أدب الرعب والعام

ثلاجة الموتى

بقلم : لست أحد – ارض الرعب

ثلاجة الموتى
كان أخر ما شاهدته هو وجه أخوها المرعب وهو يتجه إليها قبل أن ينقض عليها و يقتلها

أنها تستيقظ كل صباح لتذهب إلى عملها ، يا له من روتين مزعج ! تستيقظ ميراندا على صوت المنبة بينما النوم لم يترك جفونها لتقول : اااه … كم اكره صوت هذا المنبه اللعين ، كما العادة تستقل الباص و تذهب إلى عملها ، و دعونا نتعرف على ميراندا قليلاً :

ميراندا فتاة في العشرينيات من عمرها ، تعمل في مكتبها الخاص حيث تبقى اليوم بكامله لتعود الساعة العاشرة مساءً إلى بيتها و كل همها هو النوم لوقت طويل ، لديها شقيق و ثلاثة شقيقات ، والدها متوفى و أمها تعيش مع أخواتها بينما هي تعيش وحدها في مدينة بعيدة عن مدينتهم لأنها تريد الاستقلال في حياتها ، أوه نعم نسيت ، ميراندا تحب شقيقها كثيراً و أكثر مما نتصور .

حسناً لنعود إلى قصتنا ، ميراندا تذهب إلى عملها يومياً و بعد يوم شاق و طويل تعود للبيت في الساعة 10 مساء.. لتعد لنفسها العشاء ،  بعد أن انتهت من تناول طعامها ذهبت للنوم ، رأت حلماً مزعجاً للغاية ، رأت أنها تتجول في ثلاجة للجثث ، تستيقظ من النوم تصرخ:

– يا الهي ما هذا الحلم ؟ تباً كان مفزعاً جداً ، أوه يا الهي أنها الساعة 2 بعد منتصف الليل ، يجب علي أن أنام لكي لا أتأخر على عملي .

بدأت الكثير من الأفكار تدور في رأسها لتغفو و هي في حيرة من أمرها بسبب هذا الحلم ، في الصباح استيقظت ميرندا و ذهبت إلى عملها ، كانت في هدوء تام لم تنطق بكلمة و هي تفكر في ذلك الحلم بالرغم من أنها لا تعير الأحلام اهتماماً ، ولكن لماذا ذلك الحلم ؟

في المساء عادت ميراندا من عملها كما المعتاد و تناولت الطعام و انتهت منه ، ذهبت للنوم ، ولكن هناك خطب ما ، هكذا أخبرها قلبها ، وضعت رأسها على وسادتها لتستسلم للنوم  ، و في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل تستيقظ على صوت هاتفها ، تجيب بصوت شبه مسموع :

– مرحبا .

لتسمع صوت صرخات و بكاء ، وقفت على قدميها مفزوعة مما تسمع لتقول برعب و فزع :

– ماذا هناك ؟ مرحبا ! .. مرحبا ؟  من معي ؟ ماذا يحدث ؟  لماذا تصرخون ؟

لتفاجأ بصوت شقيقتها الذي يشبه الهمس من كثرة البكاء :

– ميراندا ،  تعالي و ودعيه أنها أخر مرة قد ترينه فيها ، تعالي فهذا أخر وداع بينكما .

ميراندا تقول :

– من تقصدين ؟  عن ماذا تتحدثين أودع من ؟ هيا قولي لماذا أنتي ساكتة ؟ .

لترد أختها عليها :

– انه أخي ، أخي قد وافته المنية.

جاء ذلك الخبر كالصاعقة على ميراندا التي انهارت فور سماعها الخبر ، لم تتوقع أبداً أن أخوها الذي يبلغ من العمر 19 سنة قد يموت.

– كيف ؟ ماذا تقولين ؟ … أنت تمزحين صح ؟ أرجوك انه ليس وقت مزاحك و مقالبك .

لترد أختها :

_ لا يا ميراندا ، كم أتمنى أن يكون مقلباً ، ولكنه ليس كذلك ، لقد مات أخي بشكل مفاجئ ، تعالي إلى مستشفى المدينة ، نحن ننتظرك .

سارعت ميراندا المنهارة إلى الشارع في ذلك الوقت المتأخر بحثاً عن إي شيء يوصلها إلى مدينتها ، و لحسن حظها رأت سيارة فيها امرأة في الأربعينيات من عمرها ، أوقفتها ميراندا في الحال و قالت :

– مرحبا سيدتي ، إلى أين ستذهبين ؟

قالت السيدة : إلى المدينة المجاورة ، هل تحتاجين مساعدة ؟

ردت ميراندا بعد أن تنهدت : نعم يا سيدتي .. أرجوك أنا بحاجة إلى مساعدة ، أريد أن اذهب إلى تلك المدينة التي ستذهبين إليها أرجوك ساعديني .

قالت السيدة الطيبة : حسناً حبيبتي ، اركبي السيارة .

قالت ميراندا شاكرة : شكراً لك سيدتي ، لن انسى هذا المعروف ما حييت .

مرت ساعة على ميراندا و كأنها دهر ، فسألت ميراندا السيدة بتوتر : سيدتي كم بقى من الوقت لنصل إلى وجهتنا ؟

ردت السيدة الطيبة : لقد بقي من الوقت ساعة لنصل ، كما تعلمين أن المدينة بعيدة قليلاً.

و أخيراً وصلتا إلى وجهتهما و قالت ميراندا للسيدة : سيدتي ، شكراً لكِ كثيراً ، الآن سأنزل و سأستقل سيارة أجرة ، لقد أتعبتك معي .

قالت السيدة الطيبة : لا يا حبيبتي  ، لن ادعك تستقلين سيارة أجرة  فكما تعلمين الوقت متأخر و هنالك الكثير من الأناس السيئين ، قولي لي اسم المكان الذي تريدين الذهاب إليه و أنا سوف أوصلك بنفسي .

ردت ميراندا : شكراً جزيلاً سيدتي ، أنتي طيبة جداً و لطيفة ، هذا هو العنوان الذي أريد الذهاب إليه المستشفى المركزي .

أوصلت السيدة ميراندا إلى وجهتها و ذهبت هي إلى سبيلها .

ميراندا المنهارة وصلت إلى المستشفى و دخلت كالمجنونة و تبحث عن أمها و شقيقاتها ، وجدت أمها و شقيقاتها في ركن من أركان المستشفى ، فقالت بحزن و الدموع الساخنة تنكب على وجنتيها : أين أخي ؟ إلى أين أخذتموه ؟.

ردت شقيقتها الصغرى : انه في ثلاجة الموتى .

تذكرت ميراندا ذلك الحلم  و قالت في نفسها : هل تحقق ذلك الحلم أم هذا أيضا مجرد حلم سأستفيق منه قريباً ؟ كم أتمنى أن استفيق بسرعة  ، و قالت لأختها : أريد أن اقضي بعض الوقت مع أخي .

فقالت أختها الكبرى : هل جننت ؟ . ستدخلين إلى ثلاجة الموتى ؟

لم تستمع ميراندا إلى كلام أختها  و هرولت متجهة إلى ثلاجة الموتى و كل همها هو رؤية وجه أخوها ثانية

، ذهبت إلى الثلاجة فتحت ثلاجة أخوها ، لترى وجهه المجمد و تقول : لماذا تركتني يا أخي ؟ كيف سأعيش الآن ؟  كنت أتي لزيارتكم فقط لكي أرى وجهك و الآن و الآن ماذا ؟

و بعد قضاء نصف ساعة مع أخوها ، ذهبت لكي تخرج من الثلاجة ، و بينما هي تمشي سمعت صوتاً ، التفتت لترى أخوها جالسا يحدق بها و يقول لها : هل ستتركينني هكذا بكل سهولة يا ميراندا ؟  تعرفين أني سأشعر بالملل لوحدي في القبر ، احتاج صديق ، ها ها ها ، هل حسبت أنني سأتركك تذهبين هكذا ؟ للأسف اعتقادك خاطئ ، سأوفي بوعدي لك و لن أتركك أبداً ، ولكن أنتي الآن تلتفتين و تديرين ظهرك إلي ، هذا سيكون ممتعاً عندما أخذك إلى قبري معي ، هل ظننت انك ستودعينني و ستذهبين لتعيشي حياتك مجدداً ؟ للأسف اللعبة لن تنتهي إلى ذلك الحد فقط .

و ميراندا مشلولة تماماً ، لا تستطيع الحركة ، كان أخر ما شاهدته هو وجه أخوها المرعب وهو يتجه إليها قبل أن ينقض عليها و يقتلها و يأخذها إلى الثلاجة معه ، انقضى وقتا طويل لتذهب أخت ميراندا للاطمئنان على حالها ، ولكن كان باب الثلاجة مفتوحاً و الأرض مغطاة بدم ميراندا المسكينة ، وجدوت جثة شقيقها و إلى جانبها ميراندا جثة هامدة لا حياة فيها و علامات الرعب طاهرة على وجهها ، لقد قالوا بان ميراندا انتحرت ، ولكن لم و لن يعرفوا أن ميراندا ماتت على يد شبح أخوها .

النهاية .

 

تاريخ النشر : 2017-03-07

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى