التحرش بطفلة اغتيال لطفولتها
لن أخضع لأي حالة نفسية قد تنهيني |
سيداتي سادتي لن أطيل عليكم بالمقدمات المملة و إنما سأدخل في صلب الموضوع فالعنوان واضح كوضوح الشمس ..
نشأت في بيئة متمسكة بالعادات و المبادئ الدينية و الدنيوية .. في يوم ما ذهبت لمنزل خالتي للمبيت مع بناتها ، كنت صغيرة و كل طفل صغير يرى الدنيا بريئة و صغيرة و يجهل الأمور السيئة ، أصرت الفتيات على النوم في غرفة خالتي و زوجها و أنا كنت أخجل من دخول غرفتهم الزوجية ، فأصرت خالتي حتى لا أنام لوحدي في الغرف الأخرى ، و نمت في زاوية بعيدة عن سرير خالتي و زوجها ، و في منتصف الليل و الظلام أحسست بأن هناك شر يقترب مني ، أو شعرت بيديه القذرة تلمس جسدي الصغير الهزيل الذي لم تكن فيه أي ذرة مفاتن ..
بدأت أتقلب و أشعر بأن هناك خطراً علي و لا أعلم ما الذي يحصل أو لماذا يفعل بي هكذا ، لم أفهم و لا أعرف ما اللعبة التي يلعبها زوج خالتي ، و لكنها كانت لعبة شريرة أخافتني ، و أبعدته بيدي الصغيرتين عني فلم يستطع الاقتراب مني خوفاً من صراخي .. نجوت منه فجسدي كان سليماً تماماً و لكنه مزق طفولتي بجرح لن ينسى !!
بل جعلني شرسة ، أحافظ على نفسي .. فنفسي أهم ما لدي ، لم أبح لأحد ، صمتُّ خوفاً من الأذية و خوفاً منه و خوفاً من ضرب أمي لي ، فقد كانت تضربني بشدة حتى لو لم أرتكب خطأ ، تطلقت خالتي منه في نفس الأسبوع و لم أسمع عنه شيئاً سنين طويلة .
أصبحت انطوائية .. مرت مراهقتي بصعوبة فقد كان الطيش مع صديقات السوء لذة قاومتها مرات و استسلمت لها مرات أخرى ، فالإنسان ليس كاملاً ..هناك أخطاء كالدروس تعلمنا الحياة .. دروسنا بالأخطاء .
مرت السنين و في صفوف الدراسة أتت لي ابنة خالتي قائلةً أبي في الإداره عند الأخصائية اذهبي و ألقي التحية عليه ، توجهت للإدارة .. فبعد كل هذه السنين أصبح رجلاً كبيراً في السن ، و سأسامحه على فعلته في داخلي و سأساله عن حاله و صحته ، لكني ما إن لمحته في الإدارة حتى تبخر كل ما في عقلي و ارتجف جسدي من الخوف و هربت .. أحسست بأن تلك الليلة قد عادت و ستتكرر .
و مرت سنين أخرى و توفي الرجل ، ذهبت للعزاء و قمت بالواجب ، و أنا أسامحه أمام الله و أوكل أمري إليه ، فعذاب الآخرة أشد و أقسى من عذاب الدنيا .
اهتممت بنفسي و أبعدت كل صديقات السوء عني ، تمسكت بعاداتي و ديني و لن أخضع لأي سوء أو فعل مشين تجاه نفسي ، و لن أخضع لأي حالة نفسية قد تنهيني ، فأنا أقوى بربي .