تجارب من واقع الحياة

هل الكمال بعيد عن الحظ ؟؟ أفيدوني

بقلم : براءة – الإمارات
للتواصل : [email protected]

هل الكمال بعيد عن الحظ ؟؟ أفيدوني
هي بنظري و بنظر الجميع جميلة ، بل أكاد أجزم أنها من الحور العين ..

لي صديقة تبلغ من العمر 24 سنة.. سأتحدث عن أمر تساررني به و هو شعورها باختلافها عن غيرها ، أعني أن كل من في عمرنا قد جاء نصيبهن و هي لا..

سأحدثكم عنها ..

هي فتاة بيضاء بشعر يحمل لونين أو أكثر ، إنها حقاً بنظري و بنظر الجميع جميلة ، لكنها لا تؤمن بهذا الشيء ، و تعتقد بأنها عادية ، أكاد أجزم بأنها من الحور العين ، و هذا – و الله شاهد علي – ليس رأيي الشخصي بل رأي أجمع عليه كل من عرفها .

أول مرة التقيتها لفتني جمالها الهادىء الصارخ ، كيف لهادىء و صارخ أن يجتمعا في وجه أنثى لا أدري !! لو كان لي شقيق بعمرها لما حلمت بزوجة له غيرها ، تعرفت عليها و تعمقت في شخصيتها ، أعتقد أنكم ستذهلون مما تحتويه هذه الفتاة ..

إنها إنسانة انطوائية ، لا تحب العلاقات و الصداقات مع الجنسين ، تسلم على الجميع و تضحك و تمزح معهم و تساعدهم إن احتاجوا ، و لكن لا يتجاوز هذا الشيء موضع الزمالة (للفتيات) ، أما الشباب فلا مزاح و لا كلام ، أنا كان لي الحظ الأوفر بأن أكون صديقتها الأولى و الوحيدة و المقربة ، لم تقم أي علاقة مع أي شاب ، و لا تعترف بالصداقة بين الشاب و الفتاة و لا بالعلاقة بينهم إلا في إطار الخطبة و الزواج ..

أستغرب أنها حتى في مراهقتها كانت أختها تخبرني بأنها على هذا المعتقد ، حتى في أصعب أيام المراهقة التي تجرف الفتيات ، و بحكم جمالها فقد تعرضت للكثير من الشباب الذين حلموا بالحصول عليها ، و كان ابن عمي أحدهم ، و خشيت خسارتها بسببه ، لكن لديها من العقل ما جعلها تفصل بين ملاحقته لها و بين أن ليس لي شأن بذلك ..

تستخدم عقلها أكثر من قلبها ، منذ صغرها و بشهادة أمها كانت لها القدرة على اتخاذ قرارات حياتها بشكل منعزل عن الجميع ، و دائماً كانت قراراتها صائبة ، و اعترفت أمها لي ذات مرة بأنها تحمد الله على أن ابنتها لم تستمع لها و لوالدها في موضوع اتخذت قراره فيه بشكل يخالف والديها ، لأنها كانت صائبة و هم من أخطؤوا ..

إحدى الأمور التي أذهلتني بها حبها و عشقها للطبخ ، تذوقت من يديها أشهى المأكولات الصينية و الهندية و المكسيكسة و الإيطالية و السورية و العراقية و الخليجية و المصرية و الأجنبية .. و لها قدرة على ابتكار مأكولات من عقلها كفيلة بأن تسيل ذكراها لعابك ، كم كنت أتشوق لتذوق ما تطهوه لي عند زيارتي لها أو عندما نتغدى في الجامعة ، سيدة بيت شاطرة ، تدير و تنظم و كأن لها 25 سنة خبرة في هذه الأمور ، قنوعة .. كريمة .. صادقة .. حنونة .. و لكنها قاسية إذا ما جرحها أحد و كرر فعلته لأكثر من 10 مرات..

قلبها طيب و صبورة ، لها طاقة تحمل رهيبة و تسامح و تعطي فرص.. يكون لها القدرة على الإيذاء لكنها لا تؤذي ، و قسوتها تنحصر في التجاهل فقط ، ما يميزها كذلك قدرتها الفذة على قراءة الناس أو ما يسمى “بعلم الفراسة” بمجرد النظر إليهم لمرة واحدة ، و كم من مرة استشرتها في صديقات و أخبرتني بانطباعها عنهن و لا أخفيكم سراً لم أصدقها في البداية ، و لكن برعت الأيام في إثبات موهبتها لي ..

ليس لها هوايات ، فقط كتابة الشعر ،لها قدرة عالية على محاكاة العقل.. وقفت بجانبي و انتشلتني من جحيم حياتي و قلبتها رأساً على عقب بعد فشل الجميع في مساعدتي على التخلص من مشاكلي ، و هذا ما دفع أمي لأن ترجوها البقاء معي و تفخر بها أكثر من فخرها بي .. لا يحزني هذا الأمر لأنني أنا كذلك أفخر بها ، لولاها لما كانت حياتي بهذا الجمال الآن..

لها ثقافة واسعة ، و ما يجعلها بنظري مذهلة فلسفتها الخاصة بالحياة ، و فهمها الذي أكاد أجزم أنه لم يسبقها إليه أحد ، تجد حديثها مشوقاً ينم عن ذكاء ، و تجد موهبتها في الشعر تتجلى في كلماتها ، فكم من قضية ناقشتها معي بكلام موزون منمق يحوي تشبيهات و بلاغة ، و في مرات كثيرة تكون القافية في كلامها حاضرة !!

ترى الناس ، تحللهم و تنتقي الصفات السيئة فيهم و تبحث في نفسها عنها أتدرون لماذا ؟؟ لأنها لو عثرت عليها في نفسها ستسعى لمحوها ..

مشكلتها أنها قوية بشكل أضر بصحتها ، لا تبكي ، لا تفصح عما بداخلها و هذا أضر بصحتها ، تصلي و تصوم و مثقفة بالدين لدرجة أنها لفتت نظري لجهلي الكامل في المسائل الدينية ، تضع الله نصب عينيها في كل شيء ، تحب والديها وتؤثرهما على نفسها ، و بعد ساعات عملها الطويلة في الوظيفة التي تمتد إلى اثني عشر ساعة تعود للمنزل لتخدمهم و تحمل عنهم أعباء ليس لها شأن بها ..

أعزائي .. أعرف بأني أطلت عليكم ، و أعتذر لها لإني لم أوفيها قدرها من المدح ، لكن كلامي ليس مدح ، كلامي هو ما أراه و كل من يعرفها يراه ، إنها أقرب مثال حي للكمال ، كم أشعر بالانبهار في كل مرة أتعلم منها و أطلع على فلسفتها و فهمها و نظرتها للحياة ، لا أحد استطاع إذهالي مثلها ، أشعر بأنها ليست من عالمنا ، أكاد أجزم بأنها ليست حقيقية ، لم أرَ بحنيتها على الحيوان و الفقير ، صدق من قال لكل شخص من اسمه نصيب .. و هي اسمها “آية” أي المعجزة

يدفعني إعجابي الشديد بها في مرات إلى تمني أن أكون شاب لأتقدم لها ، لكن المصيبة إن رفضت فهذا يعني بقائي عازباً طيلة حياتي.. فمن من بنات حواء ستوضع في مقارنة بجانبها ؟؟؟؟ لست شاذة أقسم لكم ، لكن هذا تشبيه لعلي أستطيع وصفها بشكل أوضح لكم ، تأثري بها انعكس على كتابتي ، حتى انتقائي للكلمات أصبح من إلهامها لي و تأثري بكلامها و أسلوبها..

المشكلة الآن هي ما يلي .. المشاكل لا تفارقها ، و غيرة الناس لا تتركها ، و إلى الآن تقول لي لم لا يتقدم لي أحد ؟؟ بماذا أختلف عنهم ، كان جوابي لها أن لا أحد يستحقك.. نعم تختلفين عن الكل في كل شيء ، لأنكِ من عالم آخر .

واجبي كصديقة دفعني للشعور بأنها قد تكون مسحورة أو مصابة بالعين ، ليس لعاقل أن يترك هكذا فتاة و لا يتقدم لها ، و كم المصائب التي تحل عليها دون بقية الناس مريب..

هل لكم أن تفيدوني؟؟ مشاكلها في ازدياد و أكثر ما أخشاه عليها هو صمتها و كتمانها لكل شيء ، حتى أمها لاحظت حظ ابنتها العاثر في الحياة .. فهل هذا أمر طبيعي ؟؟

تاريخ النشر : 2017-01-01
guest
68 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى