الندم .. ذلك الشعور القاتل
هل جلست يوماً مع نفسك و قيَّمت مسيرة حياتك ؟ |
حياتنا عبارة عن سلسلة من المواقف و الاختيارات و القرارات ، و في مرحلة ما نتوقف قليلاً و نجلس مع أنفسنا و نقيِّم مسيرة حياتنا ، فنجد أننا أخطأنا في كثير من القرارات و نجد أحياناً أنَّ كلمةً واحدةً كان بإمكانها أن تغيِّر مصيرنا و عندها يتولد عندنا شعورٌ قاتلٌ .. و هو الندم
نعم .. الندم على عدم اتخاذ القرار الصحيح بالوقت الصحيح ، الندم على عدم اتخاذ موقفٍ شجاع إزاء موضوعٍ ما ، الندم على زواجٍ أمضيت فيه عمرك مع الشخص الخطأ ، الندم على صداقةٍ بذلت فيها الكثير من التضحيات لإنسانٍ لا يستحق ، الندم على دراستك لاختصاصٍ لا تحبه ، الندم على كلمة خرجت منك و جَرَحَت من حولك ، الندم على سنواتٍ أهدرتها بالسعي خلف سرابٍ و وهم …
البعض ندمه يجعله يغرق بحزنٍ و همٍّ يمنعانه من المضي قدماً ، و البعض لا يعترف لنفسه بأنه أخطأ لذا فهو لا يشعر بالندم ، و البعض الآخر يندم و يتألم لكنه يمضي في الحياة محاولاً إصلاح ما يمكن إصلاحه ..
أنت عزيزي القارئ ..
هل جلست يوماً مع نفسك و قيَّمت مسيرة حياتك ؟ إلى أي درجة أنت راضٍ عن نفسك و عن اختياراتك ؟ و هل يوجد لديك تصرف إلى الآن تشعر بالندم كلما تذكرته ؟ و هل تمتلك الشجاعة – إن وجدت نفسك قد اخترت الطريق الخطأ – لأن تنسف ما بنيته و تشق طريقك من جديد أم تتعايش مع وضعك و تقول فات الأوان ؟
في النهاية الندم دليل على امتلاكك لضمير يحاسبك على أفعالك لكن لا تبالغ كثيراً ، فمن منا لم يخطئ و من منا لم تجبره ظروفه على اختيار شيء لا يرغب به ، أو جعله طيشه بعمرٍ معيَّن أن يقوم بأفعالٍ يخجل منها .. المهم أن نمتلك تلك القدرة على الاستمرار و تخطَّي الماضي بحلوه و مرِّه فالحياة تسير إلى الأمام و ما مضى لن يعود أبداً .