تجارب من واقع الحياة

حطمني

بقلم : زهراء –  العراق

حطمني
حرمت من طفولتي و عشت حياة قاسية
لست من اللذين يعرفون كتابة المقدمات ، و لا أتقن اللغة العربية جيداً ، لكنني أريد التكلم عن السبب في قتلي ، هناك قلة في هذه الحياة ممن حسوا بهذا الإحساس ، أن تعيش و أنت أصلاً ميت .

كنت في السادسة من عمري و كنت أذهب للعب مع ابنة عم والدي ، كانت بعمري .. و في يوم من الأيام كان شقيقها واقفاً عند الباب ، قال تعالي لآخذك إليها ، أخذني إلی الحمام ….

أتذكر لحظات منذ ستة عشر عاماً ، كنت طفلة و لا أفهم شيئاً ، و في أحد الأيام كان قد لمح لأخي عن الموضوع و قال أختك جميلة و جسمها جميل ، و بدوره أخي أخبر أمي ، و أمي “الحنونة” التي أكرهها بكل معنى الكلمة ، قامت بربطي و ضربي ، إلی حد هذا اليوم أسمع صدی صوت ، ضربها على خدي ، و أتألم أكثر … أخرجوني من البيت ، كنت محتارة أين أذهب !!

ذهبت إلی بيت جدي ، و هناك عشت أسوأ سنين حياتي مع خالتين رفضن الزواج ، و جدي متوفي ، و أخوال أكثر تعقيداً ، مر يومين لم يسأل أحد عني ، و بعد أسبوع جاءت أختي تقول والدك يطلب منك العودة ، طبعاً هو لا يعرف شيء ، و خلال هذا الأسبوع كنت أمضي أغلب وقتي خارج البيت ، ألعب مع بنات تعرفت عليهن ، و لم يكن أحد من خالاتي يسأل عني .

المهم .. رجعت بعد أسبوع علی بيتنا ، و كنت خائفةً من رؤية أمي ، و في اليوم الثاني رأيت ذلك الحقير واقف عند الباب و يقول تعالي ، لم أذهب .. و بنفس اليوم أتت خالتي على بيتنا تطلب من أمي أن أذهب لأعيش معهم ، عشت أسوأ أيام حياتي عندهم ، كانت تسع سنوات من الظلم و عدم الحنان و الخوف ، و بعد شهر من انتقالي للعيش معهم ، ذلك الحيوان البشري كان قد اغتصب ابن عمي أيضاً ، و عرفنا بالأمر لأن ابن عمي تأذی كثيراً و اضطروا إلی نقله إلی المشفی .

عمري الآن 23 سنة ، تخرجت من الجامعة ، لم أستوعب ما حصل لي إلا بعد أن كبرت ، تأذيت نفسياً من تصرفه الوحشي ، و من سنوات الحرمان و فقدان الحنان بسببه ، و من ظلم أمي لي بأخراجي من المنزل و حتی لم تسأل عني ..

تزوج الوحش و أصبح أباً ، و لا أستطيع البوح بكلمة أو أقول لماذا حطمني ، أنا الآن مخطوبة و أفكر بالانتحار فعلياً قبل الزواج … هذه أنا الميتة الحيّة

هذا جزء بسيط من معاناتي في بيت جدي ، و لو أتكلم ستنصحوني بالانتحار ..

تاريخ النشر : 2016-12-12
guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى