تجارب ومواقف غريبة

لي و لعائلتي 4

بقلم : Emma – مصر

لي و لعائلتي 4
سمع آدم أصوات غريبة في المنزل فقرر الخروج منه بأي ثمن

ذكرت لكم في مشاركة سابقة أحداثاً حصلت مع عائلة أبي ننتقل الآن لعائلة أمي ..

فلنبدأ بالصعيد .. أمي عائلتها من الصعيد ، و هي عائلة كبيرة تملك العديد من الأراضي ، و كان دكتور آدم هذا ابن عم أمي ، أصله من الصعيد لكنه يعمل طبيباً في إحدى العيادات الراقية بمصر الجديدة .. ذهب آدم هذا يوماً إلي الصعيد و ذلك لزيارة أحد الأقارب المرضى ، و لكنه قد وصل متأخراً فقرر تأجيل هذه الزيارة للغد حتى يستريح ، و حتى لا يوقظ أحداً .

كان عائلة الدكتور آدم تملك بيتاً كبيراً لكنه لم يكن معموراً نظراً للأساطير التي تدور حوله ، كما أن معظمهم قد انتقلوا للعيش في القاهرة ، فكان هذا البيت مهجوراً لفترة من الزمن ، لكن عمي لم يهتم لهذه الخرافات فهو رجل علم و شديد الإيمان فلم يخشَ مما يقال .. كان لديه المفتاح و قرر البقاء في هذا المنزل حتى الصباح و أنه سوف ينتقل لمنزل آخر من منازل أقاربه عندها ..

دخل البيت و ذهب للنوم و لكنه فجأة سمع صوت أفراح عالية و زغاريد و تصفيق و طبول ، ففتح النافذة لم يجد شيئاً ! كان الصوت قريباً لدرجة أنه أحس أن الفرح كان بداخل البيت ، بعدها توقف الصوت تماماً و لكن تعالى صوت آخر و هو صراخ و ولولة نساء و بكاء عالية ، ذهب للبحث أيضاً لكنه لم يجد شيئاً و تجول في هذا البيت الواسع لعله تلفاز مفتوح أو شيئاً ما ، و لكنه لم يجد أي أحد !! أصابته القشعريرة فجأة و قرر أن يخرج الآن من البيت بأي ثمن ، و أن النوم في الشارع سيكون له أفضل من النوم في هذا البيت .

أخذ حقيبته و اتجه مسرعاً نحو الباب ، لكنه أدرك أنه مغلق بإحكام بالرغم من أن لا أحد يملك هذا المفتاح ، و لا أحد يعلم بمجيئه حتى ! فذهب إلى النافذة لكنه وجدها عالية لا تصلح لهبوط من هو في سنه ، فجلس على السرير و هدأ قليلاً و بدأ يتلوا بضع الآيات القرآنية ، لكنه وجد أن السرير تحته يهتز بعنف ، فأستمر في القراءة برغم خوفه الشديد لكن كان الاهتزاز يزداد و يزداد ، و معه تتعالي عدة أصوات مختلطة لا يعلم هل هي بكاء أم ضحكات أم صراخ ..
فقام و توضأ و صلّى و دعا الله أن ينجيه من تلك المحنة ، و عندما ذهب لفتح الباب مجدداً فتح معه بكل سهولة فجرى مسرعاً و أقسم على ألا يعود إلى هذا البيت أبداً .

خالتي تلك لديها تجارب لا بأس بها في عالم ماوراء الطبيعه منها :

كانت خالتي تعمل في محل شهير للملابس في مصر الجديدة ، و كانت تعمل معها عاملتان ، واحدة معها دائماً و الأخرى تتولى أعمال المخازن و البضائع و غيرها .. التي كانت معها تسمى “مي” كانت تخبر خالتي أن تلك الفتاة التي تعمل في المخزن مريبة و غريبة ، فكانت خالتي لا تعرفها و لكن مي هذه كانت تعرفها جيداً فقد كانت جارتها ..

أخبرت خالتي عدة أشياء عنها فقالت : أن ام تلك الفتاة تعذبت و كانت دائمة الشكوى من ابنتها غريبة الأطوار ، فكانت دائماً تخبرهم بأنها تخاف منها كثيراً ، و كانت تقول لهم و تقسم : اتركها نائمة في سريرها و اذهب للمطبخ أجدها تتناول الطعام ..

كما كانت تخبرهم : أرى ابنتي تذهب إلي عملها و تغلق الباب وراءها و فجأة استدير بظهري فأجدها في غرفة الصالون و هي تشاهد التلفاز .. فأخبرتها خالتي أن أم تلك الفتاة قد تكون مختلة قليلاً و ربما تكون هذه تهيؤات ، لكن مي أخبرتها بأن أختها أيضاً تؤيد ذلك و تروي لها العديد من المواقف ، كما أن مي نفسها قد تركتها مرة في المخزن “مع العلم ليس هناك مخارج للمخزن سوى بالمرور على مدخل المحل كما لا يوجد مخابئ به و لم تخرج مي خارج المحل يومها “

و ذهبت للسؤال عنها لكنها لم تكن موجودة تماماً و كأنها اختفت ، بحثت عنها كثيراً و لم تجدها ، و عندما ذكرت مي لتلك الفتاة الموضوع في اليوم الثاني استغربت و قالت لها لم أذهب لأي مكان ، و بقيت في العمل لساعة متأخرة فكان هناك الكثير من البضائع ..

للاسف لم تتعرض خالتي لموقف مباشر معها ، و ذلك لأنها لم تستمر في عملها طويلاً ، و لكنها كانت تخبرني أنها فعلاً فتاة مخيفة ، و ذهبت خالتي إلى عمل آخر هي و مي ، و تلك الفتاة قد انتقلت أمها بها بعيداً و لم تسمع مي عنها مجدداً ..

عندما انتقلت خالتي للعمل في مكان آخر ، كان أيضاً محل ملابس في مصر الجديدة ، و لكنه كان أكثر شهرة من الأول و كانت خالتي تهتم بمعظم الأعمال هناك ، لكن مخزن ذلك المحل لم يكن كبيراً لذلك استأجر صاحبه شقة بالقرب من المحل للتخزين به ، و كما تعلمون شقق مصر الجديدة القديمة الفخمة ذات سقف عالي بشكل مبالغ فيه فتشعر أنك في أحد قصور سرايا عابدين ..

ذهبت خالتي يوماً لنقل بعض البضائع من تلك الشقة إلى المحل في الليل بعد ميعاد الإغلاق ، و لم تكن وحدها بل كان معهم المدير و بعض زملاء العمل ، و تخبرني خالتي :

كانت الشقة مظلمة و مقبضة جداً و كأنها جاهزة لتصوير أحد أفلام الرعب ، و كانت البضائع مرصوصة بشكل مخيف في الظلام ، لكن الكثرة تغلب الشجاعة ، فلم أكن خائفة نظراً لأنني لم أكن وحدي ..

أخذنا في تفرغة و إفراز بعض الكراتين و وضعنا الملابس فيها ، و كنا جاهزين لنقلها إلى المحل ، لكن كان هناك أصوات خافتة كالبكاء و الصراخ انتبهنا لها جميعاً لكننا لم نأخذها على محمل الجد ، و بينما نحن نجر هذه الكراتين ” الصناديق ” كانت هناك سجادة كبيرة في منتصف القاعة في هذا المنزل ، لم نستطع تحريك الصناديق منها ، فذهبت و نزعت تلك السجادة ، و إذا بي أجد بقعة كبيرة من الدماء على شكل انسان و حولها محدد ! ” تعلمون عندما يقتل أحداً و تأتي الشرطة و تقوم بتحديد مكان الجثة ” فأخبرها المدير قد أخبرني صاحب هذه الشقة قبل بيعها بأن أحداً قتل فيها و كانت جريمة بشعة ، و لكني قد قبلت بتلك الشقة نظراً لرخص سعرها بالرغم من وجودها في هذا الموقع ..

انتهي ما في جبعتي اليوم و لكن بالتأكيد هذا ليس لقاؤنا الأخير ، فأقاربنا كثيرون كما أنه لديهم قصصاً كثيرة في هذا النطاق .. و بالتأكيد لن أبخل عليكم بأي قصة ، فقد أصبحت أشعر بالذنب كلما تذكرت قصة أو أحد قص علي شيئاً جديداً و لم أحكيه لكم .. إلى اللقاء في تجارب أخرى لي و لعائلتي .

تاريخ النشر : 2017-02-19
guest
4 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى