تجارب من واقع الحياة

حبيبي غريب الأطوار : ما خطبه ؟

بقلم : فتاة ما – الجزائر
ما خطبه ؟
ببساطة أحببته و سعدت بامتلاكه ..

مرحباً جميعاً … أنا متابعة لهذا الموقع منذ مدة ليست بالطويلة ، و قد حاز على إعجابي ، كما أني قررت أنه الموقع الأنسب لأنشر فيه عن مشكلة تواجه صديقاً لي ، والتي أعتبرها مشكلتي ، لعلني أستفيد من نصائحكم و تفسيراتكم …

أنا في العشرين من عمري ، تعرفت قبل سنة على شاب من جامعتي ، فقد جذبتني إليه طبيعته الغامضة و عدم تدخله في شؤون أحد ، و اهتمامه فقط بما يخصه هو ، كانت تلك المرة الأولى التي أقع فيها بحب أحدهم ، و يبادلني هو نفس الشعور ، عرفته على عائلتي و فعل هو نفس الأمر ، و قد وافق على أن يكمل كلانا دراسته بعد الزواج ـ ليس بالأمر المهم كي أذكره ـ و قد كان مثقفاً و حائزاً على معدل جد مرتفع في امتحان شهادة الباكالوريا ، أي أنني ببساطة أحببته و سعدت بامتلاكه ، على الأقل قبل أن أعرف الجانب المظلم من شخصيته ….

حدث ذلك في الأشهر القليلة الماضية ، حيث سألته عن نوع الموسيقا التي يستمع إليه ، فأعطاني سماعاته و شغل أغنيته المفضلة ، توقعت أن تكون موسيقى راب لمغني مشهور ، لكنها كانت عكس ذلك تماماً ، ما سمعته كان أكثر أغنية صاخبة التقطتها أذناي ، و كلماتها كانت مظلمة و قاسية ، سألته كيف يمكنه تحمل ذلك ؟ فابتسم و قال أن تلك الموسيقا هي ما يغذي روحه ، تجاهلت الأمر بحجة أنها مجرد موسيقا ..

و في يوم آخر قرر أن يريني رسوماته فقد كان يمضي الكثير من وقته في الرسم … نظرت إلى رسوماته و كانت كلها عبارة عن مشاهد دموية لأطفال و نساء يصرخون من العذاب ، و أخرى لشياطين سوداء بابتسامة مرعبة على محياهم ، و غيرها من الرسومات الدموية ، لا أنكر أنه قد رسمها بإتقان فقد كانت أقرب إلى الواقع ، و عندما سألته عن فنانه المفضل أجاب بأشهر قاتليَن متسلسليَن في التاريخ و هما زودياك الملقب بشبح القرن العشرين ، و كذلك جاك السفاح ، يقول أنه يعتبر ذلك فناً …

و ذات مرة بينما كان يتصفح هاتفه ، أطلق ضحكة مجنونة لم أعرف سببها ، و عندما سألته أجابني بخبر امرأة قامت بذبح طفليها في ولاية عنابة ، قال أنه يحب سماع هذا النوع من الأخبار .. و في خبر آخر عن سقوط عمارتين في بلدية العاشور بالعاصمة ، كان هناك قتيل واحد .. جعله النبأ “السار” يضحك و يقول : كيف يشعر هذا الأحمق و هو القتيل الوحيد من بين أربعين مليون نسمة في حادث سخيف كهذا ؟ لا بد من أنها إهانة له ..

بعد معرفة شخصيته الانطوائية الكئيبة و المختلة الدموية في آن واحد ، طلبت منه زيارة طبيب نفسي ، لكنه رفض وقال أنه بكامل قواه النفسية و العقلية …

هل تعتقدون أنه على صواب و أني أهذي فقط ؟ أم عليه فعلا أن يزور طبيباً نفسياً ؟ أفيدوني بآرائكم و شكراً مسبقاً …

تاريخ النشر : 2017-01-10
guest
63 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى