً و ضيقاً منهم ، فأخواتي البنات الثمانية منشغلات طيلة اليوم في المزرعة ، و أمي في محرابها مع أورادها و طقوسها ثم المطبخ ، و لا يهوّن علي الحال إلا جدي رغم فارق السن الكبير بيننا إلا إنه ذو عقل حكيم و راجح و حنون أيضاً و ساخر في الوقت ذاته ، و لا أجد غيره أشتكي له في جلساتنا اليومية بعد المساء مع كلبنا الذي لا يفارقنا أيضاً ..

و كالعادة أذهب لجدي أحكي له ما حدث معي من أحداث و مواقف غريبة و اعتداءات من هؤلاء اللذين يسكنون بيتنا ، فما يكون منه إلا أن يحاول أن يسري عني و ينصحني بالصبر و باعتبارهم غير موجودين ، و محاولة نسيان وجودهم في بيتنا الذي أصبح مثل الملجأ ..

ثم يقص عليَّ جدي ما فعلوه على مدي سنين من محاولاتٍ لإخراجهم و محاولات أجدادي أيضاً من قبله لطردهم وطرد نسلهم إلى الأبد من بيتنا ، و لكن كل هذا فشل و يبدو أنهم يتكاثرون أكثر فأكثر و هذا ما أراه و أسمعه يومياً من صراخ و أصوات غريبة و أصوات نواح و أشياء تتحطم و متعلقاتي الشخصية التي مللت من نقلها كل فترة لمكان آخر في البيت لعلي أنعم بالهدوء و السكينة ، و لكنهم فعلاً تجاوزوا حدودهم بأفعالهم و صراخهم ، و إذا ذهبت لأمي تقول لي هذا قدر الله .. فقط ثم تصمت !!

أما أخواتي البنات فيبدو أنهن غير مدركات لما يحدث أو يفضلن النسيان فما بيد أحدٍ منا حيلة ..

الآن و بعد كل ما ذكرت من فجور هؤلاء و ظلمهم و تعديهم على بيتنا ، فوجئنا بهم الأسبوع الماضي و قد أحضروا شيخاً يزعمون أنه سيخلصهم منا نحن و يطردونا من البيت نحن !! و نحن المالك الأصلي ، بل و يتحدثون عنا و كأننا غير موجودين و لا مراعين لمشاعرنا ، و يقولون أنهم يعيشون في رعب و خوف دائم منا نحن كل هذا بحجة .. أننا غير مرئيين و من خلق آخر ، حقاً لقد فاقت وقاحة البشر كل تصور ! وددت لو أنهم حقاً يعقلون أو فيهم شخصاً رشيد ، أولئك الأسرة من الحمقي بأجهزتهم الغريبة الصاخبة و أولادهم المدللون ، كم أود حقاً أن أصفعهم و أمهم التي جعلت من مطبخنا جحيماً بأكلاتهم و عاداتهم الغريبة .. ليس لي إلا الصبر فأنا مأمور بعدم أذية البشر .

تاريخ النشر : 2016-11-18

عاصم

مصر
guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى