تجارب ومواقف غريبة

ما هي علاقتي بالجن (١) ؟؟ بيتنا المسكون !

بقلم : M.A.M – العراق

ما هي علاقتي بالجن (١) ؟؟ بيتنا المسكون !
حلمت بها و كان شكلها بشع إلى درجة الجنون

اسمي ملاك ، أبلغ من العمر ١٤ سنة من بغداد ، و لكن أعيش خارج بلدي العزيز .. لا يهم من أنا و لكن المهم قصتي مع الجن .. و لقد بدأت بالتعرف إلى عالم الجن عندما كنت في سن الثامنة أو أقل ، كانت ابنة جارتنا صديقتي و كنت أذهب إليها كل يوم ، و لكن كانت لها عمة غريبة الأطوار ، كبيرة في السن و غير متزوجة ، و كانت تعيش معهم .. لقد كنت أخافها لأنني كلما ذهبت إلى صديقتي للعب كانت تمسكنا و تدخلنا في غرفه بها ضوء أحمر خافت و تكلما عن الجن .

لقد كنت أعود إلى منزلي و أنا أرتجف ، و عيني تلمع من الدمع ، لقد كانت أمي تغضب جداً ، لكنها لا تتحدث معهم لأنها تحترمهم و لكنها كانت تحاول منعي من الذهاب إليهم ..

لقد بدأت معي حالة من الخوف و الرعب من العالم الغريب ، إلى أن أتى يوم من الأيام ذهبت مع عائلتي إلى مهرجان للكتب و اشتريت كتاباً اسمه (زياد في تابوت الملك خوفو) ، لقد كان جميلاً جداً ، و كانت قصته أكثر من رائعة ، أحببته لدرجة الجنون ، كان يتكلم عن رواية حدثت بين بني البشر و الجن و لكن صورت للقارئ أجمل صورة لعالم الجن ، فبدأت أحب الجن و لا أخافهم أبداً .

توالت الأيام و أنا أعيش حياةً طبيعيةً ، إلى أن قرر والدي أن ننتقل إلى بيت آخر ، و فعلاً انتقلنا إلى بيت جديد ، و بدأت مخاوفي تعود لي ..

انتقلنا إلى البيت الجديد و كان جميلاً و كبيراً جداً جداً، و يتكون من ثلاثة طوابق ، و لكن كل من يدخل له يشعر بالضيق و إحساس غريب لا أستطيع وصفه ، كأنه مزيج من الخوف ، الارتباك ، الغموض ، الضياع و الظلام .. بدأت الأحداث معي منذ أول ليلة ، لقد كنت أسمع أصوات ركض و قفز قوي في الطابق الثالث ، و لكني لا أعلم لماذا تجاهلت الموضوع حتى اعتدت على سماع الركض و القفز كل ليلة الساعه الثانية ..

تطورت الأحداث عندما قررنا أنا و أختي الكبيرة أن نشاهد إحدى أفلام الرعب الساعه الثانية فجراً ، كان فيلما مخيفاً حقاً ، و بعد انتهائه غطت أختي في نوم عميق في صالة الجلوس ، و أنا كنت جالسة أتصفح الفيسبوك و الظلام من حولي ، و لا ضوء سوى ضوء شاشة الهاتف التي خفضت سطوعها ، وفجأة سمعت تكسير صحون في المطبخ فقفزت راكضةً لأني ظننت أن قطتي المشاكسة هي من فعلت ذلك ، و خفت أن تتأذى ، وعندما وصلت للمطبخ لم يكن هناك أي شيء ، حتى قطتي لم تكن موجودة !! لقد كنت متأكدة أنني سمعت ذلك الصوت ، ماذا يحدث لي ؟ هل هناك أحد من عائلتي يسمع الذي أسمعه ؟ لماذا أنا فقط التي أسمع كل هذه الأصوات لماذا ؟ علي أن أخبر الجميع و لكنهم لن يصدقوني لأنني صغيرة و لي سوابق في الخوف من هذه الأمور ..

حسناً لن أتحدث و لن أهتم لهذا الأمر ، إنها هلوسات .. توالت الأيام و أنا أسمع أصواتاً غريبه ، و كل يوم يموت جزء بداخلي .. لقد كنت وحيدة أريد الصراخ و البكاء من الخوف ، لقد كنت خائفة ، أريد أن أخبر الجميع ، أريدهم أن يسكّنوا من روعي ، لكني بقيت صامتة إلى أن أتى يوم بداية انكشاف الأمور ، لقد أحضرنا خادمة ، و كانت غرفتها في الطابق الثالث ، و بعد أسبوعين جاءت الخادمة فجأة تركض و تبكي وتقول :

كل يوم لا أفتح أي ضوء أو مكيف الهواء عندما أنام ، و عندما أنهض في الصباح كل شيء يكون مفتوح ، مع العلم أنها اول من ينهض في المنزل ، و لا يمكن أن يذهب أحد إلى الطابق الثالث .. تفاجأ الجميع إلا أنا ، و عندما سألوني عن سبب عدم استغرابي أخبرتهم بكل ما كان يحدث لي ، و عندما سألوني لماذا لم تخبرينا قلت لهم : لأنكم ما كنتم ستصدقوني لأنكم تعلمون أنني أخاف من هذه الأشياء ، و ربما تكون هلوسات .

لقد نصحت أمي الخادمه أن تشغل القرآن في غرفتها ، و عندما فعلت الخادمة ذلك بدأت أبواب غرفتها تنغلق و تنفتح بسرعة ، فخرجت تركض إلينا خائفه ، فقط أنا و الخادمة من كنا نسمع تلك الأصوات .. إلى أن جاء يوم من الأيامأاتى فيه أخي للمبيت معنا ، فسمعنا كلنا في ذلك اليوم قفز و ركض قوي جداً جداً في الطابق الثالث ، و الخادمة سمعت صوت بكاء فتاة بصوت مرتفع ، فتأكد الجميع من أن البيت مسكون ..

و أيضاً تأكدنا من أنها فتاة ، لأنها كانت تناديني أحياناً و تنادي الخادمة ، و أنا حلمت بها و كان شكلها بشع إلى درجة الجنون .. بشع لدرجة لا أستطيع وصفه ، لقد كانت قذرة برائحة نتنة و تمكنت من قتل أخواتي و لكنها كانت تخافني لا أعلم لماذا ، و كانت كلما حاولت الاقتراب مني هناك شيء يدفعها !! و عندما نهضت من النوم ذهبت و أخبرت أمي ، فاتصلت بدورها بأخي الكبير ، فهو شيخ و يفهم في كل هذه الأمور ، و عندما أخبرته بالحلم أمرنا بالخروج من المنزل فوراً ، لأنها كافرة و ستؤذينا إذا لم نترك لها المنزل .

و أيضاً يوم من الأيام كانت أمي مسافرة للعلاج و نحن بنات لوحدنا في المنزل مع الخادمة ، و كنا كلنا في الطابق الأول ، فسمعنا صوت أمي تنادي على الخادمة ، و كان الصوت واضح جداً و لا يمكن أن نقول عنه أنه هلوسة أو تخيلات بالإضافة إلى أنني و أخواتي و الخادمة سمعناه ، مع العلم أننا كنا و لازلنا نشغل القرآن الكريم كل يوم في البيت ، لأننا نوعا ما عائلة يسود جوها التدين .. لكن الأحداث الغريبة لم تكن تحدث إلا في الطابق الثالث ، و مرة واحدة فقط حدثت في الطابق الأول معي !! لا أعلم لماذا !!

و أخيراً أبي وجد البيت المناسب و سننتقل ، و أخيراً ستنتهي هذه الحياة المرعبة و نذهب إلى بيت جديد و الحمدلله …

انتقلنا إلى البيت الجديد و الآن نحن مرتاحون جداً ، و لأول مرة منذ 5 أشهر أنام مطمئنة أنني لن أسمع هذه الأصوات الغريبة مرةً أخرى .. أتمنى ألا يخوض هذه التجربة أحد منكم ، فهي مخيفة لدرجة أن قلبي الآن يرتجف لمجرد تذكري ملامح تلك الجنية .

تاريخ النشر : 2017-01-12
guest
10 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى