تجارب ومواقف غريبة

عذاب لا ينتهي

بقلم : أم ريما – أرض الله

عذاب لا ينتهي
أصبحت حياتي كلها مشتتة ، فلم أعرف معنى الاستقرار و الهدوء

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته … أنا سيدة أبلغ من العر 36 عاماً ، وودت أن اشارككم قصتي علَّ و عسى أجد في موقعكم الجميل نصحية تكون بمثابة طوق للنجاة ..

لا أدري من أين أبدأ قصتي ، فهي طويلة جداً ، لكني سأختصرها .. بدأت منذ أن كنت في الثامنة من العمر أحلاماً و كوابيس لا أعلم ما هي ، كدمات زرقاء و خضراء على جسدي ! و دائماً أحلم بقطط و أنني أسقط من مكان مرتفع ، و أغلب أحلامي تكون بحمام – أعزكم الله – و رجلاً يطلب مني الزواج و لكنني كنت أرفض مهما بلغت مغرياته و عروضه لي بالذهب .

و كنت بكل مرة أستيقظ من النوم أجدني أردد آية الكرسي ، لم أكن أصلي حينها ، و لكن رحمة ربي كانت محيطة بي سبحانه الرؤوف الرحيم ..

كبرت و كبرت معي معاناتي ، و كثرت الألغاز بحياتي ، ففي كل مرة كنت أتعرض للأذية أجد بالمقابل أناس – إن صح التعبير – يدافعون عني ، لم أكن أعلم من هم ، و لكنني لاحقاً علمت أنهم جن صالحون و الله أعلم .. تعرفت على إنسانة أصبحت صديقتي فيما بعد ، و شكوت لها و نصحتني بالصلاة و القرآن ، و شجعتني و كانت نعم الأخت و الحمد لله .. تمسكت بقرآني و صلاتي لكن الأذى لم يكف عني ، و صبرت فكنت تارةً أضربه و تارةً أصرخ بوجهه ، و طبعاً كل هذا كان يحدث بالأحلام ، و كنت أصادف أناساً يحدقون بي ، و عندما أسألهم يقولون أنت تمتلكين شيئاً صالحاً ، و كنت وقتها لا أصدقهم لأنني مؤمنة بأن الجن من تعلق بهم تدمرت حياته .

ذهبت لأحد الرقاة مع أمي و لم أشعر بشيء و لله الحمد غير أني دخلت بنوبة بكاء حادة لا أعلم لماذا !! و أعطاني زيت زيتون و شريط رقية استمعت له عدة مرات و توقفت لأني لم أشعر بشيء غريب .. تأخرت في الزواج جداً ، فلم يطرق بابنا أحداً كباقي الفتيات ، و كأنني غير مرئية ، مع أنني كنت أتمتع بقدرٍ من الجمال و لله الحمد ، حتى جاء نصيبي و أنا بالثلاثين من عمري ، و حمدت الله كثيراً و شكرته و فرحت جداً جداً .

لكن فرحتي لم تكتمل ، فسرعان ما بدأت الخلافات و المشاكل بين العائلتان و على أسباب غير معروفة ، و بعد شد و جذب و بعد سنتين من الخطبة تزوجت ، و لكم أن تتخيلوا مدى فرحتي و أنا أرتدي فستاني الأبيض و أزف إلى عريسي … دخلت بيتي و أنا أمني نفسي بأيام جميلة و حياة تعوضني عما كان بحياتي السابقة من معاناتي من المس و مشاكل والدي .

أوه .. اعذروني نسيت أن أقول لكم بأن بيتنا كان عبارة عن حلبة مصارعة ، فبيت أهلي نادراً ما كان ينعم بلحظات الهدوء ، و أبي و أمي لا يمر يوم عليهما دون خصام و على أتفه الاسباب ..

دخلت بيتي و بدأت أخطط لحياتي مع زوجي ، حياتي التي أردتها بلا مشاكل ، و لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، فزوجي مريض بالشك و لهذا السبب طلق زوجته الأولى معلومه عرفتها متاخراً جداً ، و بالرغم من ذلك صبرت و احتسبت الأجر عند الله ، فأنا لا أنوي العودة إلى بيت أهلي بعد شهر من زواجي حاملة لقب مطلقة بتهمة الله وحده العالم بأني لم أرتكبها .

عشت معه أيام من الألم و العذاب النفسي ، فتارة يثور و يتهمني بأبشع الاتهامات ، و تارة يتصنع الذهاب للعمل حتى أفاجأ به و هو يعود ليفتش البيت ، و تارة يسألني مع من كنت أتحدث !! حتى لو أردت الذهاب للمطبخ يذهب معي و تارةً أجده يقلب البيت بحثاً عن جهاز تليفون آخر مخبأ ، و أكيد أنتم الآن تتساءلون لماذا رضيت و صبرت ؟؟

لأنه بالرغم من عيوبه و شكه إلا أنه طيب القلب و يحبني كثيراً ، ففي كل مرة كان يقوم بالاعتذار لي و حتى البكاء و كنت أشفق عليه لأنه مريض ، و ودت أن أساعده لكنه كان يرفض الذهاب لطبيب نفسي بحجة أنه ليس بمجنون ، و كنت أبكي كثيراً ، فكم من ليالي بكيت فيها و لم يشعر بي أحد ، و كنت أكتم تعبي و آلامي عن الناس و أستر زوجي و أضحك ، حتى كل من يراني يقسم بأنني أسعد إنسانة .

و تطور اللأمر من شك إلى اتهامات أخرى لا أود التحدث عنها ، ليس خجلاً فالله عالم بمدى براءتي منها ، لكني عندما أتذكرها يعتصر قلبي الألم ، وصل بي الحال للذهاب لطبيب نفسي ، و دائماً ما أشعر بوجود شيء يسعي لتدمير حياتي لكني لست متأكدة .

ترك زوجي عمله و تنقلنا ببيوت كثيرة ، بيت مسكون و آخر تهدم سقفه ، و بيت اشتعل فيه كابل الكهرباء ، و حمدت الله أنني طلعت منه مع ابنتي ، و آخر بيت احترق هكذا بدون أسباب !!

أصبحت حياتي كلها مشتتة ، فلم أعرف معنى الاستقرار و الهدوء ، إذا اجتمعت أنا و زوجي في بيت شهران أقعد ضعفها عند أهلي ، تعبت من كثرة التفكير و البكاء ، حتى صلاتي أصبحت أتكاسل عنها ، و ألوم نفسي جداً جداً ، فبذلك أكون قد قطعت صلتي بالله عز وجل ، أشعر بسلاسل تقيدني عن صلاتي ، و لا أعلم هل من نفسي أو بفعل مس أو سحر !! احترت كثيراً و انقلب الحال ، و أصبحت أكره زوجي حتى عندما أسمع صوته أصاب بالغثيان .

أفيدوني .. فلقد أصابني اليأس و تحطمت نفسيتي …
أعتذر عن الإطاله و لكني وجدت في موقعكم الحب و النصح و هذا ما شجعني على الكتابة .

ملاحظة : تعالجت مرة عند شيخ و قال لي أنني أعاني من المس و كذالك سحر التفريق ، و أثناء العلاج استفرغت “أكرمكم الله” مادة بنية اللون ذات رائحة كريهة ، لكني لم أكمل علاجي معه لا أعلم لماذا !!

تاريخ النشر : 2017-01-05
guest
36 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى