تجارب ومواقف غريبة

أريد أن أشعر بأني طبيعية

بقلم : سوسن – الجزائر

أريد أن أشعر بأني طبيعية
أعاني من عدم تحديد ذاتي و عدم الشعور بالاطمئنان الداخلي

السلام عليكم .. بشكل مباشر أبدأ قصتي و أرجو منكم الدعم و أن ترشدوني لما يجب علي فعله لأتغير حقاً ..

أنا فتاة عشرينية و كما هو واضح بعنوان الموضوع أني للآن لازلت أعاني من عدم تحديد ذاتي و عدم الشعور بالاطمئنان الداخلي لنفسي كي أبحث عن الأمن و السلام الخارجي في عالمي الذي لم يعد يرحم أحداً ، و يلزم أن تكون تام التفاهم مع نفسك لكي تستطيع مواجهته و تقبل ما يضعك فيه من مواقف و صعاب ..

سأحكي لكم باختصار ما وجدته في حياتي الطفولية قبل الآن … في ذاك الزمان حدث لي موقف صدمت منه ، جعلني حقاً أفقد كل ثقتي بمن حولي ، و منه اعتزلت العالم و ابتعدت عن كل الناس ، و كان هذا من قبل أن أدخل المدرسة ، حيث زدت كتماناً عن كتماني ، و حديثي أصبح من النادر أن يُسمع ، حتى أهلي لا يعلمون شيئاً عن هذا الموقف … دراستي جيدة في ذلك الحين حيث كنت مجتهدة و لدي صديقاتي و كل شيء طبيعي ، لكن أنا لا أشعر أنه طبيعي !!

كنت أشكك بصداقتي ، و كنت منذ صغري أتعمق بأي شخص حتى أساتذتي .. أي حذرة من أي شيء قد يؤذيني ، أما قضية الانطواء فقط لتفهموا لأي درجة ، فقد كنت أكره الذهاب لأخوالي و أعود مع أبي عند توصيل أمي و أخوتي ، و قد كان من الطبيعي أن أبقى مع أمي بذاك السن مثل أي طفل … و لا تظنوا أني متعلقة بأبي ، لا .. بل بالمنزل ، كنت أحبه و لا أريد مغادرته من أجل أي شيء .

و هكذا استمر الأمر للآن أكره المناسبات و الاختلاط بالناس ، مع أنهم يستمتعون بالحديث معي لكني أفضل الجلوس لوحدي … حاولت التغير لكني أكره الضجيج ، أحب الظلمة و لو حتى بغرفة لوحدي ، و هذه ليست سلبياتي الوحيدة ، حيث الكسل و التعب السريع و الملل و التفكير الزائد عن الحد ، و النسيان الشديد لدرجة أنسى ما وضعته قبل ثانية ، لكن ليس كل وقت في يومي ، و هكذا تستمر هذه الأشياء في التأثير ع حياتي اليومية .

ليست بيدي لأني كما قلت حاولت التغير لكن أعود لنفس الوضعية و أكتئب بسبب هذا … أيضاً قضية صمتي الطويل بسبب هذا ، فقد أصبحت أتحدث نادراً و لكن بشكل حسن ، لكن إذا وصل لتعبير عن المشاعر أحس كأنني لا أستطيع و كلامي يصبح شبه متقطع ، فأشكو لنفسي فقط ، و هذا يغيظني جداً .. حتى في بعض الأحيان عندما أتحدث لزميلاتي في موضوع ما أخرج كلمات في نفس الموضوع و لكني لا أستطيع لحاقه لفهم ما أقوله ، و اتعجب كيف يفهمون ما أقوله !! أنا أسمعه و كانه غير متجانس ..

وهكذا تستمر حياتي بين الصمت و الكتمان ، فأنا لم أقل هذا الشيء لأي أحد قبلكم ، لذا أنا أتمنى حقاً أن تساعدوني بشكل جاد …

أما الأشياء الغريبة التي تحصل معي مع انطوائي الزائد …
أنني أحياناً و كل مرة بشكل ، أعيش أحلاماً كأنها حقيقة ، و لا أنساها ..

أغربها هو أنني مرة كنت نائمة فوق فراشي بالأرض ، و أنا نائمة و أعرف أنني كذلك و كان رجل بمكان الفراش ، و أنا فوقه بمكان كالفضاء أسود ، و كلما أقرأ القرآن لأتحرك أشعر بمجال كهرومغناطيسي حولنا ، و لم أستطع الحراك و الرجوع لوعيي إلا بعدما طلبت منه ذلك بالتخاطر بدون صوت ، و هو لم يتكلم .

و مرة أخرى كان قزماً يقفز فوقي ، و أنا راكعة ، و لم أستطع النهوض إلا بالصراخ .. هذه طريقتي لأتحرك عند هذه المواقف ، فالقرآن لا ينفعني هنا إلا بعد مدة ، عكس الصراخ ..

و مرة قطط لكن كان هذا سابقاً .. مرة قطة تهاجمني و مرة الكثير من القطط حولي و أنا خائفة ، و لم تكن لطيفة أيضاً
و مرات أحلام غريبة و غير مفهومة ، و مرة و كأنني تزوجت و فقدت الذاكرة ، و رأيت صورتي بالحلم كأنهم يقولون أنني تزوجت و هذا الدليل .. لكن أقول أنا لا أذكر شيئاً ، و الأشخاص هناك الذين ظهروا في الحلم أنا أعرفهم .
و هكذا تتوالى علي .. و مرات لا شيء

أنا صراحةً مقصرة بحق نفسي بشأن الذكر و القرآن ، لكنني أحاول التعود و التغير من جديد ، أرجو أن تساعدوني في تشخيص حالتي ، لأني أفكر أحياناً بسبب غضبي من نفسي بالانتحار ، و هذه فكرة من المستبعد أن أفعلها ، لكن أريد حقاً أن أشعر كما تشعر أي فتاة أنها حقاً تستحق أن تكون فتاة .. فأنا لو كنت رجلاً كان شيء عادي ، لكن ليس فتاة ستكون لها مسؤوليات مستقبلية و هي لم تنتهي بعد من تحمل مسؤولياتها الحالية بنفسها !!

تاريخ النشر : 2017-01-22
guest
38 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى