خذوا عبرة من قصتي يا فتيات
إلی الآن .. ليل نهار و أنا جالسة أبكي أو أفكر |
كنت في الثانية عشرة من عمري ، هذا قبل سنتين .. أنا من عائلة مثقفة و محترمة و تعرف الله ، لدي أخوين .. واحد يدرس طب و الآخر يدرس إعلام ، و أنا كنت في المرحلة الثالثة أدرس في كلية العلوم ، لم يكن ينقصني شيء على الأقل مقارنةً بغيري ، كنت فتاةً تحب الحياة ، طيبة و من النوع المرح .
مرت الأيام و اضطر أبي أن يتحول للعيش في مدينة أخرى من أجل دوام إخوتي ، بحكم الأوضاع الأمنية في جامعتنا ، و انتقلت معهم ، لم أستطع الدوام في تلك السنة ، و أجلتها و لم يكن هنالك شيء أفعله ، كنت أقضي معظم وقتي على الفيسبوك ، و ذات يوم قال صديق لي (من أيام الجامعة) هناك شخص يريد أن يتعرف عليك ، سألت من ، قال فلان .. و هو الجحيم الذي دمر حياتي ..
فرحت و قبلت ، تعرفنا علی بعض و أصبحنا أصدقاء ، و أخذنا نتواصل كثيراً ، و قال أنه معجب بي ، كان يتكلم عن نفسه و كأنه ملاك ، و حلم أي فتاة شخص مثله ، أصبحت أعشقه ، و أحببته حباً كبيراً ، أصبحت حياتي معلقة به ، مهما أتحدث لن أستطيع أن أعبر ، و اتفقنا أن يتقدم لي عندما أتخرج ، لم يكن يقول لي في رسائله و مكالماته حبيبتي ، بل زوجتي و أم أطفالي ، ذات يوم قال لي أريد أن أری جسمك ، رفضت فقال أنت لا تثقين بي ، و لم يكلمني ، جن جنوني و أصبحت لا أستطيع الحركة خوفاً من أن يتركني .
كنت لا أستطيع العيش بدونه ، و راسلته و قبلت بإرسال أي صورة كان يريدها ، حتى لو كانت صورة لي بدون ملابس فقط حتى يرضى .. و مرت الأيام و قال أنتِ لي و أكون مجنوناً لو تركتك لغيري ، لكنه بعد ذلك أصبح يختفي ، أكلمه فلا يرد و لا يفتح الفيس ، إلی أن أرسل ( نحن لسنا لبعض و أفضل شيء انسيني ) ..
تحطمت ، و أمي عرفت كل شيء ، كانت تثق بي و أصبحت عندها بلا شرف ، و لا تكلمني من وقتها ، و حاولت الانتحار بأخذ الحبوب و غيرها من الطرق ، مصيري مجهول لا أعرف ماذا سيحصل لي ، إلی الآن ليل نهار و أنا جالسة أبكي أو أفكر ، لم أعد أتواصل مع صديقاتي ، كرهت الدنيا و أصبحت انطوائية و منعزلة و لا أثق بأحد ، و رافضة للزواج ، لا أستطيع أن أخدع أي أحد ..
و علمت أن ذلك الحقير علی علاقة بفتاة و سيخطبها ، و أنا دمرت حياتي و خسرت كل شيء ، نفسي و أهلي ..
احذرن يا بنات و خذن عبرة ، مهما قال أحبك لا تثقي به إلا إذا جاء لخطبتك ، كنت محترمة و أنصح صديقاتي ، أصبحت مثالاً سيئاً و أخجل من نفسي عندما أفكر بما فعلت .. لذلك فكرن بآبائكن و أمهاتكن ، و قبل أي شيء فكرن في شرفكن .
أتمنی أن تعود الأيام عندما كنت مرحة و أضحك ، فقدت كل شيء و أنتظر عقاب الله ، صديقاتي تزوجن و عشن حياة سعيدة ، و أنا محطمة و أستحق ذلك .. أعترف .
خذن عبرة و انصحن صديقاتكن و أخواتكن و اقرأن قصتي لهن لتكن عبرة ..