أدب الرعب والعام

صرخات عبر الأثير

بقلم : رائد قاسم – السعودية
للتواصل : [email protected]

صرخات عبر الأثير
تحاول التركيز و استرجاع مشاهد حلمها لمعرفة مكان ابنها .. لكن دون جدوى !

صراخه يخترق أسماعها … يتصبب العرق من جبينها .. تستيقظ مذعورة و هي تناجيه :
– ولدي حبيبي إنني أسمع صرخاتك التي تناديني بها ، أنت حي ترزق ، لا شك في ذلك .

تقف بوسط غرفتها و تنادي بأعلى صوتها : أعيدوا لي ابني !

لا يستطيعون تحمل هيجانها أكثر من ذلك ، يدخل عليها كل من الطبيب و الممرضة برفقة شقيقها حامد ، يمسكونها بقوة … تقاوم بضراوة ، إلا أنها تستسلم لهم في النهاية … تحقنها الممرضة بإبرة مهدئة لتنام على إثرها….

حامد : ما معنى ذلك يا دكتور ؟ كل ليلة تستيقظ في مثل هذا الوقت مدعية بأنها تسمع صرخات ابنها
الطبيب : إنها هلوسة يا سيدي ، و هذا أمر طبيعي في مثل حالتها

تنام حتى الصباح ، تستيقظ و تجلس في حديقة المنزل ، يأتيها حامد بطعام الإفطار ، تتناوله بصمت ، يحاول حامد تهدئة خواطرها ..

حامد : إلى متى حزنك يا أختي الحبيبة ؟ لا بد أن تبدئي حياة جديدة مليئة بالأمل .

تلتفت له بملامح شاحبة ..
ليلى : إنني متأكدة من أن ولدي حي يرزق ، إنني اسمع صرخاته كل ليلة .
حامد : أقدر مشاعرك ، و لكن مر عام على خطفه ، إلى متى تعيشين هذه الحياة الكئيبة المعتمة ؟
ليلى : حتى أجد ابني يا حامد.

يرد عليها بحنق قائلاً : أنت حرة

ثم يغادرها منفعلاً ..

سرعان ما تذهب لغرفتها و تغير ملابسها و تذهب مسرعة إلى مقر الشرطة…
شرطي : سيدي إنها نفس المرأة التي سألت عنك بالأمس .
الضابط عادل : ماذا تريد ثانية ؟
زميله : أفضِّل أن تقابلها يا عادل ، إنها امرأة مفجوعة بابنها.
الضابط عادل : حسناً ، دعها تدخل .

تدخل عليه بعد فترة انتظار قصيرة ، تجلس ببرود …
ليلى : أنا متأكدة من أن ابني حي .
ينظر لها بتأفف ثم يدخن سيجارته ..
الضابط عادل : سيدتي لا يوجد دليل على أن ابنك حي أو ميت ، حتى الآن لا نعرف مصيره .
ليلى(بعصبية) : إنه حي ، أنا متاكدة من ذلك .
الضابط عادل : هل لديك دليل ملموس ؟
ليلى : كل ليلة أسمع صرخاته بوضوح ، كما أسمعك الآن .

يقف الضابط عادل قائلاً بغضب :
– إنه ليس دليل يعتد به لأنك وحدك من تسمعينه ، و إن كان ما تقولينه صحيحاً عليك أن تحددي لنا المنطقة التي يوجد بها حتى نتوجه إليها فوراً 
ليلى ( بانكسار) : لا يمكنني لك .
الضابط عادل : إذا كنت لا تمتلكين أية معلومات حقيقية أرجوك لا تزعجينا كل يوم بمجيئك .
لا تتمالك نفسها فتجهش بالبكاء .. يقدم لها منديل لتمسح دموعها به…
الضابط عادل : سيدتي أنا أقدر مشاعرك كأم ، و لكن صدقيني ليس لكِ إلا الصبر ، و نحن لم و لن ننسى قضيتك أبداً .
ليلى : أقسم لك بأني أسمعه .
الضابط عادل : إنها مجرد ادعاءات لا دليل و لا برهان عليها ، أنصحك بمراجعة طبيب نفسي .

تخرج من عنده منكسرة .. تقضي بقية يومها حزينة باكية ، و قبل نومها يأمر الطبيب بحقنها بالإبرة المهدئة حتى تنام بسكون …

****

تجد نفسها وسط أحد أحياء المدينة ، تسمع صرخات طفلها ، تلتفت يميناً و شمالاً في محاولة منها لمعرفة مكانه ، تهرول مسرعة غرباً و شرقاً .. تشاهد امرأةً غير واضحة المعالم و هي ممسكة به ، تركض إليها بأقصى سرعتها ، ما إن تصل إليها حتى تختفي ، تستيقظ من نومها ، تسمع صرخات طفلها ، تضع كلتا يديها على رأسها و تستلقي على السرير ، تستعيد توازنها لتخلد في نوم عميق …

ما إن تشرق شمس اليوم التالي حتى تستقل سيارتها إلا أن شقيقها حامد يقف بوجهها ..
حامد : إلى أين يا ليلى ؟
ليلى : سأخرج للتنزه قليلاً .
حامد : أريد أن آتي معك .
ليلى : كلا ، أريد أن أكون بمفردي .

تمضي في جولة في أنحاء المدينة ، تحاول التركيز و استرجاع مشاهد حلمها ، تقضي ساعات في المحاولة ، إلا أنها تفشل في رؤية الحي الذي شاهدته في منامها .

تعود إلى منزلها متعبة و سرعان ما تطبق عينيها ، في اليوم التالي تكرر المحاولة دون جدوى ، إلا أن اليأس لم يعرف لها طريقاً ، تخرج في اليوم الثالث و الأمل يحدوها برؤية ما شاهدته في حلمها حقيقة ماثلة أمام ناظريها .. شقيقها حماد يرتاب في أمرها فيتبعها من دون أن تشعر به … تقضي عدة ساعات و هي سائرة من حي إلى حي ، و من شارع إلى آخر حتى يصيبها الإنهاك و التعب الشديد ، فتعود إلى منزلها الذي سبقها إليه حامد …

حامد : إين كنتِ يا ليلى؟
ليلى : قلت لك سابقاً بأني كنت أتنزه .
حامد (بغضب) : أنا لا أعرف ما سر تنزهك اليومي هذا ؟ إلى ماذا ترومين ؟
ليلى ( بغضب مماثل) : و ما دخلك أنت ؟
حامد : ما دخلي ؟ أنت أختي !
ليلى : ما الذي يضيرك لو خرجت من هذا البيت الكئيب ؟ ما المشكلة التي قد أسببها لك ؟
حامد : بالطبع لن يضرني شيء بل سأكون سعيداً جداً إذا ما تحسنت صحتك .
ليلى : إذن دعني و لا تتبعني .
حامد : ماذا ؟
ليلى : أتظن بأني لم ألحظ مراقبتك لي هذا اليوم ؟
حامد : أنا خائف عليك يا ليلى .
ليلى : لا تقلق ، أنا بخير و أرجوك ثق بي و لا تقلق علي ، أنا أخرج في وضح النهار و في أماكن يرتادها عامة الناس .

تعود إلى غرفتها ، تبكي بشدة ، تمسك بصورة طفلها و تناجيه بعيون باكية و قلب تغمره لوعة الفراق .

– ابني حبيبي أين أنت ؟ أرجوك اخبرني أين تكون ؟

تستلقي على فراشها ، ما أن تدخل في سباتها حتى تسمع صرخاته … تشاهد عمارة بوسط أحد الأحياء ، تستيقظ فوراً :
– هذه العمارة مررت عليها اليوم ، أنا متأكدة من ذلك .

تخرج مهرولة ، الممرضة تحاول منعها ، إلا أنها تمسك بها و تلقيها أرضاً .. تنهض بسرعة لتخبر شقيقها حامد ، يخرج في طلبها بأقصى سرعته ، يحاول لفت انتباهها ببوق سيارته و مصابيحها العالية ، و لكنها لا تلتفت له ، إلا أنه يتمكن من محاصرتها و إيقافها .. تخرج له و هي غاضبة ..

– ما الذي تريده مني ؟ لماذا تتبعني ؟ دعني و شأني .
تضربه بكلتا يديها و هو يحاول تهدئتها ، ثم يمسك بها وسط تجمع حاشد من المارة .
– إنها أختي و هي مريضة ، أرجوكم ساعدوني .
يتصل أحد المارة بسيارة الإسعاف .. تأتي على عجل و تنقلها لمستشفى الأمراض النفسية ، تمسك بها الممرضات لتحقن على الفور بإبرة منومة ، تقيم عدة أيام في المستشفى ، و يتابع حالتها أحد الأطباء ..

الطبيب : ما بكِ يا ابنتي ؟ ما الذي يزعجك و ينغص عليك حياتك ؟
ليلى : إنني أسمع صرخات ابني ، إنه يناديني و يستغيث بي.
الطبيب : لقد عرفت قصتك من شقيقك ، أخبريني يا ابنتي هل تسمعين صرخاته كما تسمعينني أم ماذا ؟
ليلى : اسمعه بوضوح تام مثلما أسمعك و أسمع أي شخص آخر ، إنني على يقين بأنه لايزال حياً .

ثم تجهش بالبكاء …

الطبيب : اهدئي يا ابنتي ستكونين بخير .

يخرج من عندها ليلتقي بشقيقها حامد ..
حامد : كيف حالها الآن؟
الطبيب : إنها تعاني من انهيار عصبي شديد ، مسكينة ، أليس هناك أمل في العثور على ابنها ؟
حامد : منذ سنة و الشرطة تبحث عنه .
الطبيب : اهو ابنها الوحيد ؟
حامد : نعم من زوجها الذي توفي في حادث سيارة منذ سنتين .
الطبيب : هل عثرت الشرطة على جثة ابنها ؟
حامد : إنه لايزال حياً 
الطبيب : ماذا ؟
حامد : أقصد الشرطة لم تغلق مسار البحث عنه حتى الآن ، فهو في حكم الحي حتى يثبت العكس .
الطبيب : المهم اعتني بها فأختك امرأة ضعيفة و مسكينة.

يكتب لها الطبيب مجموعة من المسكنات و المهدئات ..

تتحسن صحتها بعد عدة أيام من العلاج … تخرج من المستشفى و تقضي عدة أيام في منزلها ، و ما إن تعود إليها قوتها حتى تعاود الذهاب إلى نفس المكان الذي شاهدته في حلمها الأخير …
– إنه نفس الشارع ، و هذه هي العمارة التي شاهدتها في حلمي ، إنها هي بكل تأكيد .
تتوجه للشرطة فوراً و تطلب مقابلة الضابط عادل ..
الضابط عادل : أهلاً مدام ليلى ، ما أخبارك ؟
ليلى : لقد عرفت أين يوجد ولدي .
الضابط عادل (بتلهف) : حقاً ؟ اجلسي ، و اخبريني بكل شيء .

ما إن تبدأ بقص ما جرى لها حتى يتبخر تلهفه … يشعل سيجارته لينفس بها تململه حتى نهاية حديثها …
الضابط عادل : اسمعيني يا مدام ، أنا لا أريد تحطيم أملك في إيجاد ابنك و لكن !
ليلى : و لكن ماذا ؟
الضابط عادل : الأحلام لا يمكن استخدامها كدليل مادي .
ليلى : و لكني رأيت ما شاهدته في الحلم على وجه الحقيقة .
الضابط عادل : يا مدام أنتِ امرأة متعلمة ، ما شاهدته في حلمك لا بد أنكِ رأيته من قبل في اليقظة ، إن العقل الباطن مستودع للمعلومات و الذكريات التي نظن أننا نسيناها أو التي لم نلتفت إليها .
ليلى : لا يمكن ، مستحيل !
الضابط عادل : صدقيني ، لا يمكن للحقيقة أن تولد من رحم السراب .

تخرج من عنده و هي مصدومة بينما تلاحقها نظراته بعطفٍ و شفقة ..

****

تعود لمنزلها و تجلس قليلاً مع حامد ، تتناول وجبة العشاء ، و تطلب من الممرضة عدم حقنها بالإبرة المهدئة واعدةً إياها بأنها ستكون بخير ..
تستلقي على فراشها و تحاول النوم ، إلا أنه يجافيها ، تفتح نافذة غرفتها ، إلا أن ضجيج السيارات يزعجها ، تستلقي على فراشها ، و تغمض عينيها لتسمع صرخات ابنها …

– ابني حبيبي أخبرني أين أنت ؟ أرجوك يا فلذة كبدي ، بحق الأشهر التسعة التي قضيتها في بطني ، بحق الأيام القليلة التي عشتها معي .

تدور في أنحاء غرفتها .. تنتابها نوبة بكاء حادة .. تزداد آلام رأسها .. فجأة ترى نفسها في الحي الذي به تلك العمارة و أنها في قمة الوعي ، ترى كل شي و كأنه حقيقي ، تتأمل يديها و هندامها فترى كل شيء واضح المعالم تماماً ، تدخل العمارة و تصعد السلم حتى الطابق الخامس ، تسمع صرخات طفلها مرة أخرى ، تبدأ على الفور بمحاولة معرفة مكانه ، و تتمكن من تحديد الشقة التي يوجد بها ، تحاول فتح بابها ، إلا أنها تفتح باب غرفتها .. تهرع إليها الممرضة بهلع ..

الممرضة : سيدتي هل أنتِ بخير ؟
ليلى (بأنفاس متقطعة) : اطمئني أنا بخير أريد فقط شرب الماء .
تشرب كوب من الماء ثم تعود إلى غرفتها و تنام نوماً عميقاً …

****

تنام حتى العصر ، ثم تأخذ حماماً و تخرج مسرعة …
الممرضة : سيدتي أرجوك لا تخرجي ، لقد أمرني الأستاذ حامد بأن لا أدعكِ تغادرين البيت .
ليلى ( تجيبها غاضبة ) : تذكري بأنك و الأستاذ حامد تعيشان في بيتي !
تقود سيارتها بهدوء تام ، تركنها بالقرب من العمارة التي رأتها في حلمها ، تحاول استخدام المصعد الكهربائي ، إلا أن البواب يخبرها بأنه معطل ، فلا ترى بداً من الذهاب عبر السلالم للوصول إلى الطابق الخامس …

****

حامد : ما أخبار ابن أختي ؟
– إن صحته جيدة و لكنه كثير الصراخ ، لقد أتعبني يا حامد ! متى سننتهي من هذه المشكلة ؟
حامد : قريبا يا حبيبتي سأرسله للملجأ ليقضي حياته بعيد عنا.
– و أمه ؟
حامد : لا بد أن تسوء حالتها أكثر لأتمكن من الاستيلاء على أموالها ، قريباً سأجلب لها طبيب سيدفع بها نحو الجنون ، لأكون أنا المسؤول عنها و الوصي عليها.
– و لمَ لم تفعل ذلك منذ البداية ؟
حامد : لا … يجب أن تنتهي قضية ابنها أولاً ، بعدها أستطيع أن أنفذ ما خططت له من دون إثارة أي شبهة .
– يا لك من شرير يا عزيزي !

****

تصل للطابق الخامس و هي مجهدة ، تضطر للجلوس ، إلا أن حامد يخرج من الشقة ليفاجأ بوجود ليلى أمامه .. تنظر له بتعجب ، بينما ينظر لها بخوف و ذهول ..
حامد : ماذا تفعلين هنا يا ليلى ؟
ليلى- بل ماذا تفعل انت هنا؟
حامد ( باضطراب) : إنها شقة أحد أصدقائي .
ليلى : و لكنها نفس العمارة التي شاهدتها في أحد أحلامي ، بل و نفس الطابق ، و هذه الشقة التي خرجت منها تشبه الشقة التي رأيتها في حلمي الأخير .
حامد ( بغضب) : لا تكوي سخيفة ، أي عمارة و أي شقة شاهدتها في حلمك المجنون ، أنت لا شك تتوهمين ، و أن لم تقلعي عن تفاهاتك سأضطر إلى إدخالك مستشفى الأمراض العقلية ، فلقد سئمت منك و من تصرفاتك الرعناء .
ليلى : كلا إن ما شاهدته حقيقة و إن كان حلماً 
حامد : لا شك أن ابنك مات و لا أمل لكِ برؤيته على الإطلاق .
ليلى : اسكت ، لا تتحدث بمثل هذا الكلام.
حامد : و أنت لست أول امرأة تفقد ابنها .
ليلى : كلا ابني موجود و سوف أعثر عليه .
حامد : ابنك مات ، مات يا ليلى و لن يعود إلى حضنك أبداً .
ليلى : اسكت .. اسكت …أرجوك .

تسمع صراخ ابنها .. تنتابها فرحة غامرة إلا إنها ممزوجة بخوف رهيب …
ترفع صوتها عالياً : إنه صغيري ، إنه ابني ، ابني..

تحدد مكانه بسرعة لتندفع نحو باب الشقة الذي نسي حامد إغلاقه من هول صدمة رؤيتها لتفاجأ بطفلها و هو بين يدي تلك المرأة ، التي لم تعد تعرف ماذا تفعل ، لتقف عاجزة عن القيام بأي ردة فعل .

تتجه نحوها بسرعة خاطفة لتأخذه منها ..
تناديه بحرقة ( ابني ، ابني ، حبيبي ) تصرخ صرخة مجلجلة … تبكي بكاء مهولاً مشوباً بصرخات طفلها ، إلا أن حامد يختطفه منها بقوة و يعطيه لتلك المرأة مرة أخرى ، ثم يضربها بشدة .
– يجب أن تموتي .. كل هذه الأموال التي ورثتيها عن زوجك ستكون لي أنا وحدي .

تحاول الإفلات منه حتى تنجح … تركض في أرجاء الشقة و صرخات طفلها العاتية تملأ أرجاءها ..

ليلى : دع طفلي أرجوك .
حامد : وقعي لي على عقد بيع كافة أموالك و ممتلكاتك و إلا قتلته .

لا تستطيع التحمل … تسقط عاجزة عن الحراك و صرخات طفلها تزداد عتواً ..

حامد : أدخلي هذا الطفل اللعين إلى إحدى الغرف و إلا خنقته بيدي .
ليلى : كلا أرجوك لا تؤذيه ، خذ كل ما أملك ، سأوقِّع لك على كل ما تريد ، فقط دع ابني لي ، هذا ما أريده من هذه الحياة .
حامد : هذا ما يجب أن يحدث .

يخرج ورقة و قلماً من الدولاب ..

حامد : امسكي بهذه الورقة و وقعي عليها فوراً 

ما إن تمسك القلم لتوقِّع عقد بيع أملاكها له حتى تقتحم الشرطة الشقة بقيادة الضابط عادل …

حامد : مستحيل !
الضابط عادل : اقبضوا عليه .
ليلى : أرجوك إن ابني بين يدي امرأة في مكان ما من الشقة .

يبحث أفراد الشرطة عن الطفل في كل مكان حتى يجدوه ملقى على الأرض في إحدى الغرف و بقربه المرأة حائرة لا تعرف ما يكون مصيرها .. يقبضون عليها على الفور .. تهرع إليه ليلى و تحتضنه بشوق عارم …

الضابط عادل : هل هذا هو طفلك يا مدام ليلى ؟
ليلى : نعم إنه ولدي و كنزي و ثروتي الحقيقية .
الضابط عادل : و قد عاد إليك أخيراً .
ليلى : و لكن كيف عرفت بأني هنا ؟!
الضابط عادل : لقد أمرت بمراقبتك بعد آخر مرة قابلتك فيها تحسباً من أن تقعي في ورطةٍ ما ، و قد صدق حدسي .
ليلى : هل صدقت الآن بأن سماعي لصراخ طفلي كان حقيقياً و أن أحلامي كانت صادقة ؟
الضابط عادل (ابتسامة) : هناك الكثير من الأشياء لا نجد لها تفسيراً مقنعاً و لكنها جزء لا يتجزأ من الحقيقة .

ثم يلتفت إلى حامد قائلاً :
– كيف تفعل هذا بأختك ؟ أي قلب متحجر تحمله في صدرك ؟ كيف تحرم أم من طفلها من أجل حفنة من النقود ، يا لهذا العار الذي ألحقته بنفسك .

يأمر بإرساله للسجن تمهيداً لمحاكمته ..

تحمل ليلى طفلها الذي تجاوز سنته الأولى و تضعه في حضنها :
– ولدي الحبيب صرخاتك دلتني عليك ، و سوف لن تغيب عن ناظري بعد اليوم ، حتى و إن نامت عيناي ، تأكد أن قلبي سيحرسك و سيكون معك إلى الأبد .

………

ملاحظة : القصة منشورة في موقع آخر .. لنفس الكاتب
 

تاريخ النشر : 2017-04-03

رائد قاسم

السعودية
guest
13 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى