تجارب من واقع الحياة

خيانة الأقارب

بقلم : المشاكس – اليمن

خيانة الأقارب
رن هاتفي و كان المتصل غير معروف و الصوت لم استطع أن أميزه

عندما نتكلم عن الفاجعة الموجعة و الصدمة الحقيقية هل يُعقل أن نقول موت اعز الناس أو الوقوع في بلاء أو خسارة ممتلكات أو خسارة في التجارة ، أنا أرى أن خيانة الأقارب أعظم من كل ما سبق .. أناس تأتمنهم في كل شي يخصك أناس لا و لا يمكن أن تفكر و لو لوهلة بأن يفعلوا بك السوء ، و هذه الثقة هي التي تجعل أذاهم اكبر ضرراً و أعظم فجعاً .

قصتي هي بكل المقاييس أذاقتني القهر و سوء الحال ..

أولاً نحن في مجتمعنا نلتزم بالعادات والتقاليد و من لم يلتزم بها يعتبر من أرذل الناس و يكون منبوذ بين الناس ، أنا شاب ابلغ من العمر ثلاثون عاماً و أعيش في قرية صغيرة و أعمل مغترب في السعودية ، نزلت قريتي لأكمل نصف ديني وعقدت قراني ، رن هاتفي و كان المتصل غير معروف و الصوت لم استطع أن أميزه ، و لكني أراه مألوفاً ، و كان  يسألني : هل أنت فلان ؟ أجبته : نعم ، رد علي و قال : أريدك أن تنزل للمدينة سأنتظرك هناك فأنا احتاجك في موضوع غاية في الأهمية ، قلت له : حسنا ، و أقفلت الهاتف و تكلمت مع أمي و أخوتي الأصغر مني اللذان يبلغان من العمر 24 و22 سنة و أخبرتهم بالموضوع ، فرفضا أن اذهب و لكني أصريت على الذهاب و بعد مشادات في الكلام وافق أخواي و لكن بشرط أن يذهبا معي خوفاً من المجهول ، ففي مجتمعنا بعد عقد القران لا يُستحب غياب العريس خوفاً من إصابته بمكروه و خاصة أذا بقي من ليلة الدخلة يوم واحد .

ذهبت برفقتهم و كنت مرتدي معطف اسود و محزم ، وصلنا إلى نصف الطريق و أذا بأخي يشتكي من دوار في رأسه وغثيان ، دخلنا اقرب مستوصف و بدأنا نقوم بالتحاليل إلا أنني شعرت بضيق و خنقة ، خلعت المعطف الأسود و أعطيته لأخي و من غير أن اشعر قلت لهم : سأسبقكم إلى المدينة و سأنتظركم هناك ذهبت ، و رن الهاتف يقول : أين أنت نحن ننتظرك في مكان كذا وكذا ؟ شعرت بشيء من الخوف و غادرت المدينة من دون أن اعلم و كأن رجلاي من تتحكم بي و ليس عقلي ، و صلت البيت و إخوتي في الطريق للمدينة ، اتصلت بهم و أخبرتهم بأن يعودوا بسرعة

 عاد أخواي و هما متذمران و علامات الغضب تعتريهما ، و بدآ معي بالتحقيق ، سألني أكبرهم أي مصيبة فعلت في المدينة ؟ قلت لهم : لم افعل شي ، قالوا : و ماذا تفعل صورتك بحوزة نقطه التفتيش ؟ اعتراني الذهول و طلبت منهم أن يشرحوا لي ما حصل ، فقالا : لقد أوقفنا ضابط بحجه أننا نلبس المعطف الأسود و لاحظنا صورتك معهم ، فقلت لهم : الرقم الذي يتصل بي هددني و نعتني بالجبان و لكن لم أتصور أن يختطفني في وقت حرج كهذا

 طلبا الرقم مني و بعد أن عرفاه رأيت الشرر يتطاير من أعينهم ، فلقد كان الرقم لأبن خالي الذي ينتمي لنقاط التفتيش ، و أخبروا أهل القرية ما حصل و اخبروا جميع الأقارب بهذه الحادثة و بدأت المقاطعات من البيوت و انتظار مجيء ابن خالي للقرية ، مع العلم انه يسكن بمدينة بعيدة من قريتنا

 أكملنا الزواج على أكمل وجه و لم نتضرر من مكر الأقارب و كل هذا حصل من عند الله ، فماذا لو كانت نجحت خطته ؟ كنا نفقد عقولنا وسنشرد من هول المصيبة و ستنحط مكانتنا و نعيش بالخزي والعار ، هذا ما أراده لنا أقاربنا مع العلم أنني لم أؤذي احد منهم و ما بيننا إلا كل خير ، و إلى الآن لم يصلنا منهم أي اعتذار ، خاصة من والد الفاعل الذي اعتبرناه الخال و كل ما قالوه هو أن ابنهم أراد المزاح ، أي مزاح و صورتي بحوزة الدورية و مواصفاتي ؟

أريد أن تنصحونا كيف نحل هذه المشكلة حيث أنها تعتبر في مجتمعنا كأنها قضية قتل ، منتظر ردودكم و شكراً .

تاريخ النشر : 2017-07-11

guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى